يوسف سرور
|
صَوْتٌ تَرَدَّدَ بِالمَدَى فَتَوَسَّدَا |
بُرْدَ الهُدَى وَغَدَا لَدَى الشُّهَدَا صَدَى |
|
يَا قُدْسُ هَذَا اليَومُ يَومُكِ قَد أَتَى |
وَسَمَا عَلى هَامِ العَوَالِمِ سَيِّدَا |
|
وَرِجَالُكِ الأَحْرَارُ من أَهْلَ النُّهَى |
بَاتُوا حُسَيناً في الجهَادِ وَأَحْمَدَا |
|
دَكُّوا قِلاَعَ الظَّالمينَ بِعَزْمِهِمْ |
وَاسْتَأْنَسُوا بِالمَوْتِ فَازْدَادُوا هُدَى |
|
وَتَجَلْبَبُوا تِلَعَ التُّرَابِ عَبَاءَةً |
فَالأَرْضُ زُفَّت لِلأَشَاوِسِ مَسْجِدَا |
|
هُمْ فِتْيَةٌ نُسِبُوا لِخَيْرِ سُلاَلَةٍ |
أَفْنَانُهَا حَسُنَتْ وَطَابَتْ مَحْتِدَا |
|
يَا قُدْسُ هَذَا الكُفْرُ كَشَّرَ نَابَهُ |
حَنَقاً، وَأَبْرَقَ في الفَلاَةِ وَأَرْعَدَا |
|
وَبُغَاةُ أَهْلِ الأَرْضِ أَوْضَحَ سِرَّهُمْ |
طَيُّ الّلِسَانِ، فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا |
|
والظَّالِمُونَ مِنَ اليَهُودِ تَفَنَّنُوا |
بِقِتَالِنَا بِالسَّوطِ ضَرْباً وَالمِدَى |
|
عَادُوا... فَعُدْنَا نَسْتَمِدُّ عَزَائِماً |
مِنْ دِيننَا، وَنَهِيمُ شَوقاً في الرَّدى |
|
وَنَبُثُّ في سَمْعِ الزَّمَانِ نَشيدَنَا: |
ذا بُلْبُلُ الإِسْلاَمِ ثَانِيةً شَدَا |
|
وَالقَائِمُ المَهْدِيُّ تَدَّ بِأَرْضِنَا |
رِجْلاً، وَضِدَّ يَدِ العِدَى أَبْدَى يَدَا |
|
أَرْدَى العُتَاةَ وَقَامَ يَهْدِمُ إفْكَهُمْ |
وَالسَّيْفُ بَيْن يَدَيْهِ حُبّاً غَرَّدَا |
|
وَمَضَى يُجَنْدِلُهُمْ وَيَسْحَقُ جُنْدَهُمْ |
بِنِعالِهِ كَيْمَا يَنَالَ السُّؤْدَدَا |
|
رَمَضَانُ سَجِّلْ ضِمْنَ شَهْرِكَ صَفْحَةً |
مِنْ وَحْيِ يَوْمِ القُدْسِ يَتْلُوهَا المَدَى |
|
وَابْعَثْ لِكَاتِبِهَا تَحِيَّاتٍ، بِهَا |
عَنْ كُلِّ مَا خَطَّ الأَنَامُ تَغَرَّدَا |
|
سَبَكَ القَرَارَ بِصَكِّ عَزٍّ هَادِرٍ |
بِسَنَاهُ آمَالُ العِدَى ذَهَبَتْ سُدَى |
|
وَمَضَى إِلَى سُوْحٍ الجِهَادِ غَضَنْفَراً |
وَرَأى الطَغَاة أَمَامَهُ فَاسْتَأْسَدَا |
|
وَعَدَا يُيَمِّمُ وَجْهَهُ شَطْرَ الفِدَى |
وَسَمَا إِمَاماً مُوسَوِيّاً مُرْشِدَا |
