نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

شباب: ماذا أفعل؟

إعداد: ديما جمعة فواز

السلام عليكم. أصعب ما يمكن أن يشعر به الإنسان هو النبذ والرفض من مجتمعه.. وهذا تماماً ما أعاني منه.

اسمي نور، عمري 16 سنة، أنا فتاة هادئة ولا أحب المشاكل. أعيش في القرية منذ طفولتي ولكنني منذ عامين، وبحكم انتقال أسرتي للسكن في بيروت، تسجّلت في مدرسة في العاصمة واختلف أسلوب حياتي كثيراً!
هنا، في مدرستي الحالية، يتصرف بعض التلاميذ بأسلوب متعجرف حيث يعتبرون أنفسهم أفضل مني... ويلقبونني بفتاة "الضيعة"! كما أنّ اهتماماتهم لا تعنيني فهم دوماً يتحدّثون عن وسائل التواصل الاجتماعي (فايسبوك، وواتس آب) التي يمنعني أبي من استخدامها وبالتالي لا يوجد الكثير من الأمور المشتركة التي تجمعني بهم.
ولديَّ صديقة، تشبهني إلى حد كبير، أرتاح في صحبتها... ولكن ما يزعجني أنه ومنذ أشهر بدأت فتاة في صفي تمارس عليّ نوعاً من التنمّر المؤذي، فهي تسخر مني وتقلّدني في تصرفاتي وأسلوب كلامي، كما أنها تعلّق على مشاركاتي مع المعلمات وتضحك من كل ما أقوله. وحين واجهتها طالبة منها أن تتوقف عن تلك السخافات هجمت عليّ وكادت تضربني!

من ناحية الدراسة، أحاول أن أحافظ على مستواي العلمي لأن ما تفعله يزيدني إصراراً على النجاح ولكن.. لا أخفي أنني مكسورة الخاطر، وأحب أن أوقفها عند حدّها أو أضربها!

ماذا أفعل؟ هل أقول لأمي؟ ولكني أخشى أن يزداد الوضع سوءاً إذا تدخلَت. أرجو أن تساعدوني ولكم جزيل الشكر.

الحل

صديقتي نور، لا بد أن نُشيد في البداية بقوّة شخصيتك ووعيك حيث إنك لم تسمحي لتلك "المتنمّرة" أن تحبط من عزيمتك أو تؤثّر على مستواك العلمي. ثانياً، أعتقد أنك تواجهين مشكلتين: الأولى في صعوبة التكيّف مع الجو الجديد، والثانية، في التعامل المناسب مع تلك الفتاة المزعجة، لذلك عليك أن تبدئي باتخاذ الخطوات التالية:

1 - تذكري أن "ملأى السنابل تنحني بتواضعٍ والشامخات رؤوسهنّ فوارغ"، وبالتالي فإن التواضع زينة العقلاء ومن يتعامل معك بتكبّر لا يستحق صداقتك.

2 - كونك "بنت الضيعة"، هو امتياز وليس شيناً عليك، فالقرية رمز الطهارة والرقة والأخلاق الحسنة، وبالتالي لا تسمحي لأحد أن يلوث تلك الطيبة التي لا بد انطبعت في شخصيتك منذ الطفولة.

3 - إذا شرب الجميع من الماء الملوّث، وأنت بفضل الله لم تشربي منه، فإنك في أمان... والآخرون جميعهم في خطر! لا أحد ينكر ما يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تحتويه من مفاسد أخلاقية وسلوكية خاصة لطلاب المدارس، فلا تعتبري أنك "متخلّفة" عنهم، على العكس يا صديقتي أنت في الطليعة!

4 - بالنسبة لتلك المتنمّرة، أخبري إحدى المعلمات أو الأساتذة الذين تثقين بحكمتهم عنها وعن أسلوب تعاملها، فالمتنمّر غالباً ما يعاني من عقدة نقص يسعى إلى تجاوزها عبر الإساءة لمن حوله. ومن المفيد أن تتم متابعتها من أحد الأخصائيين في المدرسة.

5 - اشرحي لوالدتك الظروف التي تحيط بك، واجعلي مشاركتها إيجابية فلا بد أن تدخّلها أو تدخّل أحد من أفراد أسرتك سيكون مفيداً أيضاً لك.

6 - لا تبادلي العنف بالعنف. يمكنك أن توقفي تنمّر تلك الفتاة بالحكمة وبالإصرار وليس بالانجرار إلى أسلوبها غير الحضاري.

7 - حافظي على شخصيّتك القوية، ولا تسمحي لأيّ رياح باردة أنْ تعصف بإرادتك.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع