مَسير تَجَلَّى يُثِيرُ الوُجوُه‏

أَمِ العَيْشُ، يَا دَهْرُ فِي الفَانِياتِ‏

مَشَيْتُ، وأَكْتَافَهُمْ. كَيْفَ أَجْثُو

وأَبْسُطُ جِسْماً عَلَى الجَارِيَاتِ‏

وَقَفْتُ عَلَى مِجْلَدِ الْنَّائِحَاتِ‏

وَقُمْتُ أَوَاسِي النُّزُولَ المُؤَاتِي‏

سَأَلْتُ التُّرابَ عَنِ السَّيْرِ لَمَّا

تَأَمَّلْتُ حِينَ انْتِهَاءِ الصَّلاَةِ

وغَادَرْتُ سَطْحَ الثَّرَى عِنْدَ قَبْرِي‏

وسَلَّمْتُ أَمْراً لِمَنْ قَالَ هَاتِ‏

تَمَدَّدْتُ لَمْساً بِتِلْكَ الَمنِيعَة

وَقُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَى الحَالِكَاتِ‏

وفَي الجمْعِ، ذا حاملُ النَّعْشِ كَانَ‏

لَيَطْمُرُنِي بَيْنَ مَاضٍ، واتِ‏

وشيخ جَلِيل يُؤَدِّي الشَّهادة

ورُوحُ الفَقِيرِ إلَى اللّهِ ذَاتِي‏

فأَشْهدُ، أشهدُ، أشْهَدْتُ نَفْسِي‏

هُوَ اللُّه رَبِّي، ورَبّ‏ُ الفَلاةِ

وعَاتَبْتُها، عنْ هُرُوبٍ طِوالاً

وفِي القَلْبِ تَوْب مِنَ السَّيِّئاتِ‏

وأَنّ‏َ النُّبُوَّةَ مِنْ طَهَ حِصْنِي‏

وإِسْلامُهُ الدِّينُ فِي البَاقِياتِ‏

وفِي الثَّقَلَيْنِ كِتاب مُنِير

وذِكْرُ السَّمَاوَاتِ مِنْهُ ثَبَاتِي‏

وَهَذَا الوَلاءُ عَلِيّ إِمَامِي‏

وَزَهْرَاءُ سَيِّدةُ الفَاضِلاتِ‏

وَذَا حَسَنُ الطُّهْرِ حُكْماً إِمَامِي‏

وَذَا لِلْحُسَيْنِ التِزَاماً بَيَاتِي‏

وَزَيْنُ العِبَادِ عَليّ إِمَامِي‏

وَيَشْهَدُ صَبْراً صَنِيعَ الجُنَاةِ

وَذَا بَاقِرُ العِلْمِ حُباً إِمَامِي‏

شَفِيع كَرِيم سَبِيلُ النَّجَاةِ

شَهِدْتُ وَذَا جَعْفَر قُلْ إِمَامِي‏

وَمَدْرَسَةُ الفِكْرِ فِي الشَّاخِصَاتِ‏

وَوَالَيْتُ فِي العَهْدِ مُوسَى إِمَامِي‏

حَكِيم لَدَى الخَلْقِ فِي المُعْطَيَاتِ‏

وَهَذَا الأَمِينُ سَمِيّ‏ُ الأَمِيرِ

عَلِيّ‏ُ الرِّضَا شَاخِصاً فِي الأُبَاةِ

وَهذَا الجَوَادُ جَدِيرُ الإِمَامَةِ

وَحَق تَجَلَّى بِكُلّ‏ِ الصِّفَاتِ‏

وَأَشْهَدُ أَنّ‏َ عَلّياً إِمَامِي‏

حَفِيدُ الرِّسَالَةِ، جَهْرُ اللُّغَاتِ‏

وَفِي الحَسَنِ العَسْكَرِيّ‏ِ الوِلاَيِة

إِمَامِي، وَذَا وَارِثُ المَقْدُرَاتِ‏

أَمَهْدِيّ‏ُ، نَادَيْتُ، أَنْتُمْ إِمَامِي‏

سَمِيّ‏ُ الرَّسُولِ، وَسِرُّ الدُّعَاةِ

أَيَا حُجَّةَ اللَّهِ فِي العَالَمِينَ‏

أَتُوبُ إِلى اللَّهِ بَعْدَ الصَّلاةِ

وَوَدَّعَنِي الجَمْعُ بَعْدَ الحُضُورِ

وَتَسْتَقْبِلُ الأَرْضُ أَهْلاً رُفَاتِي‏

وحيداً بَقِيتُ أسِيرَ الظَّلاَمِ‏

وَيَهَجُرُنِي الدَّمْعُ بَعْدَ الشَّتَاتِ‏

وَيَعْبُرُنِي الخَوْفُ عِنْدَ القِيَام

وَيَسْأَلُنِي القَوْلُ بَعْدَ الوَفَاةِ