الشيخ أحمد إسماعيل
أقمار الوطن ... لا ... فأنتم أعلى مرتبة من أقمار مسيرة مجبرة على سيرها ومسيرتها. وأنتم من حمل المشاعر الرسالية وارتفعتم بها إلى أرفع المستويات – كيف لا يكون كذلك – والمؤمن أعظم حرمة على الله من الكعبة فكيف بكم أنتم أمام معادلة الأقمار...
فيا أيّها الطيبون المطهّرون سلامنا إليكم – سلام من رأس ماله الفخر بحبك وعشقكم، سلام من لا يملك في قاموس حياته إلاّ الاعتراف بعظيم إنجازاتكم، سلام المفتاق المشتاق إليك يا حجج الله الدامغة، يا صوت الحقّ الهادر، يا صرخة الدم الفوّار وأولياء قاصم الجبّارين.
يا من نشأتم وترعرتم وتربيتم كما ينشأ ويترعرع أي مواطن في ظلّ بيئة العصبيات والجاهليات والرواسب المقيتة، لكنّكم خرقتم تلك الجدر وتخطيتم تلك الحواجز وقفزتم بأرواحكم إلى كربلاء الحسين عليه السلام تنصهرون في بوتقة رسالة سيد الأحرار.
يا من حملتم الراية خفّاقة عالية وشمختم بها تسجّلون أروع أنموذج حضاري يُعلّم الأمم طريق المجد والحرية.
يا مَن لم تروا في أضواء الدنيا لا من أحمرها وأصفرها وأخضرها إلاّ اللون الأحمر الأرجواني هو لون دمائكم كتأشيرة دخول إلى عالم الاستشهاد الحسيني وانتساب إلى معهد سيد الشهداء عليه السلام.
أيّها الأطياب .. نحبكم نحبكم ... نعشقكم ونذوب في عشقكم، نحب صافي واللويزة وتومات نيحا وكل المواقع الجهادية لأنها تذكرنا بكم وبإنجازاتكم، ولن نحب جبلاً أو تلة أو وادياً إذا لم يرمز إليكم، وإذا لم يُشر إلى قدس جهادكم... لن نحب لبنان لقممه المكلّلة بالثلوج ولا لأرزه الشامخ ولا لأنهاره وشطآنه، بل نحبّه لأنّ شهداءنا ممن سبقوكم كانوا المنارات فيه على كلّ درب وفي كلّ زاوية من زواياه.
فسلام عليك أيّها البدر.. البدران ... تيسير بدران شيخاً مجاهداً وقائداً وطالباً للعلم والجهاد وطارقاً أبواب الشهادة يا طارق ..
سلامٌ عليك يا كوكباً ما أقصر عمره حسين قصير وكذا تكون كواكب الأسحار، تريد لأهلك أن يفخروا بشهيدين يسعدا بفرصة الشهادة، أما أنت أيّها القائد محمد هزيمة (أبو صالح) الذي طالما أذقت الصهاينة طعم الهزيمة فكان ردّهم عليك الغدر وهو أسلوب الجبناء، إلاّ أنك فزت بالشهادة وأنت الذي بحثت عنها في كلّ لحظة من أيام حياتك العامرة بالتقوى.
وأنت يا حاج قاسم قعون يا من اتخذت من القاسم بن الحسن عليه السلام قدوة لجهادك، وكان الله في عونك حينما يسّر لك شهادة مباركة مع رفاق دربك، وكانت الملائكة في صبيحة ذاك اليوم تزفكم إلى الجِنَان بعد أن أدّيتم صلاة الصبح بإمامَة الشيخ تيسير، ولسان حال الملائكة يقول لكم: لقد ارتحتم من همّ الدنيا وغمّها، من شقائها وعسرها، فها هي الجنّة تزلف لكم، وها هي الحوريات تزفّ لكم وتستقبلكم. والشهادة تيسّر لكم في تلك البقعة، ويبقى على الأخ جعفر ضاهر ابن جريح المقاومة الذي همس في أذن والده (أبو عاطف) همس الوداع لأبٍ تشرّف بقطع رجله في غارة صهيونية حاقدة، يخبره حكاية الرحيل ويأتم بإمامة شيخ الجماعة لتلك الصلاة الأبدية.
أليست الصلاة هي معرج المؤمن؟ وهل في الدنيا لحظات عروج أفضل وأعظم من تلك الصلاة؟
وعتبي عليكم يا شهداءَنا أنكم لم تخبرونا عن تلك الصلاة الملكوتية قبل حدوثها، فعلى الأقل كنتم تختبرون فينا مزاعم الصدق وروحية الشوق، فتقبل الله منكم الصلاتين.
فهنيئاً لكم ... وسلامٌ عليكم ... ورحمة من لدنه وبركات...