|
يا قُدْسُ يَوْمُكِ شَعَّ فِي فُلْكِ الوَرَى |
إِنْ رَاعَكِ الكُفْرُ العَتِيدُ تَجَدَّدَا |
|
أَضْحَى فُؤَاداً لِلقَضِيَّةِ نَابِضاً |
وَعَلاَ عَلَى قلَلِ البَلاَ، وَتَمَرَّدَا |
|
وَأَضَاءَ دَرْبَ السَّائِرِينَ بِنُورِهِ |
وَانْسَلَّ سَيْفاً لِلأُبَاةِ مُهَنَّدَا |
|
وَاجْتَاحَ أُفْقَ العَالَمِينَ مُبَشَّراً |
بِهَلاَكِ قطْعَانِ اليَهُودِ.. وَأَنْشَدَا: |
|
لَمْلِمْ مَتَاعَكَ يَا عَدُوُّ، وَلاَ تَعُدْ |
وَامْكُثْ بِلَحْدِ البَائِسِينَ مُصَفَّدَا |
|
إِنْ كُنْتَ تَجْهَدُ كَيْ تُهَوِّدَ أَهْلَنَا |
فَالنَّاسُ تَأَبَى اليَوْمَ أَنْ تَتَهَوَّدَا |
|
أَوْ كُنْتَ تُغْرِقُهُمْ بِفِتْنَةِ مَاجِنٍ |
فَالشِّعْبُ مَلَّ الَّهْوَ وَاحْتَقَرَ الدَّدَا |
|
وَمَشَى إِلَى سُوحِ الجِهَادِ مُقَاوِماً |
وَمُنَاهُ في الهَيْجَاءِ أَنْ يُستَشْهَدَا |
|
يَا قُدْسُ قُومي عَطِّرِي أَجْوَاءَنَا |
بِشَذَى الدِّمَاءِ، فَبَحْرُنَا قَدْ أَزْبَدَا |
|
وَالحَرْبُ صَارَتْ لِلمُجَاهِدِ قِبْلَةً |
وَالسَّيْفُ أَضْحَى لِلْمُقَاوِمِ مَعْبَدَا |
|
وَالأَرْضُ بَاتَتْ لِلأَبِيِّ وِسَادَةً |
وَتُرَابُهَا أَمْسَى قُبُوراً لِلْعِدَى |
|
وَالغَيْمُ يَطْرَبُ إِنْ تَبَسَّمَ ثَائِرٌ |
وَيَزُخُّ دَمْعَاتٍ إِنِ الحادِي حَدَا |
|
وَالرُّعْبُ وَالرِّيحُ العَقِيمُ مَضَتْ إِلَى |
ثُكَنَاتِ سُوحِ الحَرْبِ كَيْ تَتَجَنَّدَا |
|
وَرِجَالُ رَبّ الكَائِنَاتِ إِذَا دَعَوْا |
سَحَراً عَلَى الجَبَلِ العَظِيمِ تَبَدَّدَا |
|
وَإِذَا أَبَوْا جَعْلَ الفَلاَ قِدَداً أَبَى |
وَإِذَا أَرَادُوهَا أَرَادَ وَسَدَّدَا! |
|
يَا قُدْسُ هَذَا الكَونُ هَلَّلَ بَاسِما |
وَسَمَا يُرَتِّلُ في السَّمَاءِ مُرَدِّدَاً: |
|
مَوْلاَيَ مُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا |
في الأَرْضِ وَاجْعَلْهُمْ لِحُكْمِكَ قُوَّدَا |
|
حَتَّى نُزِيلَ الجَوْرَ مِن آفَاقِنَا |
وَنُقِيمَ لِلْعَدْلِ المُوَطَّد مَوْلِدَا |
|
وَالصَّالِحُونَ بِصَبرِهِمْ يَرِثُوا الدُّنَى |
وَنَرَى عَلِيّاً قَائِداً وَمُحَمَّدَا! |