إذا كنت في شك من أن الله قد غفر لك وقبل منك صومك ودعاءك، وتضطرب أركانك عندما
تسمع قوله صلى الله عليه وآله وسلم: من لم يغفر له في هذا الشهر (شهر رمضان)
فلا غفر الله له. إذا كنت كذلك، فهوّن عليك فإن الوقوف في عرفات من مواطن الرحمة
الإلهية المطلقة، حتى أنه يُرجى فيه للأجنة في الأرحام أن يعمها فضل الله فتسعد.
وإذا لم توفق للوقوف
بعرفات فلا عليك. فإن الله ينظر إلى زوّار قبر الحسين عليه السلام نظر الرحمة في
يوم عرفة قبل نظره إلى أهل عرفات.
وأما إذا لم توفق لزيارته عليها الصلاة والسلام عن قرب، فحذار من أن تهمل فضل هذا
اليوم العظيم، وخاصة دعاءه عليه السلام المخصوص لهذا اليوم. فإن ما فيه قرة عيون
السالكين وأقصى آمال العارفين.
عزيزي القارئ
ترنم مع سيد الشهداء في مناجاة الله عزّ وجلّ وقل: إلهي ترددي في الآثار يوجب بعد
المزار فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك. كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك.
أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك. متى غبت حتى تحتاج إلى
دليل يدل عليك. ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك. عميت عين لا تراك
عليها رقيباً. وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيباً..
وإلى اللقاء