اخرج إلى الضوء | عندما يكون القائد والداً للمجاهدين مهارات | المساندة النفـسيّة في الأزمات والحروب الملف | كيف نواجه إشاعات الحرب؟ الملف | بصبركنّ... ننتصر الملف | دعاء أهل الثغور: مدد المجاهدين الملف | الشهداء المستبشرون معالم المجتمع الصالح في نهج البلاغة الملف | قيم المقاومة آخر الكلام | تحت الركام.. الافتتاحية | الصبر حليف النصر

آخر الكلام: من القلب


نهى عبد الله

يُحكى أنّ تاجراً أصفهانياً كبيراً أصيب بمرضٍ عضال، فنذر لشفائه أن يدفع مبلغاً طائلاً في مقام الإمام الرضا عليه السلام الذي لم يتشرف بزيارته قط. وبعد شفائه، عزم على إيفاء النذر، وما إن أصبح في حضرته عليه السلام، حتى تعلّق قلبه بالبقاء في جواره، فنقل تجارته وأعماله إلى مشهد.

وكان التاجر يطيل المكوث في حضرة الإمام عليه السلام، ويحرص على القيام بجميع آداب الزيارة ومستحباتها، وبات يعرفه جميع الخدم هناك، وكانوا يعدّون له مكاناً خاصاً للزيارة بهدوء، وكان كلما اشتدّ الزحام، كان يطالبهم بإعداد مكان خاص أكثر هدوءاً... ويرفض أن يشاركه الزائرون مكانه، لكي لا يعكّروا صفوه، وشيئاً فشيئاً أصبح مكانه في أقرب نقطة للضريح لا يصل إليها الناس...

في ليلة كثر فيها الزحام، قام بمنع كثير من الزوار من البقاء قربه. عند نومه، رأى في الرؤيا أنه في حشد كبير من الناس في ضيافة الإمام الرضا عليه السلام الذي كان يقدم لهم الهدايا المختلفة، وقد تأخّر دوره كثيراً، فقال في نفسه: "أنا أكثر الناس مواظبة على زيارة الإمام، لمَ التأخر عني؟". وعندما وصل دوره قال له الإمام عليه السلام: "نعم أعرفك، أنت صاحب زيارة يتيمة أول حضورك المدينة، كنت متعباً وتحمل كثيراً من الأغراض وبرق لك ضريحي في طريقك، وضعت أغراضك أرضاً وألقيت عليّ تحية من قلبك، نعم تلك وصلتني. لكن لماذا شغل قلبك ضجيج الناس كل هذه المدّة ولم تزرني؟!".

قد نعتقد أن علاقتنا بالأئمة عليهم السلام تحتاج إلى كثير من المقدمات، فيما قد تتحول هذه المقدمات إلى حواجز تمنعنا من معرفتهم والشعور بحضورهم، بينما المسافة الحقيقية التي ينبغي أن نقطعها هي... من القلب.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع