الأستاذ حسين علي متيرك
ضجّ الحديثُ وبُحَّ الصوتُ والنغمُ |
عن فتيةٍ لدروبِ المجدِ قدْ رسمُوا |
شقّوا طريقَ العُلى بالدّمِ يَحْفِزُهُم |
صَوْنُ الكرامةِ والإخلاصُ والهممُ |
شدّوا العزيمةَ بالإيمانِ فاقْتَرَنَتْ |
صِدْقُ النوايا وصِدْقُ الفعلِ ما عَزَمُوا |
جابوا الشِعَابَ وخاضوا الصَّعْبَ يُؤْنِسُهُم |
حرُّ الهجيرِ ودَهْمُ الليلِ والظُلَمُ |
رووا ترابَ الجنوبِ القدسِ من دمِهِم |
واسْتَنْبَتوا الزهرَ أنواعاً وما حُرِمُوا |
أرواحُهم فينا فرَاشُ حقْلٍ، غدا |
طيْبُ العبيرِ لهمْ والزهرُ ما لثموا |
لم يعرفِ العُرْبُ قبلَ اليومِ سابقةً |
للنصرِ طعماً وللأحداثِ ما فهِمُوا |
ماضيهُمُ العزُّ والتاريخُ يسألُهُم |
أينَ الحميةُ؟ أينَ الصدقُ والشّممُ؟ |
أعمُوا العيونَ وصمّوا الأذْنَ معذرةً |
بئسَ الضميرُ، وبئسَ العُرْبُ ما وَصَموا |
لم يمضِ يومٌ على الكثبانِ ما انتشرتْ |
أشلاءُ مَنْ فيهمُ الآمالُ والعِظَمُ |
لبّوا النداءاتِ للأوطانِ ما بخِلُوا |
بالرّوحِ بالدّمِ، بلْ للموتِ قدْ بَسِمُوا |
أمّاهُ، رُشّي الزهورَ غيرَ باكيةٍ |
للزهرِ سرٌّ لهُ الأمواتُ قدْ فهِمُوا |
أمّاهُ، لا تيأسي مِنْ حاضرٍ قذرٍ |
فنحن أشرفُ مَنْ سارتْ بهِ قدمُ |
أرضُ الجنوبِ ونحن الأصلُ عَامِلةٌ |
مِنْ أفضلِ العُرْبِ فيهَا الحُلْمُ والكَرَمُ |
فيهَا المآثرُ للتاريخِ مفخرةٌ |
لبيتُ يعرِفُ والإسلامُ والحرمُ |
لنَا غدٌ خافقُ الراياتِ نحملُه |
والأرضُ والقدسُ والأمجادُ والعلمُ |