نور روح الله | القلـــمُ أداةُ إصلاح وهداية*‏ مع الإمام الخامنئي | الشباب مظهر أمل يخشاه العدوّ* كفاح الإمام المهديّ عجل الله فرجه في إقامة العدل أخلاقنا | الغضب نار تأكل صاحبها* فقه الولي | من أحكام الخُمس في وجه كلّ شرّ... مقاومة تسابيح جراح | كأنّي أرى تاريخ الشيعة | نفوذ شيعة لبنان في ظلّ الدولة العثمانيّة* شبابيك اجتماعيّة | بيوت نظيفة... شوارع متّسخة! آخر الكلام | “ ما أدري!”

آخر الكلام: أبو علي الفرنسي

إيفا علويّة ناصر الدين



كان يخبِّئ خلف ستار جفونه لآلئ شفافة تشفي غليل إحساسه بروعة الذكريات، وهو يحكي قصة هدايته مسترسلاً بلكنة فرنسية أصيلة تتدفق كشلال مترقرق على شفتيه اللتين تجيدان أيضاً اللغة الانكليزية، وتعرفان بعض الكلمات العربية والتي أجمل ما تنطق به أسماء: محمد وعلي وفاطمة وحسن وحسين وزينب..وطبعاً المهدي.

تشعر وأنت تستمع إليه وهو يسعى جاهداً لوصف حالة عشقه وإيمانه بارتدادات هزة تصيب كيانك، وتفتح عينيك على حقيقة الكنز الذي تحمله في أعماقك، وربما لا تدرك عظمة قيمته إلا حين ترى مفتاحه في أيدي المتعطشين المتلهفين لاقتفاء آثاره في الدروب الشاقة والوعرة. "أنا أحب الإمام علي وأهل البيت أكثر منكم"، يقولها بجرأة وتحدٍّ وفخر، ويستتبعها بالتبرير قائلاً: "أنتم ولدتم على دين الإسلام وولاية علي وأهل البيت عليهم السلام، أما أنا فقد قضيت أياماً وليالي طويلة لم تغمض لي فيها عين في البحث والقراءة والتمعن حتى وصلت إلى الحقيقة واليقين الذي يرتضيه عقلي وقلبي".

يستغفر "أبو علي الفرنسي" كما يسمونه هنا بعدما هجر موطنه في فرنسا وخرج من جلباب أهله الذين يلقبونه بـ "المجنون" هناك، ويستعيذ بالله حين يذكر أنه أشرك به في سابق عهده، وحتى أنّه عبد الشيطان يوماً تحت مظلة الوهم والجهالة، ويؤكد أنّه ومنذ منَّ الله عليه بنعمة الهداية نذر نفسه وعلمه وثقافته وكل حياته لخدمة عقيدته التي تخلّى من أجل الحفاظ عليها عن إرثه الذي فضّل أن يُحرم منه على أن يُحرم من راحة القلب وسكون النفس ونِعم المصير.

دروس وعبر كثيرة يختزنها حديث أبي علي المشوِّق، لكن العبرة الأهم تتجلى في تنهيدته العميقة وهو يحمد الله، وفي ملامحه المؤثرة وهو يطلق لعينيه العنان لإطلاق سراح لآلئهما المتموجة على صفحتي وجنتيه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع