مع الإمام الخامنئي | الحوزويّون روّاد قضايا الأمّة(2)* ظهور الإمام المهديّ والملحمة الأخيرة فقه الولي | من أحكام الغشّ في المعاملات أخلاقنا | لا تظنّوا بالآخرين سوءاً* الشهيد على طريق القدس مهدي زهير مرعي (عبّاس) الشعب الإيرانيّ: كلّنا مع الوليّ تسابيح جراح | نورٌ من بعد الألم عيتا الشّعب: تلالٌ لم تنحنِ الأكزيما: الأسباب والعلاج وصاياه الأخيرة في عاشوراء (2): انصـروا الحــقّ*

الأكزيما: الأسباب والعلاج

تقرير: نانسي عمر


«أشعر برغبة في تمزيق جلدي من شدّة الحكّة، فهي مؤلمة ومزعجة وتسبّب لي الإحراج، كما أنّها تعوق حركتي أحياناً لدرجة أنّني أجد صعوبةً في الكتابة، ما يجعلني أفقد التّركيز خلال العمل». بهذه الكلمات يصف أحمد حالته عندما تظهر عليه أعراض الأكزيما وتشتدّ.
فما هي الأكزيما وأنواعها؟ وهل يمكن علاجها؟ وهل ثمّة تدابير معيّنة يمكن اتّخاذها للوقاية منها؟ للإجابة عن ذلك، قابلنا الدّكتورة إحسان عبّاس المختصّة في الأمراض الجلديّة، وعدنا بالمعلومات الآتية.

• ما هي الأكزيما؟
تقول الدّكتورة إحسان: إنّ الأكزيما نوع من أنواع التهاب الجلد الّذي يجعل البشرة جافّة وضعيفة، ما يؤدّي إلى تقشّرها وظهور بقع حمراء في أجزاء مختلفة من الجسم. كما أنّها قد تكون ردّة فعل للجهاز المناعيّ لدى المصاب بالحساسيّة تُجاه بعض المواد (كاللّقاح وبعض الأطعمة)؛ فمن عادة الجهاز المناعيّ محاربة كلّ ما هو مضرّ، لكن في حالة الحساسيّة، يتعامل الجسم مع بعض الموادّ على أنّها مضرّة فيحاربها عن طريق إنتاج مواد مضادّة (مثل الهيستامين) والّتي بدورها تسبّب أعراض الحساسيّة، فتظهر في مناطق معيّنة من الجسم.
وتضيف: «ليست كلّ حساسيّة أكزيما، ولا تعدّ من أنواع الأكزيما إلّا إذا وصلت إلى مراحل متقدّمة وبأعراض حادّة».

• درجة خطورة الأكزيما
هل الأكزيما مرض خطير؟ تجيب الدكتورة: «بشكلٍ عامّ، لا تعدّ الأكزيما مرضاً خطيراً، لكنّ عوارضها مزعجة. ومع أنّها عبارة عن ردّ فعل مبالغ فيه لجهاز الإنسان المناعيّ، ولكنّها لا تصنّف مرضاً مناعيّاً. وعادةً، لا تسبّب الأكزيما العدوى للآخرين، وهي تصيب الأطفال بشكلٍ أساسيّ، وتظهر في مناطق مختلفة من أجسامهم، خصوصاً في اليدين والرّقبة والكاحلين، وأحياناً داخل العينين والأذنين».

• أنواعها
تختلف أنواع الأكزيما من حيث أسباب ظهورها والأعراض الّتي ترافقها، وتستعرض الدّكتورة إحسان هذه الأنواع:
1. الأكزيما التّأتبيّة الدّاخليّة المنشأ: هي أشهر أنواع الأكزيما وتُعرف بالتهاب الجلد التّأتبيّ.
2. التهاب الجلد التّماسيّ أو التّلامسيّ: هو خارجيّ المنشأ، ويسبّبه تلامس الجسم بمواد تهيّج الجلد وتسبّب الحساسيّة، ولا علاقة له بالجينات.
3. التهاب الجلد الدّهنيّ: ويسمّى أيضاً بالأكزيما الدّهنيّة.
4. التهاب الجلد العصبيّ: ويسمّى بالحزاز المزمن.
5. الأكزيما الرّكوديّة.
6. الأكزيما العدديّة: وهي تشبه الفطريّات.
7. التهاب الجلد الدّرهميّ أو الأكزيما القرصيّة.
8. أكزيما خلل التّعرّق: وسببها كثرة التّعرّق في اليدين خصوصاً، وتظهر غالباً عند البالغين.

