اخرج إلى الضوء | عندما يكون القائد والداً للمجاهدين مهارات | المساندة النفـسيّة في الأزمات والحروب الملف | كيف نواجه إشاعات الحرب؟ الملف | بصبركنّ... ننتصر الملف | دعاء أهل الثغور: مدد المجاهدين الملف | الشهداء المستبشرون معالم المجتمع الصالح في نهج البلاغة الملف | قيم المقاومة آخر الكلام | تحت الركام.. الافتتاحية | الصبر حليف النصر

شباب: مشكلتي: أنني أخاف من الله


ديما جمعة فوّاز

السلام عليكم، اسمي سمر، عمري 17 عاماً. أتمنّى أن تصلكم مشكلتي وتفهموني بشكل صحيح؛ لأنّني لا أجرؤ على أن أُطلع أحداً على مشاعري خوفاً من أن يحكموا عليّ بقلّة الإيمان أو تضعضع اليقين وغير ذلك.. لطالما كانت جدّتي تهدّدنا حين نقوم بأمر خاطئ بالعقاب الإلهيّ الحتميّ الذي سيقع علينا، ولطالما تخيّلت أنّ لله حبلاً طويلاً يرسله مساءً ليشنق به المذنبين..

تطوّرت أفكاري وكبرت، ولكنّ نظرتي إلى الدين وإلى الله لم تتغيّر! حسناً، أعرف أنه لا يوجد حبلٌ بالمعنى الماديّ ولكنني أخاف الله وجبروته، وكلّما قمت بعمل راجعت نفسي وبدأت أبكي بشدّة خوفاً من انتقام الله منّي. اتّخذَت هذه الهواجس شكلاً متطوّراً مع مرور العمر لتتحوّل إلى نوع من الكآبة والخوف من المستقبل لدرجة أنّني لا أحتمل أن أقرأ القرآن الكريم وأبدأ بالبكاء ما إن أسمع آياته! لا أعرف لماذا خلقنا الله وهل العذاب هو مصير جميع أبناء آدم؟ أنا ولله الحمد ملتزمة وأواظب على واجباتي الدينية، ولكنني أخاف الموت وضغطة القبر والحساب.. ماذا أفعل؟ وكلّما تذكّرت الموت أُصاب بضيق تنفّس ووجع في القلب.. كيف أتخلّص من هذه المخاوف؟

الصديقة سمر، شكراً لثقتك بنا، ونودّ بداية أن نخبرك أننا نتفهّم مشكلتك؛ لأنّ ما تمرّين به مرحلة طبيعيّة وصحيّة في عمر الشباب.. كيف ذلك؟ سأجيبك، ولكن بعد أن تجيبي عن أسئلتي بصدق:
1- هل تشكّين في عاطفة أهلك تجاهك؟
2- هل تعتقدين أنّ والدتك يمكن أن ترمي بك في المجهول وتتركك وحيدة؟
3- هل تظنّين أنّ والدك سيسمح لأيّ كان بأن يؤذيك أو يظلمك؟

بالتأكيد جوابك هو كلّا، ولعلّك تعتقدين أنّ حبّ والديك أمر بديهيّ ولا يمكن السؤال عنه أو التشكيك فيه.. حسناً يا صديقتي، هل تعرفين من زرع ذاك الحبّ في قلب والديك كي يُغدقا عليك رعايةً وحفظاً؟ إنّه الله!

هذا الخالق هو الذي أوجدك وستر عليك الكثير من الذنوب والمعاصي التي لو اطّلع عليها أحد، حتّى والداك، لكان وضعك سيئاً!
هو الذي وفّقك لتصيري شابة تعتمد على نفسها، وشفاك من أمراض كثيرة، وأبعد عنك مخاطر محدقة.. وهو الذي يخاطبك في كتابه الحكيم حيث تبدأ سوره بآية واحدة: «بسم الله الرحمن الرحيم» ولم تتغيّر تلك البسملة رغم تعدّد أسمائه الحسنى، لأنّه يريد أن نذكره دوماً بالرحمة التي كتبها على نفسه..

أمّا بشأن هواجسك، فإنها طبيعيّة؛ لأنّك في هذه المرحلة من العمر تَسعين لاكتشاف الكون حولك... والتفكّر في أمر الخلق والموت وغيرهما أمر جيّد، ولكنني أنصحك بالانضمام إلى دورات دينيّة والتناقش مع أشخاص ذوي شأن في المجال الدينيّ لتتعرّفي إلى المفاهيم الصحيحة. استعيذي بالله من الشيطان الذي يشوّه صورة الخالق اللطيف في قلبك وتفكّري في موارد رحمة الله في حياتك، والأهمّ أن تذكري دوماً أنّ الله قريب يجيب دعوة الداعي وغفور يقبل التوبة عن عباده ويحبّهم.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

أبي موسى الأشعري

سارة

2020-09-01 04:15:20

صحيييح