نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مع الإمام الخامنئي: نصر تمُّوز من أسرار اللَّه‏


إنَّ قضية لبنان لم تكن إحدى القضايا العادية، فإنَّ الحرب التي دامت ثلاثة وثلاثين يوماً، هي إحدى الحوادث التاريخية، التي لم يطرأ على فكرنا يوماً أن تقع حادثة مشابهة لها في جميع بلدان المنطقة، ولم يتوقّع أعداء الشعوب المسلمة، بل ولا حتى أصحاب الصحوة الإسلامية، وقوع مثل هذا الأمر، إلا أنَّه وقع.

* المنتصر والمنهزم‏
إنَّ هذه الحرب التي دامت ثلاثة وثلاثين يوماً، كان فيها طرف منتصر، وطرف منهزم. إن الطرف المنتصر هو حزب الله لبنان، والمقاومة اللبنانية، والشعب اللبناني. وفي الحقيقة، هو انتصار للأمَّة الإسلامية بأسرها. وقد أدخل هذا الانتصار السرور الى قلوب جميع الشعوب، حيث سمعتم وهذه هي الحقيقة أيضاً أنَّ اسم حزب الله وقائده أصبح من أعذب الأسماء في العالم الإسلامي والدول العربية، وكافة الشعوب الأخرى. وأصبح أفراد هذا الحزب محبوبين عند النَّاس، وكذلك الأمر في بلدنا، وفي تركيا، ومصر، وشمال أفريقيا، وكافة البلدان الإسلامية، بل في كافة أرجاء المعمورة. وهذا مؤشّر على أنّ العالم الإسلامي بأجمعه شارك في هذا الانتصار. أمّا الطرف المنهزم، فهم بالطبع الصهاينة؛ أي الحكومة الإسرائيلية المزيّفة، إلا أنَّ جميع شعوب العالم اعترفت أيضاً بأنَّ أمريكا كانت جزءاً من الطرف المنهزم. وهذا ما صرَّح به الأوربيون أيضاً، وكذلك اعترفت به أمريكا من خلال التلميح لذلك بأشكال مختلفة. لقد هُزمت أمريكا في هذه الحادثة أيضاً، ومن الطبيعي أنَّ لها ذيولاً على مستويات مختلفة في المنطقة، وهؤلاء أيضاً يُعدّون جزءاً من الطرف المنهزم.

* السبيل الوحيد للانتصار
إنَّ ما ذكرناه، من أنَّ هناك انتصاراً من جهة، وانهزاماً من جهة أخرى، يمثّل إحدى الحوادث الكبرى، التي تشتمل على الكثير من العِبَر، والتي سوف تستفيد منها الشعوب، شاء العدو ذلك أم أبى. أي أنّ الشعب الفلسطيني، والعراقي، والإيراني، والشعوب الأخرى، قد تيقّنت من خلال ذلك أنَّ السبيل الوحيد للانتصار هو المقاومة والثبات، وليس هناك سبيل آخر. كان المقاومون ثلّة قليلة، وقابلتهم قوَّة عسكرية تعتبر من الطراز الأول في العالم، ومدعومة من قِبَل أمريكا أيضاً. إنَّ ما حدث هو سرٌّ من أسرار الله، وسنَّة إلهية. إنَّ المقاومة هي الطريق الى النصر، بشرط أنّ لا يخشى رجال المقاومة من الأخطار؛ لأنَّه بمجرد دخول الخشية إلى قلوبهم، سوف تضعف مقاومتهم، ولن يتمكّنوا من تحقيق النصر، وهذه هي آفة أغلب الشعوب والجماعات المقاومة، فَهُم يترددون في وسط الميدان. فلو أنَّ أيَّ مجموعة، أو شعب يرغب في المقاومة، ولا ينتابه الخوف نتيجة لفقدان ملذّات الدنيا، والعزوف عن الراحة والعيش الرغيد، ويتقدّم للأمام دون اضطراب وضجر، فمما لا ريب فيه أنَّ النصر سوف يكون حليفه. إنَّ هذه المقاومة إذا كانت مشفوعة بالإيمان، فسوف تستمر؛ ولهذا نقول وقلنا ذلك مراراً إنَّ الإيمان المشفوع بالمقاومة، سيكون حليفه النصر. وإنَّ مرادنا من الإيمان ليس الإيمان الديني وحسب، بل الإيمان بأي مبنى من المباني. وبالطبع إذا كان الإيمان دينياً، فحينها يتحقق ما وعد به الله تعالى، من جعل جميع القوانين الطبيعية والتاريخية في خدمة هذه المقاومة: ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ (الإسراء: 18).. هذه الآية متعلّقة بطلاب الدنيا، ومن يلهث وراءها، والله يعطيها لهم أيضاً، أمَّا الشخص الذي يريد الدين، فكذلك يعطيه الله من فضله: ﴿كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء (الإسراء: 20). إنَّ حادثة لبنان، درس أُعطي لكافة المسلمين، وعليكم أن تعلموا أنَّ صفحة عظيمة طُويت من تاريخ المنطقة بعد هذه الحادثة، ومن المحتمل أن لا تُعلم آثار ذلك في القريب العاجل، إلا أنَّ ذلك سيتّضح للجميع بالتدريج، وعلى الأمد البعيد.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع