مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

أسرة ومجتمع: مشاكل الزواج

الزوج: لم أكن حين تزوجت قد بيّنت لزوجتي طبيعة عملي لأنني اعتبرت ذلك من الأسرار الجهادية، واليوم وبعد مضي مدة على زواجي وازدياد حجم المتطلبات العملية صار خروجي من المنزل كثيراً وغيابي عن البيت يستمر لفترات متواصلة. وما أعانيه في الواقع هو أن زوجتي بدأت تتذمر كثيراً من عملي وتتهمني بالتقصير تجاه واجباتي المنزلية، ورغم إعلانها الدائم عن التعب وعن إمكانية الاستمرار في تحمل أعباء تربية الأولاد فإنني لا أتمكن من إظهار حقيقة واجبي، ومن جانب آخر فإنّ حياتي العائلية مهددة بالتفكك.

الزوجة: إنّ زوجي قد تغير في مرحلة ما بعد الزواج وصار يغيب عن المنزل كثيراً. كان يعدني قبل الزواج بحياة هادئة هنيئة وبأنه سيشارك في أعمال المنزل كما كان يفعل أمير المؤمنين عليه السلام، لقد ازداد حجم العمل في المنزل وصار لزاماً علي أن أقوم بتربية الأطفال وإرسالهم إلى المدرسة وإرجاعهم إلى البيت وشراء الحاجيات. وعندما يمرض أحدهم علي أن أتابع علاجه مع الطبيب. وهذا كله في غياب زوجي المستمر.
سوف نقوم في هذه الحلقة بمعالجة المشكلتين معاً، المشكلة التي يطرحها الزوج بالنسبة لعدم تفهم زوجته لواقعه. والمشكلة التي تطرحها الزوجة بشأن معاناتها المستمرة في ظل غياب زوجها عن البيت العائلين.

والإجابة هنا يمكن أن تتحقق بالالتفات إلى المسائل التالية:
1- حقيقة العالم المعنوي للإسلام: الإسلام دين الجهاد، والطريقة الإلهية التي توصل الإنسان إلى الهدف العظيم والكمال اللائق. ورغم أن الإسلام لا يطرح الدنيا بعنوان أنها دار السعادة الحقيقية، ولكنه من جانب آخر يضمن لاتباعه نوعاً من السعادة التي لا تفوقها سعادة أخرى في الدنيا. فالشقاء ليس مطروحاً لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا بما كسبت أيدينا. وينظر الإسلام إلى الدنيا على أنها دار ممر إلى الآخرة، وفي هذه الدار على الإنسان أن يتحمل مسؤولية نفسه بانقياده إلى طاعة الله وعبادته، وهذا أيضاً يتطلب منه أحياناً مجاهدة الكفار والمشركين وتقديم كل ما يملكه في سبيل ذلك. ولكن مع ذلك فإن هناك عالماً عظيماً من المعنويات التي تبرز في ظل تفجر الطاقات الكامنة داخل ساحات الجهاد. في سبيل الله. إنّ هذا العالم لا يعود فقط على المجاهد وحده بل سوف يشمل كل المحيط. وخاصة زوجته التي تعايشه في كل لحظات حياتها، وقد ورد في الأحاديث القدسية أن الله عز وجل يقول "إذا خرج الرجل من بيته مجاهداً في سبيلي فأنا وكيل أهله" فهنيئاً للواتي يعرفن قدر الجهاد وعظمته بحيث تشملهن العناية الإلهية المباشرة ويتعاهدهن الرب الرحيم بالتربية والرعاية. وأي نعمة أعظم من هذه.

2- ضرورة معايشة الواقع بصراحة: مما لا شك فيه أن حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي الزوج والزوجة قد يزداد بحكم تطور الأعمال أو ازدياد عدد الأولاد أو المشاكل المادي. وفي خضم هذه المشاكل ينبغي للزوجين أن يعايشا هذه الصعوبات بروح قوية ويتصارحا في عمومية المشكلة بحيث يشرح الزوج لزوجته مثلاً... ولو بشكل عام أهمية عمله الجهادي وتقديره لصبرها وتضحيتها معه، وليكن بث شكواها الهادئة في اللحظات المناسبة حيث يطلب كل واحد من الآخر أن يتحمل أكثر في سبيل الدين. مؤكدين هنا أن الإنسان الذي يتصل بالآخرة، وتكون هي أكبر همّه سوف تسقط في عينيه كل المشاكل الدنيوية مهما كانت عظيمة: "عظم الخالق في أنفسهم فصَغُر ما دونه في أعينهم".

3- اختيار أوقات مناسبة للمشاركة:
فلا بأس من أن يقوم الزوج باستغلال أوقات فراغه ليشارك زوجته همومها المنزلية ويحمل عنها أعباء العمل المتراكم. فإنّ من يفعل ذلك يكون مصداقاً للحديث القائل: "الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله".

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع