الشاعر حسن علي مرعي
| قبّلْتُ جرحَكَ نازِحاً وحليلا | يا بنَ البُدورِ الكامِلاتِ عُقولا |
| همْ قاتلوا فيكَ السّماوات العُلا | والسّاحِباتِ على النّجومِ ذيولا |
| والحامِلاتِ الوَحي.. وجهَكَ ماطِراً | والوارِياتِ الليلِ.. سيفَكَ قِيلا |
| لم يقتلوا فيكَ الإرادَةَ حُرَّةً | لكنّهمْ قتلوا الحياةَ .. فُضُولا |
| قَسَماً بمَنْ أولاكَ ضرْبَةَ حيدرٍ | جعلتْ زمانَ مُعانديكَ جَفولا |
| لو لم يكُنْ قَدَرَ الكرامِ بكربلا | واللّهُ شاءَ... بأنْ يراكَ قتيلا |
| لرأيْتَ عزرائيلَ باسمِكَ قابِضاً | وجنودهُ حِمَمَ السّماءِ نزولا |
* * *
| آمنْتُ بالعبَّاسِ.. فجراً نازِفا | سيظلُّ في شفَقِ الدمِ المطْلولا(1) |
| آمنتُ بالعبّاسِ.. أزهَرَ مَطْلعٍ | كتبَ الإلهُ بوجْنتيهِ... جميلا |
| آمنتُ بالعبّاسِ.. أنجزَ وعدَهُ | رُوحاً ترُفُّ... عن اليدينِ بديلا |
| آمنتُ بالعبّاسِ.. كافِل زينبٍ | يبقى لراويَةِ الشّآمِ كفيلا |
| ضربَتْ يداهُ وإنْ تقطَّعَ وصلُها | حول السّبايا الرّاحِلاتِ سُدولا |
| وجرى الفُراتُ بكفِّهِ مقْطوعَة ً | عكْسَ اتِّجاهِ الخاذِلينَ خليلا |
| يستوقِفُ الرّكْبَ المُقدَّسَ حامِلا | خجَلَ المياهِ الثّاكلاتِ رسولا |
* * *
| كُرْمى أبي الفضْلِ الكريمِ مُرتِّلا | ثأْرَ الحُسينِ بسيفِهِ ترتيلا |
| آنسْتُ وحْيَ الشِّعرِ يومَ لقائهِ | قمَراً توَضَّأَ بالعبيرِ أصيلا |
| وجْهٌ كبسْمِ اللّهِ... مسْكَبَةُ السّنا | زهْرٌ تشاكَلَ مُخْصَلاً وجديلا |
| شقّتْ صَلاةُ الوِتْرِ وردةَ ثغْرِهِ | والشّفْعُ عتَّقَ ناظِرَيهِ شَمولا |
| وكأنّما اشتعلَ السّحابُ مُفَوِّفا | ذهَبَ الأصيلِ بحاجبَيْهِ خَميلا |
| لكنَّ من عطشِ الحُسينِ بوجههِ | وجَعَاً تقاسَمَ وجْنَةً وتليلا(2) |
* * *
| خسِئتْ سيوفُ بني أُميَّةَ كلّما | ذكرتْكَ مُنجَرِدَ المَضاءِ سليلا |
| بجموعِها.. في ناظرَيْكَ قليلة | وبعيْنِها فرْدٌ... ولستَ قليلا |
| لكأنّ ميراثَ الشّجاعَةِ كلِّها | فيكَ استعادَ عُمومَةً وخؤولا |
* * *
| عبّاسُ... والحقِّ الذّي نظرَتْ بهِ | عيناكَ نحْوي.. فاستَحلْتُ عويلا |
| ما كانَ سيفُكَ في مُحرَّمَ حاصِدا | إلاّ ليزرعَ في النُّهى التَّأويلا |
| عاشتْ يسارُكَ.. غيمَةً علَويَّةً | تشفي عليلاً... أو تبُلُّ غليلا |
| وتعاهدَتْ يُمناكَ ألويةَ السّما | والثّائرينَ... أسِنَّةً وخيولا |
| تبقى.. أبا الفضْلِ الذّي وَسِعَ الدُّنا | عرْضاً...وأوفى للأُخوَّةِ... طولا |
| تبقى... أبا الفضْلِ الذي إيثارُهُ | مَثَلٌ... تقدَّسَ أنْ يكونَ مثيلا |
| تتوارثُ الأجيالُ سيفَكَ صاهِلا | وتُجنِّدُ الآتينَ... جيلاً... جيلا |
(1) المطلول: الذي لم يُؤخذ بثأره.
(2) التليل: الجبين