الشاعر يوسف سرور
إلَى سيّد الخلقِ، في ذكرَى مولِدِهِ الشّريف.
| ما ضَوَّأَ القَلْبَ إلّا نُورُ أحْمَدِهِ | فَعِيدُ مِيلادِ قلبِي يَوْمَ موْلِدِهِ |
| يا سيِّدي، إنْ حُرُوفِي مسَّهَا سَقَمٌ | فذِي صِيَاغَةُ مفْتُونٍ بِسِيِّدِهِ |
| وإنْ تجَلَّتْ بِلَيْلَى بَعْضُ أفْئِدَةٍ | فقدْ تجلَّى فُؤادِي في مُحَمَّدِهِ |
| فامْنُنْ بِفَضْلِكَ يا خيرَ العِبادِ عَلَى | مَنْ أمْسُهُ باتَ عِبْئاً في مَدَى غَدِهِ |
| وأحْيِنِي قَطْرَةً في بحْرِ أنْعُمِكُمْ | كَمَا سُلَيْمَانُ أحْيَا ذِكْرَ هُدْهُدِهِ |
| واسْمَعْ مُنَاجَاةَ مَنْ زادَتْ نَوَاقِصُهُ | وذابَ نَاصِعُهُ في ليلِ أسْوَدِهِ |
| واجْعَلْ كِسَاءَكَ مِحْرَاباً يُزَيِّنُنِي | كَعَابِدٍ زَانَهُ مِحْرَابُ مَسْجِدِهِ |
|
* * * |
|
| يا سيِّدي في فِنَاء العِشْقِ صَاغَ دَمي | لحْناً رَقِيقاً شَكَا من سُوءِ جَيِّدِهِ |
| قَلْبِي يُقَرِّبُنِي، والذَّنْبُ يُبْعِدُني، | والعَقْلُ يُبْصِرُنِي في عَيْنِ مَرْصَدِهِ |
| وأنْتَ أقْرَبُ لِي مِنِّي، فلَيْتَ يَعِي | مَنْ كانَ أقْرَبُهُ يرْنُو لأبْعَدِهِ |
| إنِّي أُحِبُّكَ يَا سِرَّ الوُجُودِ، ويَا | مَنْ كُلُّ تُرْبٍ بدَا تِبْراً بِمَرْقَدِهِ |
| فَمُقْلَتِي ابْتَسَمَتْ، ومُهْجَتِي ارْتَسَمَت، | ودَمْعَتِي انْقَسَمَتْ مِنْ عَيْنِ مَعْبَدِهِ |
| وبَعْضُ بعضِي غَدا كُلّاً بمَحْضَرِهِ | وكُلُّ كُلِّي ارْتَدَى أنْوَارَ مَشْهَدِهِ |
| وهَامَتِي لم تَكُنْ لوْلاهُ شَامِخَةً | ولمْ تَرَ الخَيْرَ إلّا مِنْ نَدَى يَدِهِ! |