مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

شهيد الوعد الصادق بطل مارون الراس محمد يوسف عسيلي

نسرين إدريس قازان

 
اسم الأم : وجيهة الخرسا 
محل وتاريخ الولادة: الطيري 20/01/1978
الوضع الاجتماعي:متأهل وله ولد
رقم السجل : 79
محل الاستشهاد وتاريخه:مارون الراس 23/07/2006

إنها الدنيا تبتسم بين شفتيه، وقد أعطته الكثير؛ من عائلة ومال وجاهٍ، ولكنه لم يختر إلا سجادة صلاة وسبحة في هجيع الليل، يهاجر منها إلى الله، ويسأله أن يرزقه شهادة كشهادته المباركة.
هو شابٌّ، لم تفتقده المهمات الصعبة من عمليات المقاومة الإسلامية، فزئيره صدح دوماً مع أزيز الرصاص، وفي كل مرة يعود ويطرق الباب لتفتح له أمه، وتراه منكسر القلب من ذلك الرجوع.
لطالما عشق محمد الرحيل، وكيف لا يكون كذلك مَن أدرك أن الدنيا ما هي إلا قنطرة للعبور؟ فبنى قنطرته بكل ما أوتي من يقين وبأس.

* الفجر مؤذنه الأول
"الحاج محمد"، هذا الاسم الذي أحبّ أن يسمعه من أهله دوماً، فالفتى المدلل لم يطق أن يُضيف أهله حروف الدلال على اسمه، فلرنين هذه الأحرف الأربعة قداسة لا تدانيها قداسة
ولد "الحاج محمد " في قرية الطيري نهار الخميس عندما صدح صوت المؤذّن بـ "الله أكبر". فكان الفجرُ مؤذّنه الأول قبل أبيه. عاش في منطقة الشياح، المكان الذي أحبّ أحياءَه كثيراً، وعندما كبر وانتقلت العائلة من هناك، ظلّ يذهب، في كل يوم، إلى المسجد حيث يصلي ورفاقه. ويمشي معهم في طريق ألفت لعِبَه ومشاغباته صغيراً، وأدركته شاباً كبيراً شجاعاً. وإن لم يستطع في يوم أن يزور المنطقة، وتأخر الوقت لعودته إلى المنزل، قاد درّاجته النّارية إلى الشياح ليتوجه من هناك إلى المنزل.
بدأ محمد، ابن اثني عشر عاماً، بعمله التعبوي ضمن حزب الله، وكان يرافق أترابه إلى الحرش القريب ليدرّبهم بما يتناسب مع أعمارهم. كانت هذه الروحية المميزة، والمبادرة التي تماهت مع شجاعة كبيرة، أوصلته ليكون ضمن تشكيلات العمليّات الخاصة.

* ضمن التشكيل الجهادي
أنهى محمد دراسته المهنية إلى جانب انضمامه إلى العمل الجهادي الذي تدرج فيه حتى أصبح ضمن تشكيلٍ توكل إليه العمليّات النوعيّة، بالإضافة إلى أنه سعى حثيثاً لتسجيل اسمه ضمن لائحة الاستشهاديين.
أنس محمد الجلوس في المحاور، وحين كان يرجع كان يساعد والده وإخوته في عملهم، فهو منذ صغره لا يطيق الجلوس، فتراه كتلة من الحركة الدائمة، والحديث المؤنس.
كثيراً ما كان محمد يحب المزاح مع إخوته وأصدقائه، وكان حبّ الجميع له، لما حمله من نقاوة وطهارة وبراءة، يجعلهم يتقبلون منه كل فعل؛ فهو المؤمن الحريص كل الحرص على الابتعاد عن محارم الله عزّ وجل، وكثيراً ما كان يلفت العائلة إلى الأحكام الشرعيّة.
في معظم الأحيان كان محمد ينفق راتبه على رفاقه، وقد ساعد العديد منهم. فالله عزّ وجلّ قد أغناهُ عن السعي لتأمين حاجاته المادية، نظراً لأنه كان يساعد والده وإخوته في عملهم بالتجارة. وما كان يساعد به محمد رفاقه لم يُدرجه يوماً في جدول للديون، وحين قرّر صديقه المقرّب شهيد الوعد الصادق حسن فحص الزواج، أصرّ محمد على مرافقته في شراء كل ما يحتاج اليه من أثاث منزلي.

* من عملية شبعا إلى الغجر
شارك محمد صاحب الهمة العالية في عملية شبعا في العام 2000، وكان أحد الداخلين على الدراجات النارية في عملية الغجر عام 2005، حينما صُعق العدو الصهيوني بوجود شباب المقاومة داخل الشريط. وقد عاد محمد من تلك العملية مكسور الفؤاد بعد استشهاد رفيقه محمد باقر الموسوي. وحينما دخلت عليه أمه، محاولةً أن تهدئ روعه، أخبرها أنه لا يبكي على صديقه، بل على نفسه التوّاقة للشهادة.
لم توهن الإصابات والرضوض التي تعرّض لها محمد في إحدى العمليات، ولم تؤخّره عن القيام بواجبه. وعندما تزوج وانتظر مولوداً، بقيت المقاومة هي الأساس في حياته.
ولد الطفل الأول لمحمد، ولكن فرحته لم تكتمل به، فالمولود الجديد أجريت له على عجل عملية قلب مفتوح، وتوفىّ وله من العمر شهر واحد. فرحة ذبلت في قلب محمد باكراً، وقد بكاه بكاءً شديداً. وعندما رزقه الله تعالى طفلاً آخر لم يهنأ بالجلوس معه، فمع ولادته كان محمد في الجنوب، يتحضر لعملية الأسر في عيتا الشعب.

* وفي عيتا
صاحب المفاجآت قضى أيّامه الأخيرة في القرية، لأن عمله تطلّب منه ذلك، وعندما حان وقت ذهابه إلى عيتا الشعب، قبل الحرب بيومين، استيقظت أخته لتجد أن محمداً قد رتّب كل شيء في المنزل، فهو كان يهتم كثيراً بالنظافة والترتيب، ثم ودّع أمه وأعطاها مفتاح سيارته قائلاً: "قولي لمن سيأخذ السيارة أنه سيجد كل شيء بداخلها"، وصيّة ظلّت ترن في مسامعها وهو يغيب عن ناظريها، فكلّ ما قام محمد به في اليومين الماضيين كان غريباً، فقد لعب مع أولاد إخوته في مدينة الملاهي وطوال الوقت كان يوصيهم أن يعلّموا ابنه لعبة كرة القدم التي عشقها هو منذ صغره، وكان يمشي وهو يحمل الطابة على إصبعه.
في أحد الأيام، بينما كانت أمه في منزل القرية تناهى إلى سمعها صوت دعاءٍ من المسجد بصوت جميل ورقيق، فأنست به كثيراً، وقد استغربت جارة لها أنّها لم تعرف صوت ابنها محمد! كانت تلك المرة الأولى التي سمعت فيها صوته الذي بدا واضحاً فيه الانقطاع إلى الله تعالى.

* هنا ركع العدو الإسرائيلي
بعد أن شارك محمد في عملية الأسر في عيتا الشعب، توجه مباشرة إلى مدينة بنت جبيل، إلى مارون، هناك حيث ركع العدو الاسرائيلي، وانهزم شرّ هزيمة، بفضل صمود المجاهدين واستبسالهم. لقد قاتلوا هناك بروح حسينية استشهادية،  أَبَوا إلاّ البقاء والقتال حتى آخر طلقة رصاص، من بيت إلى بيت ووجهاً لوجه. في قرية مارون الراس جميع الشهداء تلقّوا رصاصات العدوّ في صدروهم، وكل جنود العدو تلقوا الرصاصات في ظهورهم. وفي مارون الراس، نزف محمد عسيلي زهرة شبابه، التي تُزهر وتورق كل يوم بعينيَ طفله الصغير.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

صورة للشهيد

زهراء

2013-04-11 16:52:09

السلام عليكم ولكم الأجر، لو سمحتم من الأفضل عرض صورة للشهيد في المقال للتمكن من التعرف عليه.