• أسباب ظهور الأكزيما
“أظهرت الدّراسات أنّ عشرة إلى عشرين في المئة من المصابين تظهر الأكزيما على أجسامهم في أعمار صغيرة (دون الخمس من السّنوات)، وبعضهم الآخر في مرحلة النّضج بعد تعرّضهم لموادّ محفّزة”، تشرح الدّكتورة.
وتعدّد بعض المحفّزات الّتي تسبّب ظهور الأكزيما، منها:
1. تبدّل الفصول وتغيّر حالة الطّقس والبيئة الّتي يوجد فيها الفرد.
2. التّوتّر والضّغط النّفسيّ.
3. استخدام بعض الموادّ المحرّضة كالكلور، وبعض أنواع الصّابون، ومواد التّنظيف، ومستحضرات التّجميل، والثّياب المصنوعة من الصّوف والنّايلون.
4. طفرة جينيّة مرتبطة بعوامل الوراثة.
5. الحرارة والتّعرّق.

• الأعراض الّتي تظهر على الجلد
تقول الدّكتورة إنّ أبرز أعراض الأكزيما تتمثّل في الشّعور بالحكّة والجفاف والخشونة، ويمكن أن تتهيّج تارة وتهدأ تارة أخرى. ومع تفاقم الحالة، قد تظهر أعراض أخرى أبرزها:
1. بقع حمراء أو بنّيّة رماديّة.
2. نتوءات صغيرة بارزة تفرز السّوائل عند الخدش أو الحكّ.
3. تقشّر الجلد.
4. بقع قشريّة من سائل أصفر جافّ، والّذي يشير عادةً إلى الإصابة بالتهابات معيّنة.

• متى تجب زيارة الطّبيب؟
تنصح الدّكتورة إحسان بزيارة طبيب الجلد عند ظهور الأعراض، وخصوصاً عندما تتفاقم، ومنها التهاب الجلد والحزازة وظهور التّشقّقات وخروج الدّم، كذلك عندما تطول فترة معاناة المريض من الحساسيّة من دون معرفة الأسباب. عندها، قد يخضع إلى بعض الفحوصات لاكتشاف ماذا إذا كان ثمّة مواد تسبّب له الحساسيّة.

• الوقاية من الأكزيما
للوقاية من الأكزيما، تعدّد الدكتورة بعض التّدابير الواجب اتّخاذها، ومنها:
1. المحافظة على رطوبة الجلد من خلال ترطيبه بالكريمات الّتي تحتوي على زيوت، وينصح باستخدامها بعد الاستحمام حيث تكون البشرة رطبة.
2. تجنّب التّغيّرات الحادّة في درجات الحرارة أو درجة الرّطوبة.
3. تجنّب التّعرّق أو التّدفئة المفرطَين.
4. تجنّب التّعرّض إلى الضّغط النّفسيّ والتّوتّر.
5. تجنّب التّعرّض إلى الموادّ الّتي تثير الحكّة مثل الثّياب والأغطية الصّوفيّة.
6. تجنّب استخدام الصّابون ومواد التّنظيف الّتي تسبّب الحساسيّة.
7. تجنّب تناول الأطعمة الّتي تسبّب الأكزيما.

• طرق العلاج
بشكل عامّ، إنّ الهدف من علاج الأكزيما هو تخفيف الحكّة أو منعها تماماً؛ لأنّها إذا كانت متواصلة قد تؤدّي إلى التهاب الجلد. وتستعرض الدّكتورة بعض طرق العلاج من خلال اتّباع بعض الإجراءات، منها:
1. استخدام الكريمات والمراهم المرطّبة للجلد على أن تكون خاليةً من العطور.
2. الاستحمام بمياه دافئة.
3. ارتداء الثّياب القطنيّة والابتعاد عن الصّوف والنّايلون.
4. شرب كميّات كافية من المياه.
5. تجنّب استخدام الصّابون الّذي يجفّف الجلد وخاصّة الصّابون العطريّ.
6. استخدام مضادّات الحساسيّة (الهيستامين) الّتي تعمل على تخفيف الحكّة بوصفة الطّبيب.
7. المعالجة بالضّوء، أي تعريض الجلد للأشعّة ما فوق البنفسجيّة (Phototherapy).
8. تناول أدوية لتقوية المناعة أو مضادّات حيويّة لمعالجة حالات معيّنة.

عوارض الأكزيما مزعجة للغاية، فلا تُهملوا هذا المرض وسارعوا إلى العلاج منه.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات: