*مهداة إلى أخي وصديقي الشهيد القائد محمد حسن حمادة "الحاج بشار" (*)
|
حَولٌ تَصَرَّمَ مُذْ غادْرتَ دُنْيَانا |
وحَرُّ هَجيرِها في الأكْبادِ نيرانا |
|
يا ديمةَ الروحِ بُلِّي الجَدَبَ مِنْ كَبِدي |
واْنْـثُري وَدَقَ الغيثِ فالقَلْبُ ظمآنا |
|
سأرقىَ بِمَسْرى ذِكْرِ العارِفينَ بإطنابٍ |
والعِشْقُ باتَ لأهْلِ الغيبِ تبيانا |
|
أطـلقتُ في كونِكَ المَمدودِ أجنحتيِ |
لسَفَرِ الروحِ، وكانَ الليلُ إيذانا |
|
فَبَصِرتُ صُحبَةَ الأحْبابِ في جَمْعٍ |
وبَشّارُ فيهِمْ يُحاكي الرَوضَ رَيْحانا |
|
ناجيتُهُ مُناجاةَ المُريدِ لِشَيخِهِ |
ماَ كان ظنّي يا أنيسَ الروح تنسانا |
|
وليعفوُ الزمان على عُمري |
فإني وعَمْرُكَ سئِمتُ الشوقَ أحزانا |
|
وإني لمُشتاقٌ لجنةٍ أينعت بِكُم |
أفرُّ إليها مِنْ فناءِ البُعدِ أزمانا |
|
فَقَدْ مـَددتُ لِبَحْرِ الجودِ أشرعتيِ |
فَادْفَعْ بمِجْدافِ القُربِ نَحْو مَلْقانا |
|
حقيقةُ الدُنْياَ تُثمِرْ بما زُرِعتْ |
وقد زَرَعْتَ شَطئَكَ روضاً ورِضوانا |
|
هذي القـِفارُ تُناغي رَوضَكَ الزاهي |
لتُنْبِتَ الروحُ مِنَ الأشْجارِ أفْنانا |
|
أبـهـى المـوازينِ في المَلَكوتِ شاخصةٌ |
نحْو الشَهيدِ فالشهادةُ ميزانا |
|
فالاسْمُ مِنْ صفاتِ الحَقِ مُشْتَقٌ |
والفِعْلُ كافٍ أنَّ الرْوحَ قُرْبانا |
|
يا ديمةَ الروحِ شاخَتْ فيكِ أشْعاري |
وظَـلَّ كتابُ الله مُـؤْتَـلقاً وفُرقانا |
|
فلا تَحْسَبَنَّ بشَاراً ماتَ وإنْ قُتِلَ |
فبِدْءُ حياتِهِ حقاً وقْتَ أن بانا |
|
إنَ الشهيدَ لَنورٌ عِنْدَ خالِقِهِ |
وقَبَسٌ مِن نورِهِ يُنيرُ دَرْبَ مَسْرانا |
أخوك المنتظر (أبو حيدر)