نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

الصحة والحياة: الأمراض التنفسية الجرثومية عند الطفل‏


د. حسين سلهب‏


تنتج الأمراض التنفسية الجرثومية الحادة عن إصابة القنوات التنفسية في مستوياتها المختلفة بالجراثيم (فيروسات - بكتيريا - طفيليات). وغالباً ما تبدأ هذه الأمراض بالظهور عبر أعراض الرشح، وقد تتطور إلى التهابات تصيب القصبات الهوائية أو الرئتين خصوصاً إذا ما أهمل علاج الرشح. وتقسم الأمراض النفسية الجرثومية الحادة إلى قسمين:
1 - أمراض الجهاز التنفسي العلوي: وتشتمل هذه المجموعة على الرشح، التهاب اللوزتين والتهاب الأذن الوسطى.
2 - أمراض الجهاز التنفسي السفلي: وتشتمل على التهاب لسان المزمار، الخانوق، الخناق الشاهوق، التهاب القصبات الهوائية، التهاب القصيبات الهوائية والالتهاب الرئوي.

* أعراض الأمراض التنفسية الجرثومية الحادة
وأمّا عوارض الأمراض التنفسية الجرثومية الحادة فهي الحرارة، العطاس، سيلان الأنف، السعال، أوجاع الأذن، أوجاع الحلق، سرعة التنفس، انسحاب الصدر للداخل، العنّة، الزرقة واتساع فتحتي الأنف مع كل تنفس.
إن صعوبة التنفس عارض خطير يهدّد حياة الطفل. لذلك تجب استشارة الطبيب على الفور، أما في حال تسارع تنفس الطفل، انسحاب صدره إلى الداخل مع وجود العنّة والزرقة، فيجب عندها نقل الطفل إلى المستشفى.
العوامل المساعدة للإصابة بالأمراض التنفسية عند الأطفال.
أظهرت الدراسات الطبية مستوى الإصابة الجرثومية الحادة بين الأطفال الذي يتغذون بحليب البقر هي تفوق مستوى الإصابة لدى أقرانهم الذين يرضعون من حليب أمهاتهم بخمس مرات.
كذلك يحدّ سوء التغذية من النمو الجسد والعقلي للأطفال، كما يؤثر سلباً على نمو قدراتهم الذهنية وقدرتهم على مقاومة الجراثيم، وبقدر ما تكون التغذية سيئة بقدر ما تتضاعف الإصابة بالأمراض الجرثومية التنفسية الحادة.

ومن الأسباب والعوامل المؤدية إلى الإصابة بالأمراض التنفسية الجرثومية، ما يلي:
1 - نقص الفيتامين "أ": إن الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين "أ" معرّضون أكثر من سواهم بمرتين إلى ثلاثة للإصابة بالأمراض الجرثومية التنفسية.

2 - نقس الوزن عند الولادة: كذلك تظهر الدراسات أن الطفل المولود بوزن أقل من 2500 غراماً معرّض للإصابة بالأمراض التنفسية الجرثومية أكثر من غيره.

3 - عدم التلقيح: أو عدم تلقي الجرعات الكافية لتأمين المناعة لدى الأطفال.

4 - تلوث الهواء والازدحام السكاني: إن الأطفال الذي يعيشون في أسر فيها مدخنين معرضون للإصابة بالأمراض الجرثومية نسبة 20% من أقرانهم الذين لا يوجد في أسرهم مدخنون وكذلك الأمر عند العائلات التي تستعمل وسائل التدفئة الملوثة (الحطب - الفحم).
أما الازدحام السكاني: فيساعد على انتشار العدوى بالأمراض التنفسية الجرثومية الحادة.

5 - التغير السريع في درجات الحرارة: إن تقلبات درجات الحرارة بين الليل والنهار وتقلبات الطقس السريعة، بالإضافة إلى عدم تدفئة المنازل بالشكل الكامل واللازم يساعد على ارتفاع نسبة الإصابة.

* طرق الوقاية:
كما أشرنا سابقاً، فإن سوى التغذية، وتغذية الطفل ببدائل عن حليب الأم، ونقص الفيتامين "أ" عوامل تساعد على تزايد الإصابة بالأمراض الجرثومية الحادة وتعاظم مخاطرها، وتبقس الرضاعة من الثدي أفضل استراتيجية لمكافحة سوء التغذية عند الأطفال وضعف جهازهم المناعي. فالبدء بالرضاعة من الثدي خلال الساعة الأولى التي تلي الولادة، واستمرار الرضاعة بدون إضافة غذائية مهما كان نوعها أو كميتها حتى نهاية الشهر الرابع من العمر. أفضل وسيلة وسلاح للوقاية من سوء التغذية،، كما توفّر للطفل المناعة الكاملة، أمّا بعد اكتمال الشهر الرابع فيصبح حليب الأم غير كافٍ لتلبية الحاجات الغذائية للطفل، لذلك على الأم أن تبدأ بتقديم الأطعمة المطبوخة والمهروسة جيداً للطفل بعد تعرفها على حاجاته الغذائية الخاصة.

يجب على الأم أن تحرص على وجود الجزر والخضار الورقية الداكنة (السلق، السبانخ، الملوخية) وصفار البيض والكبد والحليب المزوّد بكميات إضافية من فيتامين "أ" في الأغذية المقدمة للأطفال ابتداءً من الشهر الرابع، وإلاّ فإن على الأهل تقديم جرعات جاهزة من فيتامين "أ" للطفل بعد استشارة الطبيب المختص.

كذلك، يتوجب على الأهالي، لمحاربة الأمراض التنفسية الجرثومية، محاربة التلوث، وتحسين ظروف السكن، ومحاربة التدخين.
كما تعتبر الوقاية النوعية "التقليح" ضد الأمراض التنفسية الجرثومية الحادة أفضل وسيلة للوقاية من تلك الأمراض.
التدابير المنزلية لمكافحة الأمراض التنفسية:
إن الاستمرار في التغذية خصوصاً عبر الأطعمة الغنية بالفتيامين "أ" "ج" و"س" وعلى البروتينات تساعد الطفل المريض على مقاومة المرض بشكل جيد.
كذلك يتطلب الحال زيادة كمية السوائل كالزهورات والنعناع، وعصير الفواكه من البرتقال والليمون.. الخ ويجب أن تعطى هذه السوائل بكمية معتدلة على دفعات متكررة.
ومن الأطعمة المستحسن إعطاؤها للمريض شوربة الخضار المضافة إلى اللحم المسلوق، كذلك الخضار المسلوقة على أنواعها، صدور الدجاج المسلوقة، اللبن، المهلبية، والسحلب.

* التدفئة:
يحتاج الطفل المريض، والرضيع بشكل خاص لكل طاقته لمكافحة العدوى والتغلب على المرض، لذلك يجب لا يقل غرفة المريض عن 25 درجة مئوية، وأن لا تزيد عن ذلك كثيراً، لأن الحرارة الزائدة تسبب تجفاف الطفل وتجفاف الأنف والحنجزة وتضعف بالتالي مقاومة الجسم المصاب.
والجدير ذكره أنه تجب المحافظة على رطوبة الغرفة ونقاء جوّها.

* الراحة:
يحتاج الطفل المصاب بالأمراض التنفسية الجرثومية إلى الراحة والبقاء في المنزل خاصة في الطقس البارد.
وبالنهاية نلفت النظر إلى أنه يجب التعامل بجدية تامة مع الأمراض التنفسية الجرثومية ومنع تفاقمها لأنها قد تكون تلك الأمراض مهلكة عند إهمالها.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع