ناصر منصور
طفلاً بريئاً يحتمي من الخَطَرْ |
أَصابت رصاصةٌ ذميمةٌ |
بصدرٍ رصاصاً مثلٍ المطَرْ |
بحضن والدٍ أَبيٍّ يتّقي |
إلى أمٍّ مشوقةً تسمعُ الخَبَرْ |
فإذْ بعطرٍ فائح سرى |
بعدما هفا إليه قلبها المعفّرْ |
في الليل أرهفت سمعاً |
بظالم في حصِنه تحبّرْ |
وإذْ بهاتَفٍ ينادي صارخاً |
وعن مثله الفجْرُ أسْفَرْ |
فانشق جوف الليل عن كَمَدٍ |
قد إرتضى أن يلتقي ما يُحْتَذَرْ |
فلبّى النداءٍ ذو شكيمةٍ |
في كلِّ فِعْلِ غادرٍ مُتبَّرْ |
فهبَّ ماحياً لجور بائن |
بما يراه من كذوبٍ محتقر |
يدنو إلى الحِمام غيرَ آبهٍ |
يجزي الإله الواحدُ المكَبَّرْ |
قد تاق للخلود هائماً بما |
تسري النارُ في هشيم محتظرْ |
فَهَدَّ صارخاً وكَرَّ مثلما |
كأنه رأى حيدراً زَأرْ |
فصاح اليهوديُّ عقبها |
ولمْ يعقِّب على الأثر |
ومن جُبنه فرَّ هارباً يعدو |
هزيمةٍ مسطورةٍ فيها العِبَرْ |
وذي ثرى جنوبي تشهد على |
بأحجار طه المطهّرْ |
عذراً لكم يا راجماً أصناماً |
درساً سما يفوق أفعال البشر |
فأنت قصدي يا معلم الورى |
في كلِّ تنزيلٍ وسفر قد ظهر |
درسُ الإبا به اللَّه قد قضى |
لمثل ذا ربي ذاتكَ ادّخَرْ |
لعمري فانت رادُّ حقّهِ |
يا مخرساً صوت الرصاص بالحجر |
يا شارياً للروح إهْنَأْ خالداً |
راياتِ عزّنا في الصبح الأغر |
فذا سلامي واصباً يا رافعاً |
هو الوحيد يا أذلَّ مَن دَحَرْ |
إنّ الذي رماكم بكفّهِ |