مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

قرأت لك

 


لما استنزل النبي نوح عليه السلام العقوبة على قومه من السماء، بعث الله عزّ وجلّ إليه الروح الأمين جبرائيل عليه السلام ومعه سبع نوايات (بذور ثمار التمر)، فقال: "يا نبي الله إنّ الله تبارك وتعالى يقول لك: هؤلاء خلائقي وعبادي ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلاّ بعد تأكيد الدعوة، وإلزام الحجّة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك، فإنّ مثيبك عليه، واغرس هذه النوى، فإن لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص، فبشّر بذلك من معك من المؤمنين".

فلما نبتت الأشجار وتأزرت وتشرفتن وزها الثمر عليها- بعد زمان طويل – استنجز من الله العدة فأمره: أن يغرس من نوى تلك الأشجار، ويعاود الصبر والاجتهاد، ويؤكد الحجة على قومه، وأخبر به الطوائف التي آمنت به، فارتدّ منهم ثلاثمئة رجل، وقالوا: لو كان ما يقوله نوح حقاً، لما وقع في وعد ربّه خلف. ثمّ أنّه لم يزل يأمره كلّ مرة: أن يغرس تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين يرتد منهم طائفة بعد أخرى، إلى أن عادوا إلى نيف وسبعين رجلاً، فأوحى الله – عزّ وجل -، وقال: يا نوح! الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك وصرح الحق عن محضه، وصفا الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو أنّي أهلكت الكفار، وأبقيت من ارتد من الطوائف التي قد كانت آمنت بك، لما كنت صدقتُ وعدي السابق للمؤمنين، الذين أخلصوا التوحيد من قومك، واعتصموا بفضل ثبوتك، بأن استخلفهم في الأرض، وأمكن لهم دينهم، وأبدل خوفهم بالأمن، لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشرك من قلوبهمن فكيف يمكن الاستخلاف والتمكين وبذل الأمن لهم، مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا، وخبث طويتهم، وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق، وسنوخ الضلالة، فلو أنّهم يئسوا من الملك الذي أوتي للمؤمنين وقت الاستخلاف، إذا هلكت روايح صفائه، لاستحكمت مرائر نفاقهم، وتأبدت حبال ضلالة قلوبهم ولكاشفوا أخوانهم بالعداوة، وحاربوهم على طلب الرياسة، والتفرد بالأمر والنهي، وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الأمن في المؤمنين مع إثارة الفتن وإيقاع الحروب؟ كلا  ﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ﴾.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع