لم تخسر
- مهداة إلى روح الشهيد علي بهيج شمس الدين


أعلي أنت أم ملكٌ أنور؟
أم فتحٌ عادت للتاريخ؟
عليٌ كان في المسجد يقيم الليل ولا يفتر
فالتقوى مل‏ء جعبته طاووس الجنة والمحشر
لا زالت تزفك يحمر بوردٍ وفلٍ وعنبر

أم فجرٌ دك الليل وشعبٌ فك الأغلال وكسر
أبدر قامت أم خيبر؟
يتقدم جيش الفتح لا يخشى الأعداء ولا يُقهر
أراك عدت من الحدود بشهادتك لم تخسر
عهداً لنهجك تمضي لدحر الصهيوني الأمكر
 

فاطمة سليمان فاضل‏
*****

رفاق الجهاد - مهداة إلى روح الشهيدين حسين بهيج ناصر (الحاج أبو أدهم) وعبد اللَّه صوفان (لواء الحسين عليه السلام)

بين الحاج أبي أدهم ولواء محطات ولقاءات متشابهة... بدآ بالجهاد سوياً وعملا معاً... أما لواء فكان المؤمن البشوش والليث في ساحات الوغى، حيث أبصر النور وأرضه محتلة (حانين) فبدأ الجهاد دون كلل أو ملل، وكانت صلاته في آناء الليل تغذي روحهُ التي لم تطق هذا الجسد. كانت آخر رحلة جهاد له في عملية نوعية (في علمان الشومرية) حقق فيها الحُسنيين معاً، فكان النصر بإحضار أسرى ومبادلتهم بمجاهدين، وكانت الشهادة كاسمه لواء الحسين وكما كان يحب أن يكون من دون قبر فواسى الحسين عليه السلام وأما الحاج أبو أدهم فمسيرته الجهادية قديمة منذ بداية المقاومة، فكان من موقع إلى آخر ومن كمين إلى كمين، وكان حديثه على ألسن المجاهدين بجهاده وتواضعه مع الإخوة ومحبته لهم كقدوة، فمن طلوسة إلى بئر كلاب إلى الدبشة إلى... حتى حط رحاله في موقع سجد، الذي طالما سمعت الأرض صوت قدميه عليه، وكان محرم في يوم أبي الفضل العباس: سمع المجلس وبكى وانطلق، وقال: لن أرجع هذه المرة... فكان كالأشوس يقاتل العدو حتى استشهد كالإمام الحسين عليه السلام عطشاناً غريباً. بقي على الثرى ثلاثة أيام، ونثر جسده لتحيا الأرض بدمائه فأزهر الانتصار.
 

أخوكم إ.س‏
*****

وقفة تأمُّل‏


لطالما عشقت تأمل الجبال والشجر والسماء من على شرفتي بعد الغروب، ولكن هذه الليلة أحببت الكتابة فكانت هذه الكلمات... ترانا غارقين في هذه الدنيا، في همومها وضوضائها ولكن ماذا بعد...؟ ينشغل المرء بأهله وتحصيل قوته وبعض جهاد في سبيل اللَّه، ولكن هل لهذه الأشياء فقط خلقنا اللَّه في هذه الدنيا؟! مضى زمن بعيد لم أحس بهذه الفسحة من الزمن الفارغ من الانشغالات الموهومة، ولكن أتراني أسمو إلى سر الوجود وهدفه؟ إن كل ما ننشغل به هو أمر يحبه اللَّه ولكن... هذه الفسحة هي وقفة تأمل... هي البوصلة في زماننا الضائع. وبعد... كم نملك من الإخلاص مع اللَّه... كم نملك من الوقت الذي نخاطب به اللَّه... كم لدينا من الدموع التي تحرق قلوبنا الولهة باللَّه؟ فهلاّ مضينا على درب تحسين نوعية علاقتنا باللَّه، ومدها بالروحانية التي تعتبر سر الحياة والمحرك الرئيسي لها؟

د. بسام طعمة

*****

دنيا الآمال إلى زوال‏

ليست الدنيا سوى سرابٍ وزوال...
فلا تعش متاعاً ولا آمال...
أيام معدودات وعمرٌ قصير...
ثم نحو القبر تشدّ الرّحال...
حينها يقبل منكر ونكير
ليسألاك عن صفحة الأعمال...
فماذا تعدّ جواباً ودليلاً...
وبأية حالٍ ستكون من الأحوال؟

يا مَن أصله ترابٌ حقير
تذكر أنّ فناءكَ ليس خيال...
وأنّ الزاد الصالح والقلب الطاهر...
ينجيانكَ غداً من الأهوال...
ولا تنسَ أنّ في القيامة والحساب...
لا تنفعكَ كثرة الأعمال...
إلا بولايتك لأمير المؤمنين...
وعشقكَ الصادق له وللآل...
 

فاطمة بحسون ملاّح‏
*****

سأظل أكتب‏

إليك كلماتي‏
ولعينيك مناجاتي‏
أيها الملاك الحرّ الرقيق‏
أيها السيل الجارف والطود العتيد
إليك أكتب وسأظل أكتب‏
كيف لا...؟ وأنت من كتبت بدمائك أروع قصص العشق الإلهي‏
ومثّلت بجسدك أقدس ترتيلة صاعدة إلى سماء اللَّه‏
نعم إليك أكتب وسأكتب‏

اللَّه... أفي دنيانا نحن العبيد من كلمات تليق بمقاماتكم؟
وهل أحرف النفس الوضيعة تصعد إلى حيث أنتم؟
إلى حيث أبو عبد اللَّه يرقد بسلام‏
بعد أن أنهكت جسده حوافر الخيول‏
جسداً بلا رأس على رمضاء الطف‏
دفاعاً عن دين اللَّه‏
إلى حيث أبو تراب، إلى حيث باب اللَّه الذي منه يؤتى‏

فماذا ستخط أيها اليراع؟
وكيف سألاقيك أيتها الكلمات؟
لكن سأكتب‏
وبصمت سأكتب أنفاسي الصاعدة بمداد حبكم‏
إليكم أيها الشهداء
 

فاطمة علي خليفة
*****

من مثلُ فاطمة

ولدت فاطمة فأزهرت السماءْ
فسطع النور منوّر الأرجاءْ
في قلب مكة المكرمة
شعّت الأنوار وعمّ الضياءْ
فهلل بيت النبوة وأضاءْ
وسجد شكراً الملائكةُ والأوصياءْ
حضر مولدها أنسيات حوريات‏

هنْ في جنان الخلد أصفياءْ
فغردت الأطيار في الأجواءْ
منشدة أنشودة الفرح والثناءْ
أقبلي إلينا يا بنت المصطفى‏
بك نصبح مع الحق أقوياءْ
فنادت الملائكة مبتهجة
قد ولدت صاحبة الطهر والنقاءْ
وراحت تشيع تسبيحاً نقياً
هدية لسيدة النساءْ

والشمس من نورها احتجبت‏
والقمر خبّأ رأسه في حياءْ
فالزهر بذكرها فاح طيباً
والربيع أزهر ياسميناً ذا بهاءْ
هي السيدة فاطمة الزهراءْ
سيدة نساء الأرض والسماءْ
هي البتول الإنسية الحورية
وهبت للنبي من العلياءْ
فمن مثل فاطمة في الخلق؟

حاملة شرف سيدة النساءْ
إذا قامت تدافع عن الإمام‏
بإعلاء كلمة الحق والإهداءْ
من مثل فاطمة في الخلق؟
شهد تاريخها بالعفة والنقاءْ
فيا سماء رنمي فرحاً
إنني ذكرت فاطمة الزهراءْ...

حسن عبد الرسول النمر