اخرج إلى الضوء | عندما يكون القائد والداً للمجاهدين مهارات | المساندة النفـسيّة في الأزمات والحروب الملف | كيف نواجه إشاعات الحرب؟ الملف | بصبركنّ... ننتصر الملف | دعاء أهل الثغور: مدد المجاهدين الملف | الشهداء المستبشرون معالم المجتمع الصالح في نهج البلاغة الملف | قيم المقاومة آخر الكلام | تحت الركام.. الافتتاحية | الصبر حليف النصر

صحتنا: صداع الشقيقة

د. جعفر


إن الصداع النصفي أو الشقيقة مرض شائع ومنتشر في شتى أنحاء العالم وليس بعيداً أن يصيب أي شخص. فلقد حُكي عنه لأول مرة في العصر الميزوبوتامي أي منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد. ومنذ ذلك الحين فقد عُرِف وكُتِب عنه في جميع العصور.

في عصرنا الحديث، فإنه معروف في الدول الغربية (لأنها تعتني بالإحصائيات) أن واحداً على الأقل من كل ثمانية رجال يعاني من الشقيقة. وهذه النسبة هي ثلاث مرات أكثر عند النساء.
إن معظم مصابي الشقيقة هم بين 20- 40 سنة من العمر ولكن ذلك لا يمنع أن تكون أول حالة قد جاءت في إحدى سنوات الطفولة أو لاحقاً بعد الأربعين عاماً.
يصاب الناس بهذا الصداع بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها أو المهنة أو الطبع أو العصبية أو العِرْق. إن سبب الشقيقة غير معروف حتى الآن ولكن عدة عوامل تلعب دوراً في إحداثه أو وجوده:
أولاً: إن عدداً لا بأس به من مصابي الصداع النصفي لديهم أقارب يعانون من هذه المشكلة أيضاً أي هناك علاقة عائلية للمرض.
ثانياً: إن الضغط النفسي، النوم غير المنتظم، الدورة الشهرية، وحبوب منع الحمل عند النساء، شرب الكحول، وبعض المأكولات مثل الشوكولا والبزورات والجبنة العتيقة والحوامض واللحومات التي تحتوي النايترايت ومنها اللحومات المعلّبة كلها وجد أن لها دوراً فعالاً في تسبب هذا الصداعِ.
ثالثاً: قد يأتي هذا الصداع بعد ضربة، ليس بالضرورة قوية، على الرأس.

* هناك نوعان رئيسيان من صداع الشقيقة:
أ- الصداع النصفي العادي: أي بدون النسمة وهو يشكل حوالي ثلاثة أرباع مرضى الشقيقة.
ب- الصداع النصفي الكلاسيكي: أي مع النسمة وهو يشكل الربع الباقي.
إن معظم مرضى الشقيقة يعانون من بوادر خفيفة للصداع خلال اليوم الذي يسبق الصداع مثل العصبية الزائدة أو حب العزلة وتجنب الناس أو الرغبة الزائدة في أكل السكريات أو التثاؤب المستمر أو صعوبة في الكلام وغيرها.

أما بالنسبة للنسمة التي قصدناها في التصنيف فهي موجودة عند ربع المرضى فقط. فالمريض يرى فلاشات أو نجوم تلمع أو "زيغ زاغ" أمام عيونه. كذلك يحس المريض بدبابيس ونمنمة في يديه مع صعوبة في الكلام. وهذه النسمة تأتي قبل حوالي ساعة من حدوث نوبة الصداع النصفي.
ونعود لِنصف الصداع، فهو شديد جداً، ينبض نبضاً مع دقات القلب، ممكن أن يكون على جهة واحدة من الرأس وممكن أن يكون على الجهتين معاً مع أن اسمه هو الصداع النصفي. ويصاحب هذا الوجع لعيان وتقيؤ بالإضافة إلى حب الابتعاد عن الضوء والصوت. ويظل المريض على هذه الحالة من ساعتين إلى ثلاثة أيام.
أما مرحلة ما بعد الألم، فإن المرضى يعانون من إرهاق في العضلات لمدة يوم كامل تقريباً.
ويجب العلم هنا أن صداع الشقيقة لا يأتي كل يوم بل هناك فترة لا بأس بها بين الصداع والآخر، عادة ما تكون أكثر من أسبوعين أو ثلاثة.

العلاج: يجب أولاً إزالة مسببات الصداع ثم يمكن إعطاء أسبرين أو بانادول ولكن الدوائين الأساسيين هما إرغوتامين وسوماتريبتان وهذان لا يعطيان إلاَّ بأمر من الطبيب المعالج.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع