مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

السيد جواد الملقّب بالطاهر العاملي الشقرائي


السيد محمد قدسي


عالم فقيه، أصولي محقّق مدقّق، ثقة جليل، حافظ متبحّر، صاحب مفتاح الكرامة.
ولد في قرية شقراء من قرى جبل عامل حدود سنة 1164 وتوفي في النجف الأشرف سنة 1226. ودفن في بعض حجر الصحن الشريف بوصية منه لرؤيا رآها. وقبره هناك مشهور مزور.
كان قدس سره زاهداً عابداً متواضعاً تقياً ورعاً مجداً مجتهداً متتبعاً لأقوال الفقهاء مطلعاً على آرائهم، عمدة في جميع ذلك.

* أقوال العلماء فيه:
يصفه صاحب الأعيان قدس سره بأنّه "لم يُر مثله في علوّ الهمّة وصفاء الذات والضبط والإتقان والتتبع والجدّ في تحصيل العلم".
وقال المحقّق الهبهاني في إجازته له "استجاز مني العالم العامل والفاضل الكامل المحقّق المدقّق الماهر العارف ذو الذهن الوقّاد والطبع المنقاد".
وقال المحقق القمي "استجاز مني الأخ في الله السيد العالم العامل الفاضل والأفكار المضطلع بمعرفة الأخبار والآثار السيد جواد العاملي أدام الله أفضاله وكثر في الفرقة الناجية أمثاله".
وقال صاحب روضات الجنّات: "كان من فضلاء الأواخر ومتتبعي فقهائهم الأكابر وقد أذعن لكثرة اطلاعه وسعة باعه في الفقهيات أكثر معاصرينا الذين أدركوا فيض صحبته بحيث نقل أن الميرزا أبا القاسم صاحب القوانين كان إذا أراد تشخيص المخالف في مسألة يرجع إليه فيظفر به".

* تحصيله للعلم:
كان عديم النظر في الجدّ في تحصيل العلم فقد أفنى عمره في الدرس والتدريس والتصنيف والتأليف وخدمة الدين في ليله ونهاره وعشيه وإبكاره بحيث لا يكاد يشغله شاغل عن ذلك من مرض أو ضعف، وحتّى في ليالي الأعياد وليالي القدر.
ولما بلغ سن الشيخوخة لم يزدد إلاّ نشاطاً ورغبة في العلم وتحصيله وتدرسيه، فلا ينام من الليل إلاّ القليل وسئل عن أفضل الأعمال في
ليالي القدر فقال:
الإشتغال بطلب العلم باجتماع علماء الإمامية. ويُذكر في بعض مؤلفاته أنه فرغ منها ما بعد منتصف الليل أو في ليلة القدر أو الفطر.
وتحدث ابنته الجليلة القدر والمشهورة بالتقوى والعبادة أنّها ما استيقظت يوماً من الليل إلاّ ووجدته مشتغلاً بالتحصيل. وكان يقول لسبطه الشيخ رضا العاملي: يكفيني من النوم هكذا ويضع رأسه بين ركبتيه وينام ثمّ لا يكاد يلتذّ بالنوم حتّى يستيقظ ويرجع إلى التحصيل.
وكان أجلاّء علماء عصره إذا أشكلت عليهم مسألة سألوه عمّا حقّقه فيها فيقفون عند قوله لعلمهم بغزارة اطلاعه.
وكان يعظّم أساتذته ومشايخه أي تعظيم بما لم يعهد مثله من غيره قديماً وحديثاً. ينسب جميع ما حقّقه في مصنّفاته إلى مشايخه.
جهاده: حاصر الوهابيون النجف الأشرف في أيام السيد قدس سره وقد كانوا حاصروا كربلاء سنة 1215 ودخلوها عنوةً وقتلوا الرجال والأطفال ونهبوا الأموال. وفي سنة 1221 وفي الليلة التاسعة من صفر هجموا على النجف قبل الفجر والناس في غفلة فردهم الله تعالى خائبين.
وفي سنة 1223 هاجم سعود أمير عرب النجف الأشرف بعشرين ألف مقاتل. فخرج أهل النجف ومعهم العلماء إلى السور. فحاصرهم حصاراً شديداً، لكنّهم ثبتوا وقتلوا من جيشه مقتلة عظيمة. وكان السيد جواد قدس سره أول المدافعين، مرابطاً ومقاتلاً ويحثّ ويرغّب على الإقامة على السور للدفاع عن النجف وللقتال ضدّ الأعداء.
وصنّف في ذلك رسالة في وجوب الذبّ عن النجف وأنّها بيضة الإسلام وكان يطوف ليلاً على المحاربين والمقاتلين يحثّهم على الدفاع ويشجعهم عليه. حتّى ردّ الله كيد الأعداء.

* شيوخه وتلامذته:
درس السيد (قه) على السيد أبو الحسن موسى في جبل عامل ثمّ غادر إلى النجف وكربلاء فقرأ على السيد علي الطباطبائي وعلى المحقّق البهبهاني فيها وفي النجف قرأ على السيد محمد مهدي بحر العلوم وعلى الشيخ جعفر بن حضر الجناجي.
وأمّا من تخرّج عنه من الفقهاء وغيرهم، صاحب الجواهر. الشيخ محسن الأعسم، اليد صدر الدين الموسوي العاملي السيد علي الأمين الذي انتهت إليه الرياسة العلمية في جبل عامل.

* مؤلفاته: للسيد جواد قدس سره مؤلفات كثيرة منها:
1- مفتاح الكرامة الذي حاز شهرة عظيمة، وقد قال فيه صاحب أعيان الشيعة قدس سره شعراً:
شرح به تنحل كل عويصة
في حلها قد أعيت الشراحا
كنز الفرائد والفوائد وهو في
ظلم الجهالة بحنيه ضحضاحا
لله آية معجز ظهرت به
فغدت لكلّ كرامة مفتاحا
2- شرح الوافية في الأصول.
3- رسالة في الرد على الإخباريين.
4- حاشية على طهارة المدارك وحاشية على كتاب الدين والرهن من القواعد.
5- رسالة في علم التجويد.
6- رسالة وجوب الذب عن النجف.
7- رسالة في المواسعة والضايقة.
8- منظومة في الرضاع.

* فراسته:
كان قدس سره معروفاً بفراسته الصادقة فمنها تبشيره للشيخ صاحب الجواهر – عندما كان طالباً عند السيد جواد – بأنّه سيكون صاحب المنبر الأعظم في النجف، وقد وصل بالفعل إلى ما تنبّأ به السيد قدس سره ومنها أيضاً تنبؤه بفتنة بين فرقتين معروفتين في النجف. وذلك أنّ بعض السادة القاطنين خارج النجف كانت له أخت، فخطبها رجل فمنعها أخوها من التزويج به. فشكته إلى الشيخ جعفر فأرسل في طلبه جماعة. وأمرهم بإحضاره قهراً إن لم يحضر طوعاً، فنهاه السيد جواد عن ذلك وقال له: إن أحضرته قهراً لتلقحن فتنة لا تنطفئ أبداً. فلم يقبل الشيخ حيث رأى لزوم ذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فلما جاءت الجماعة إلى ذلك الأخ امتنع عليهم فأرادوا إحضاره قهراً فقاتلهم فقتلوه وثارت فتنة من ذلك اليوم إلى وقت احتلّ الإنكليز للعراق.

* أشعاره:
له أشعار جيّدة منها ما كتبه على بعض مجلدات مفتاح الكرامة:
 

ويغني به عن جدّه واجتهاده

كتاب لباغي الفقه أقصى مراده

وخضت كفي دائماً من مداده

كحلت له جفني بميل سهاده

وقال أيضاً:
أتعبت نفسي بهذا الشرح مجتهداً
ما صدّني عنه شيء قلّ أو كثرا
كلّ النهار وكل الليل في شغل
فلا أبالي أطال الليل أم قصرا
فرحمة الله بواسع رحمته وحشره
مع أجداده الطاهرين وجزاه عن الإسلام
والمذهب الحق خير الجزاء.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع