مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

شهيد الوعد الصادق علي مصطفى سلمان

نسرين إدريس قازان
 

شهيد الوعد الصادق علي مصطفى سلمان (ذو الفقار)
اسم الأم: فاطمة علي سلمان
محل وتاريخ الولادة: مجدل زون 22/6/1975
الوضع العائلي: متأهل وله ابنة
رقم السجل: 1
مكان وتاريخ الاستشهاد: مجدل زون 16/7/2006


المحبة والتسامح، العطاء والإيثار، صفاتٌ امتزجت في روح علي فصارت سماته، وتزاحمت المواقفُ في حياته، حتى خجلت السطور من صفحاتها الزاخرة بالتضحية والعطاء، فعليٌّ الذي اختار مذ كان في الرابعة عشرة من عمره أن يكون مجاهداً، كان له ما أراد، وسعى ليصير شهيداً، فنال الشهادة بعد أن وُشِم جسده بالجراحات عدة مرّات.

*إخوة وأصدقاء منذ الطفولة
لم يكن المنزل الذي ضمَّ علياً وإخوته منزلاً للعائلة فحسب، بل مهبطاً للمجاهدين الذين طالما وجدوه ملاذاً لهم قبل وبعد العمليات العسكرية. بين منزل القرية ومكان سكنهم في بيروت تربى علي وإخوته على صداقة جمعت بينهم منذ الطفولة، وخصوصاً بينه وبين أخيه حسن، فاتخذ أحدهما الآخر خليلاً، وتقاسما كل كبيرة وصغيرة، فلا يشتري أحدهما شيئاً من دون أن يحسب حساب الآخر. لم يأخذا من سِعة المنزل مرتعاً لهما، بل طالما كانا يتركان الفسحة ليركن أحدهما بالقرب من الآخر، ونادراً ما كان علي يغفو في سريره، بل ينام في سرير حسن. وعندما شبّا وصار حسن يضطر للنوم على الأرض للتخفيف من وجع ظهره، كان علي يستلقي بالقرب منه على البلاط، إلى أن جاء يوم وخلا المنزل من ظلِّ حسن. ومنذ تلك اللحظة، انسلخت روح علي من بدنه، ونبتت الوحدة في تشعّبات قلبه، ولم يخفّف عنه شيء إلا أن أخاه ارتحل شهيداً، وقد قال حسن لعلي قبل ذلك: أينما ذهبتَ يا أخي ستعود إلى المنزل، لكنني أشعر أنني عندما أغادر سأستشهد.

*يرسم الضحكات على الوجوه
علي، صاحب الهدوء والصخب في آن، كان منذ صغره يجيد إضفاء الحياة على مَنْ حوله ومن دون إزعاج. بروحه المرحة رسم الضحكات على الوجوه، وكم كان يفرحُ قلبه عندما تضحك أمه، وهي التي ما غادرها الحزن منذ رحيل حسن. وكذلك كان الأمر مع أبيه وإخوته، فلا يترك سبيلاً من أجل زرع السعادة في نفسيهما. حتى في الأمور الصغيرة التي قد لا ينتبه إليها أحد، كان علي يلتفت إليها ويهتم بها، فتراه كمن يتصيدُ من نفوس الآخرين ما يريحهم ليقوم به، غير آبهٍ إن كان في ذلك تعبه أو راحته.

*اهتمام خاص بالمستحبات
في السابعة عشرة من عمره، التحق علي بصفوف التعبئة العامة للمقاومة الإسلامية. وبعد أن أنهى الثانوية، تفرّغ بشكلٍ كامل في المحاور المتقدمة، فخضع للعديد من الدورات العسكرية والثقافية. وانسحب أسلوب تعامله مع أهله إلى رفاقه، فكان بينهم صاحب المبادرة في التنظيف والطهو، وتعلّم تحضير الطعام من أجل رفاقه في المحاور. وكان صاحب أفكار مبتكرة في ترسيخ المستحبات في نفوس مَن حوله. فقد صنع صندوقاً كرتونياً للصدقة صنع أطرافه بنفسه، ووضعه في مركز عمله، واعتاد، بسبب ذلك، الإخوة في مكان العمل أن يتصدّقوا منذ مطلع النهار، فكان علي يحمل، بعد ذلك، المبلغ إلى المنزل ويضيف إليه هو ووالدته ثم يتصدّقان به سراً على العوائل المحتاجة.
كثيرون هم الأشخاص الذين كان عليّ يسأل عنهم، ويساعدهم من دون أن يجرح مشاعرهم، حتى أنّه في إحدى الليالي جاء إلى المنزل وكانت أمه نائمة، فاستيقظت على صوتٍ منخفض مصدره المطبخ، ولما قامت وجدته يحضّر الطعام لرفاقه، فأخبرته عن حاجة امرأة لشراء دواء، فقال لها وقد انفرجت أساريره: "يا أجمل أم في الدنيا مدي يدك إلى جيبي وخذي كل ما تجدينه"، وبالفعل أخذت المبلغ وجلبت لها الدواء. وطالما كان عليّ يردد على مسامع أمه أنه إذا أراد أحد الرزق الوفير فعليه بالصدقة. وكثيراً ما كان يصل مال إلى يديه من دون حساب فيقوم بتوزيعه على من يستحقه.

*بين أزيز الرصاص
ولأن المبادرة أحاطت بسكنات علي، لم يغب عن أي عمل حتى لو كان صغيراً يستطيع القيام به وخصوصاً أثناء حضوره في القرية، إن كان مجلس عزاء أو احتفال صغير، فهو لا يتحمّل رؤية أحد يعمل من دون مدّ يد المساعدة له. وكذلك الأمر في المحور وفي العمليات الجهادية، كان يختار المهمات الصعبة والبقاء في المقدمة. وقد حفل تاريخه الجهادي بما يدلّ على بطولته واستبساله في سبيل الدفاع عن الدين الحنيف، إذ جافى الراحة والنوم والهدوء، وأمضى عمره بين أزيز الرصاص، وفي الأودية والتلال..

*زفّته أمه عريساً
بعد استشهاد أخيه حسن، أحاط علي والديه باهتمام خاص، من دون أن يجعل من تعلّقهما به سبباً في تأخيره عن الجهاد، فكان وجوده بينهما مطعّماً بغيابٍ يطول في كثير من الأحيان. وما ارتاح قلبُ أمه وامتلأ فرحاً بعد شهادة حسن إلا حينما زفّت ولدها علياً عريساً، وقد انتقى عروسه ابنة شهيد مقاوم. وكان ينتظر بفارغ الصبر أن يصير أباً، وما إن تحقّقت أمنيته ورأتْ عيناهُ ابنته حتى دمعتا وأسماها "فاطمة".

*وزفّته المقاومة شهيداً
لم تستأنس فاطمة الطفلة الصغيرة بحضن والدها كثيراً، وبُعيد بلوغها الشهر السابع من عمرها، زفّت المقاومة الإسلامية بطلها المجاهد علي مصطفى سلمان أثناء قيامه بالدفاع عن الأرض في حرب تموز 2006، حيث ارتقى إلى الله تعالى من على تراب قريته التي أبتْ إلا أن تُذيق العدو الصهيوني الذل والهوان.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

بيروت

عبدالحميد شرارة

2013-09-06 10:34:06

أخي الشهيد علي أيام الدراسة لا أنساها معك ومع الرفاق قضيناه ليتني سرت معك على خطى كربلاء والشهادة معا نلناها انت الذي فزت في الدنيا وفي الاخرة لشفاعتك نتمناها لا أنسى ولن أنسى ابتسامتك… ضحكتك … عشقك الحسين أبي الضيم عَبر أخيك حسن قبلك إلى الرضوان في حرب عناقيد الغضب فصب غضبه على العدو رغم صِغر سنه عشر سنوات انت انت على عهد اللقاء به وجاءت حمم تموز وكانت الحكاية شهادتك وكان اللقاء مع أخيك حسن بين يدي الزهراء والحسين