صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

تقرير: "تربية أصيلة لحياة طيّبة"


(مركز الأبحاث والدّراسات التربويّة)
تقرير: نانسي عمر

 

في خضمّ المشاكل والأزمات التربويّة التي فرضها التطوّر التكنولوجيّ والاجتماعيّ، وفي ظلّ الحاجة إلى تأصيل المناهج التربويّة، تأسّس مركز الدراسات والبحوث التّربويّة عام 2014م كمؤسّسة متخصّصة في موضوع التأصيل التربويّ، وذلك تحت عنوان "تربية أصيلة لحياة طيّبة"، تعبيراً عن ماهية المركز وأهدافه ورؤيته. عن المركز ونشاطه يحدثنا الدكتور عبد الله قصير.

* عمليّة تربويّة شاملة
"يهتمّ المركز بالعمليّة التربويّة في المجالات كافّة، ليس على الصعيد التعليميّ فحسب، وإنّما التربية في كلّ بُعد من أبعادها الإنسانيّة العشرة: الإيمانيّ، والسياسيّ، والاجتماعيّ، والاقتصاديّ، والعلميّ - التقنيّ، والبيئيّ، والجسمانيّ، والجماليّ، والجهاديّ، والإداريّ؛ لتشمل كلّ ساحات التّربية في الأسرة، والمدرسة، ووسائل الإعلام، ومواقع التواصل، وحتّى المساجد، وكلّ المؤسّسات التي تأخذ على عاتقها مسألة تربية الإنسان وتنشئته".

هكذا يشرح د. عبد الله قصير مهام المركز، ويضيف: "يمكن لأيّ إنسان أن يضع لنفسه منهاجاً تربويّاً، بالاستفادة من بحوث المركز ودراساته وإصداراته. فالمركز يسعى إلى تأصيل التربية لتقديمها للمهتمّين والمربّين وكلّ من يمارس العمليّة التّربويّة بطريقة صحيحة وكاملة".

* "الوثيقة التّربويّة" لحزب الله
بحسب د. قصير، وضع المركز مهمّة رئيسة له منذ تأسيسه، وهي إنشاء ما يسمّى بـ"الوثيقة التّربويّة" لحزب الله، والتي شارك في إعدادها أكثر من 65 باحثاً متخصّصاً من علماء الحوزات وأساتذة الجامعات وأصحاب التّجربة التّربويّة الميدانيّة، وتمّ توزيعهم على 10 لجان تربويّة. قامت هذه اللجان، بالتّعاون مع المعاونيّة الثّقافيّة في حزب الله، وبعض المؤسّسات التربويّة، منها المؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم، وجمعيّة التعليم الدينيّ، ومؤسّسة جهاد البناء، والكشّافة، بوضع المبادئ التربويّة التي تعبّر عن الحقائق الثابتة التي لا تحتمل النقاش، بالاستناد إلى مصادر التشريع الإسلاميّ كالقرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام، إضافة إلى مصادر أخرى لكبار المفكّرين الإسلاميّين كالشهيد مطهري (رضوان الله عليه)، والسيّد الطباطبائي قدس سره، والإمام الخمينيّ قدس سره، والإمام الخامنئيّ دام ظله، وغيرهم.

الهدف الأساسيّ للوثيقة التربويّة هو أن تقوم كلّ مؤسّسات حزب الله ووحداته، بعمليّة تربويّة نابعة من مرجعيّة فكريّة واحدة، تشكّل منهاجاً وخطّة عمل موحّدة لها.

* الوثيقة التربويّة: خطّة عمل
تضمّنت هذه الوثيقة 128 مبدأً، تفرّع عنها نحو 890 أصلاً، تتضمّن الأوامر والنواهي (ما يجب أن يكون أو لا يكون في عمليّة التربية)، وقد أُقرّت من قِبل شورى حزب الله، ووقّعها سماحة الأمين العام (حفظه الله)، ثمّ تمّ توزيعها منذ نحو خمس سنوات على الوحدات والمؤسّسات التي تُعنى بالموضوع التربويّ، حيث بدأ العمل عليها واعتماد مضامينها. ويمكن القول إنّ عدداً من المؤسّسات خطت خطوات عمليّة مهمّة ومتقدّمة في المجال التربويّ، حيث أعادت تشكيل برامجها ومخطّطات التأهيل لديها وفقاً لهذه الوثيقة، فيما يسير الباقون في الاتّجاه نفسه.

* مواكبة مستمرّة
يؤكّد د. عبد الله قصير أنّ المركز يقوم بعمليّة مواكبة مستمرّة للمؤسّسات؛ لتسييل هذه الوثيقة التي تعدّ "درّة تاج" إصدارات المركز، حيث استغرقت 3 سنوات من العمل والجهد قبل أن تُقرّ. وقد تمّ وضع مدّة زمنيّة محدّدة بـ 5 سنوات؛ بهدف التسييل والمتابعة، قبل جمع "التغذية الراجعة"؛ للنظر في مدى تطابق عمليّة التسييل مع الأهداف المرجوّة. كذلك تمّ شرح المبادئ والأصول بطريقة واضحة ومفهومة وطبعها في 7 مجلّدات، وُزّعت على المربّين والمعنيّين.

* ندوات ومؤتمرات
من المهام الأخرى التي يقوم بها المركز الدعوة إلى ندوات شهريّة عامّة تحت عناوين تربويّة متعدّدة، يستضاف خلالها شخصيّات من العالمَين العربيّ والإسلاميّ، ومتخصّصون في المجالات التربويّة المختلفة. كذلك أقام المركز في مطلع العام 2022م مؤتمراً إسلاميّاً عربيّاً حول مناهضة التطبيع التربويّ الذي بدأت تمارسه بعض الحكومات العربيّة، هدفه الإضاءة على خطورة التطبيع وأهميّة رفضه. وقد طُبعت أبحاث ومضامين خطابات المؤتمر في كتاب تمّ توزيعه لاحقاً على المهتمّين.

* خدمات أخرى
إضافة إلى كلّ ما ذُكر، أنشأ المركز موقعاً إلكترونيّاً (www.esrc.org.lb) يزوَّد أسبوعيّاً بمقالات تربويّة ويغطّي أنشطة المركز، فضلاً عن صفحات المركز على منصّات التواصل الاجتماعيّ المختلفة. كذلك أصدر المركز مجلّة تأصيليّة تربويّة تعدّ الأولى من نوعها في لبنان ولها قرائن قليلة في العالم العربيّ، تلامس الموضوعات الفكريّة التربويّة، حملت اسم "مجلّة دراسات وأبحاث"، وهي تصدر مرّتين في السنة، أي مرّة كلّ ستّة أشهر، ويشارك في كتابة أبحاثها ومقالاتها عشرات الباحثين والكتّاب من مختلف الدول العربيّة والإسلاميّة، ويناقش كلّ عدد منها في مقالاته وأبحاثه ملفّاً خاصّاً يتمّ تحديده مسبقاً.

وللمركز أيضاً عدد من الإصدارات التي تحمل في مضامينها موضوعات إمّا تأصيليّة أو فيها مقارنة بين الفكر الإسلاميّ والأفكار الغربيّة، إضافة إلى عدد من الكتب التي صدرت في الجمهوريّة الإسلاميّة، والتي تمّ تعريبها لاحقاً.

* مشروع "مؤمّل"
يتابع المركز أيضاً نشاطه ضمن مشروع "مؤمّل"، الذي يقوم على دعم ورعاية ومتابعة طلّاب الدراسات العليا في اختصاصات التربية وعلم الاجتماع وعلم النفس، وقد شارك فيه حتّى اليوم أكثر من 150 باحثاً. صدرت عن هذا المشروع مجموعة كبيرة من الأبحاث، التي أُعدّت لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في الاختصاصات المذكورة. ويستفيد المركز من هذا المشروع في توجيه الأبحاث والدراسات التي يتبنّاها الطلّاب في جامعاتهم حول موضوعات تربويّة تتلاقى مع التحدّيات التي شخّصها المركز، فيقوم المركز بمساعدة الطالب في اقتراح الموضوع، وكيفيّة طرح الإشكاليّة، ووضع الخطّة الأوليّة، وتقديم المعطيات اللازمة، وتحكيم الاستمارات، وتحليل النتائج عبر نظام SPSS، وإقامة دورات حول موضوع البحث العلميّ الميدانيّ والوسائل التي توصل الباحث إلى بحث علميّ صحيح، إضافة إلى تقديم الكتب والمراجع المساعدة من مكتبة المركز التي تحوي آلاف الكتب المتخصّصة في مجال التربية والمواضيع المرتبطة بها كافّة.

ختاماً: يعدّ مركز الأبحاث والدراسات التربويّة مشروعاً تربويّاً وعلميّاً متكاملاً، يفتح أمام المؤسّسات والطلّاب آفاقاً واسعة من المعرفة، والعلم، والتطوّر.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع