أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

شباب: مشكلتي: والدي

ديما جمعة فواز

اسمي كرم وعمري عشرون عاماً، أتابع دراستي الجامعية، ولله الحمد، وأتمتّع بشخصيّة واثقة رغم "القمع" الذي أعاني منه! أجل، فوالدي لا ينفكّ يوجّه لي الانتقادات، ومهما كبرت يسعى إلى تحجيم أيّ نجاح لي وتألّق... إلى درجة التحقير!

أنا الشاب الوحيد لعائلتي والأكبر على أربع فتيات، وأبي رجل عصامي يعمل في مجال التجارة. كان يفضل دوماً أن أساعده ولكنّي أصرَرْتُ على متابعة دراستي، وبعد تدخّل والدتي وأعمامي وافق على مضض. للأسف، هو يكرّر دوماً أنني لا أستطيع تحمّل المسؤولية، وينتقدني أمام أفراد العائلة. كما يرفض فكرة أن يدلّلني لأنني الشاب الوحيد إنما على العكس يبالغ في الاهتمام بأخواتي ويسعى لإرضائهن بينما يعاملني بقسوة ويكرّر أن الدلال الذي خصّتني به أمي أفسدني.. وهنا تكمن المفارقة، لأن والدتي لم تدلّلني يوماً! وهي دوماً ترقب نظراته إليها حين تهتم بي.

وعن طريقة تعاطيه، على سبيل المثال، هو يعطي أخواتي مصروفهن أسبوعياً أما أنا فمصروفي شهري وينبغي أن يكون كافياً، كما يقول، حتى في الظروف الاستئنائية. ثم، منذ فترة أخبر والدتي أنه لن يتابع إعطائي مصروفي حين أتخرج وأنني ينبغي أن أبحث عن عمل لأكفي نفسي ولا أعتمد عليه! لا أفهم كيف أكون وحيده ولا يهتم بي، فيما أجد رفاقي يتمتعون بنعيم أهلهم بينما أنا محروم من الكثير! ما هو السبب؟ وكيف أقلّل من قسوة أبي؟

الحل
الأخ كرم، من الجيّد أنك تدرك الحقيقة الكامنة خلف تعاطي والدك السلبي تجاهك، وتتفهم دوافعه النابعة من خوفه أن تكون اتكالياً لأنك ولده الوحيد. ففي الوقت الذي يغدق فيه بعض الآباء اهتمامهم على الولد الوحيد، يبرز والدك كحالة استثنائية ومميّزة في سعيه إلى دفعك للاستقلالية وتحمّل المسؤولية. لذلك، نحن متّفقون أنه يحبك ويحرص على مصلحتك، ولكن لا ضير أن تستفيد من بعض الأفكار كخطوات عمليّة تساعدك مع والدك ليدرك أنك رجل ويستطيع الاعتماد عليك.

1 - الفكرة الإيجابية الأولى، أنه سمح لك بإكمال تعليمك رغم أنه يفضّل أن تساعده في تجارته، فلا تنسَ أنه احترم خيارك الشخصي رغم عدم اقتناعه به.

2 - من الجميل أن تبادل تفهّمه بإكمال الدراسة وبالمبادرة للعمل معه خاصة أنّه طرح على والدتك فكرة أنه ينبغي أن تبحث عن وظيفة، لعله يرسل إشارة غير مباشرة برغبته في أن تساعده.

3 - خلال فصل الصيف والعطلة الجامعية، اعمل برفقته واسعَ أن تثبت نفسك لأن خوفه الأكبر أن تضيع تجارته ولا تتمكن من متابعتها حين يصير عاجزاً عن ذلك، هو خوف مبرّر ومنطقي.

4 - لقد ذكرت في رسالتك أن والدك رجل عصامي، إذن هو يقدّر الطموح، ولا بدّ أنه فخور بنجاحك ويخشى عليك من الفشل حتى وإن لم يُظهر لك ذلك.

5 - حاوره وتقرّب منه، شاركه بعض أخبارك، قُم بنشاطات معيّنة تجمعكما معاً، رافقه، مثلاً، إلى المسجد أو في زياراته العائلية، فهذا كفيل بتحسين العلاقة بينكما.

6 - لا تقارن بينك وبين بقيّة أبناء جيلك، المقارنة ستزيدك إحباطاً وتزيده تشبّثاً بأفكاره.

7 - العديد من الأمور التي يمكنك أن تقوم بها وتجعله يدرك أنك مسؤول: الاهتمام بأخواتك، اعتماد والدتك عليك، وجودك قربه.. وتذكّر أن المواقف هي التي تصنع الرجال، وليس الكلام والوعود ولا بد أنه يراقب أفعالك.

8 - تأكّد أن والدك يدعو لك في الخفاء ويتمنى أن تكون الأفضل. لن تخيب ظنّه، إن شاء الله، فاسعَ إلى رضاه وعامله دوماً باحترام.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع