اخرج إلى الضوء | عندما يكون القائد والداً للمجاهدين مهارات | المساندة النفـسيّة في الأزمات والحروب الملف | كيف نواجه إشاعات الحرب؟ الملف | بصبركنّ... ننتصر الملف | دعاء أهل الثغور: مدد المجاهدين الملف | الشهداء المستبشرون معالم المجتمع الصالح في نهج البلاغة الملف | قيم المقاومة آخر الكلام | تحت الركام.. الافتتاحية | الصبر حليف النصر

تسابيح شهادة: إني الشهيد... سأكون يوماً ما أريد

من خواطر الشهيد محمد مهدي مرتضى*

كلمة إلى ملك الموت

السلام عليك يا منفِّذ أمر الله عزَّ وجل.

أيها العزيز قد صحِبتُكَ منذ زمن، وأنا لم أخف منك يوماً، لأنه لا يخاف منك إلا من يموت حَتف أنفه، أما من أيقن بالشهادة فهو كما قال المعصوم حين سُئل عن الشهيد: أيُفتنُ عند موته؟ فقال: "كفى ببارقة السيف فوق رأسه فتنة".
لذا أقسم عليك بمن استأذنته قبل قبض روحه –رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم – أن تشعرني باقترابك، لا لأوصي لشيء من الدنيا، أو لأوَدِّعَ أحداً، بل أمهلني لأسلِّم على الحسين عليه السلام، كما وأقسم عليك أن لا تبدأ بقبض روحي من لساني، بل اجعله آخر ما ينطفئ مني، ودعني لآخر لحظة أقول: "يا عليّ".

الآن طاب لي الموت...

إلهي وسيدي ومولاي، لك الشكر على ما تُنعِمُ به علينا كلَّ لحظة، وكلّما قلنا لك الشكر استوجب علينا أن نقول لك الشكر. إلهي قد تفضلت عليَّ بزيارة سادتي أئمة الورى في العراق وأنا أعرف أن هذا توفيق خاص ورعاية منك، فلك الحمد والشكر على ذلك. إلهي أقسم عليك بأحبّ الخلق إليك محمد وآله أن تسامحني وتغفِرَ لي وتعفو عن كثير ظلمي وجرمي بمحبّتي لآل محمد عليهم السلام. إلهي أطمعتني في عفوك ولا عذر لي في ذلك، بل لك الحجّة تامةً وكاملةً عليّ، وأنا أعرفُ أن محبّتي لآل محمد لا تزيدني إلاّ مسؤولية عندك وقد طال عليَّ الأمل وكَثُرَت ذنوبي، فلا يمحوها إلّا الشهادة.

إلهي إنّ للشهادة أهلها وأنا لست منهم، لكنّ أملي بكرمك وجودك وفيضك الذي لا ينقطع أقنعني أنك ستأخذ بيدي ولو كنت متأخراً في السير إليك. إلهي إنْ لم توفق للشهادة إلّا المخلصين فمن لمن أَبصرَ قلبُهُ وقَصُرَت يداه. سيّدي ما ظنّي بك أن تحرمني حاجةً أفنيتُ عمري في طلَبِها مِنك، فإن لم أكن أهلاً للدُّعاء فأنت أهلٌ للإجابة ويطمئنني أنَّكَ ستستجيبُ لي دعوتي لأنك سمحت لي بالمداومة على طلبها، وأنا ما فتئتُ أسألك إيّاها في كل موقفٍ طلبتها منك، أوّل ما رأيتُ مرقد الأمير عليه السلام وتحت قبّة الحسين وعند ضريح أبي الفضل وعند الشهداء أصحاب الحسين. سيّدي لا أسألك متاع الدنيا أبداً، فلا تجعل أجري أجر من عَبَدَ سواك.

إلهي وربي، اغفر لي واحجب ذنوبي عن قلب صاحب الزمان، فأنا أعلم أنها تسوؤه وتسرّ أعداءه وأنا والله أعلم أن سروره أحبّ إليك من سرور أعدائه. سيّدي اقتلني فيك وارزقني الشهادة في سبيلك وارزقني نصرة صاحب العصر والعودة في دولة آل محمد عليهم السلام. وحين تجمع بيني وبينهم يوم القيامة، استر علينا يا ستار العيوب، ولا تجعل جوارحي تشهد عليّ. اغفر لي ذنوب النظر لأنّ عيني رأتا مرقد أمير المؤمنين عليه السلام، واغفر لي ذنوب لساني لأنه مولع بذكر عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

لا يمتلك عدمٌ مثلي ما يقدمه لجبار السماء، إلاّ أنك فتحت باباً للتقرّب إليك أسميته آل محمد، فاشهد أنني أهواهم وأبغض عدوّهم، ديني وقلبي معهم ونصرتي معدّة لهم اللهم اجعلني ممن تنتقم به لهم ولا تستبدل بي غيري، إنك الجواد الكريم.

أحسّ الموت ذا يدنو إليّ

فتجري دمعة من مقلتيَّا

لخوفٍ؟ لا وحق الوصيّ

أيخشى الموت من يهوى عليّا

ولكنني رجوت الله رجوى

وأمنيتي يجود بها علَيَّا

أموت وفي شفاهي يا عليّ

فمعه يسهل الموت عليَّا


* استشهد دفاعاً عن المقدّسات بتاريخ 20/5/2012م.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع