الشاعر خليل عجمي
| حبي إليكَ مع العصور يزيدُ | مهما تعارضَني إليكَ "يزيدُ" |
| وأنا لعينك قد نظمتُ قصائداً | برقتْ فهزّ الخافِقين رعيدُ |
| فبغير مدحِكَ لا تجودُ قصائدي | وسواك هذا القلب ليس يُريدُ |
| ماذا يريد الشعر منك وقد درى | أنّ الوصول إلى خُطاك بعيدُ |
| يا ناسجاً من كربلاء عباءةً | بخيوطها من راحتيك ورودُ |
| هذي العباءة من دمائك شُعلةٌ | منها يشعُّ النور والتوحيدُ |
| أعطاكَ ربك في الشهادة رِتبةً | ما نالها في العالمين شهيدُ |
| لولاك ما بَقيَت رسالة أحمدٍ | أبدَا ولا عرف الكتابَ خلودُ |
| فوكيفَ لا؟ والله يعلم ما جرى | في كربلا والأنبياءُ شهودُ |
| تبّاً لقومٍ حاربوك وإنهُمْ | علِموا بأنك للرسول حفيدُ |
| لكنّهم لم يعلموا أنّا هاهُنا | ووَريدنا لدم الحسين بريدُ |
| بك يفخر الإسلام يا ابن المرتضى | وبقاؤهُ فينا إليك يعودُ |
| في ذمّةِ التاريخ منك صفائحٌ | في كل يومٍ وقعهُنَّ جديدُ |
| وبجُعبة الأيام منك صحائفٌ | لولاك هاتيك الصفائح سودُ |
| قد كان سيفك غير كلِّ سيوفهم | يستقبل الآلاف وهو فريدُ |
| نزلوا إلى الهيجا بكلّ حديدهم | وتوعّدوك بما أرادَ يزيدُ |
| فوقفت مبتسماً ووجهك مشرقٌ | وكما يشاء الله أنت سعيدُ |
| لكنّهمْ خسِئوا بما حشدوا، وهل | يقضي على نور السماء حديدُ؟ |
| مولاي أنت ملاذنا والمرتجى | بل أنت للشعب الوفيّ رصيدُ |
| لا غروَ يا بطل الطفوف إذا ازدهى | فيك الزمان وراح فيك يُشيدُ |
| يا من صنعتَ من الشهادة وحدةً | فيها تعانق قاسم ووليدُ |
| فجَّرت بالمستكبرين ملاحماً | راحت لها شُمُّ الجبال تميدُ |
| وجعلت من أرض الطفوف منارةً | تزهو السماء بها وتخطبُ بيدُ |
| وصنعت بالنصر المظفّرِ ثورةً | هي للطغاة الكافرين وئيدُ |
| الله أكبر أذِّني يا كربلا | هذا حسينٌ في الطفوف شهيدُ |
| قتلوهُ ظُلماً في الطفوف لأنه | قد كان عن دين الإله يذودُ |
| يا من قتلتم في الطفوف إمامنا | ماذا جنى من غيِّه النّمرودُ؟ |
| لا تحسبوا أن الشهيد إذا قضى | يفنى ويبقى الكافر العربيدُ |
| فلئنْ يكن قُتِلَ الحسين بكربلا | إنّ الذي قد مات فهْو يزيدُ |
| مَن كالحسين بنفسه يلقى الردى | وبكل ما ملكت يداه يجودُ |
| يا سائلاً أين الحسين وصَحْبُه | إن الحسين بقلبنا موجودُ |
| إن الحسين وصَحبَهُ بدمائنا | شُعَلٌ بها يتحطم الجلمودُ |
| ذكراك يا مولايَ شمس هدايةٍ | بضيائها عتمَ الظلام نبيدُ |
| لتعُودَ عاشوراء شامخة وفي | شريانها من كربلاء نشيدُ |
| قم يا أخي واستقبل اليوم الذي | لولاهُ أحرار الوجودِ عبيدُ |
| لبّيكِ عاشوراء أنتِ فخارُنا | وشعارنا ولقاؤنا المعهودُ |
| إذ نحن للطفل الرضيع عيونُه | ولقبضة العباس نحن زنودُ |
| لولاك هذي الأرض لن يبقى بها | دينٌ ولا شرفٌ ولا تجويدُ |
| ستظلُّ ذكراكِ الشريفة ثورةً | للحقّ فيها ساعدٌ مشدودُ |
| سنظلُّ نبكي يا حسين على المدى | مَن قال إن الدّمعَ ليس يفيدُ؟ |
| مَنْ لم يُشاركْ زينباً ببكائها | في يوم عاشوراء فهْو حقودُ |
| لا يستبيحُ دمَ الحسين بكربلا | إلا عدُوٌّ للنبيِّ لدودُ |