عباس فتوني
|
وَقَفْتُ على الإِمامِ "الخامِنائِي" |
أَصُوغُ الدُّرَّ مِنْ فَيْضِ البَهاءِ |
|
هُوَ العَلَمُ المُبينُ يَشِعُّ عِلْما |
كَما الشَّمْسُ المُضِيئَةُ في السَّماءِ |
|
يَراعَتُهْ مِداد مِنْ كِتابٍ |
تُتَرجِمُ أُمْنِياتِ الأَنبياءِ |
|
وَلِيّ يَقْتَفِي أَثَرَ "الخُمَيْنِي" |
وَيَسْكُنُ في عُيُونِ الأَولِياءِ |
|
"عَلِيّ" صُورةُ "الكَرَّارِ" جَلَّتْ |
بِأَلْوانِ الطَّهارَةِ والنَّقاءِ |
|
تُبايِعُهُ البَرِيَّةُ بِاضْطِرادٍ |
وَيَغْفُو العاشقُونَ على الوَلاءِ |
|
فَرِيد في المَواقِفِ لا يُضاهَى |
تَكَلَّلَ بالصَّلابةِ والإِباءِ |
|
وَيَكْسرُ شَوكَةَ "السَّافاكِ" تَوّاً |
وَيَقْوَى عِندَ أَصنافِ البَلاءِ |
|
إِذا نَزَلَتْ بساحتِهِ الرَّزايا |
تَسَلَّحَ بِالصَّلاةِ وبِالدُّعاءِ |
|
فالامُ الإسارِ لديه سعد |
تَوَسَّمَ أَجْرَها يَومَ الجَزاءِ |
|
أَيا قَبَساً مِنَ الإِسلامِ يَزْهُو |
ويَحْذُو حَذْوَ أَصحابِ الكِساءِ |
|
تُنادِي في خِطابٍ مُسْتَطابٍ |
بِأَقوامِ كأَقمارِ وِضاءِ |
|
يَحُثُّونَ الخُطَى في كُلِّ خَطْبٍ |
بِلا لأْيٍ لِتَلْبِيَةِ النِّداءِ |
|
فَدَيْتُكَ قائِداً فَذَّا مُطاعاً |
تَبَسَّمَ مَبْسِمِي عِنْدَ الفِداءِ |
|
لأَنتَ بِأَعيُنِ الامالِ فَجْر |
و"لِلْمَهْدِيِّ" مِرْاةُ الرَّجاءِ |
|
تَبَدَّى العَزْمُ في "إِيرانَ" عِزّاً |
تَمَخَّضَ مِنْ مَشاهِدَ "كَرْبَلاءِ" |
|
وَهَبَّ على رُبَى "لُبْنانَ" يَشْدُو |
وَيَبْنِي فوَقَها أَسْمَى بِناءِ |
|
يُدَغْدِغُ قُبَّةَ الأَقصَى حَنيناً |
إِلى نَصْبِ البَيارِقِ في العَلاءِ |
|
أَيا رَمْزَ الجِهادِ لَكَمْ تَهاوَى |
على كَفَّيْكَ طَودُ الأَدْعِياءِ |
|
غَدَتْ أَنفاسُكَ الخَضْراء تَسْرِي |
"بِعامِلةَ" فَتَعْبِقُ في الفَضاءِ |
|
وَتُوقِظُ مِنْ سُباتِ القَهْرِ زَهْرا |
يَكادُ يَصُومُ عَنْ عِشْقِ النَّماءِ |
|
فكانَ الصُّبْحُ بُرْكاناً تَلَظَّى |
أَمَادَ مَداهُ عَرْشَ الأَشْقِياءِ |
|
وزَفَّ البِشْرَ "نَصْرُ اللَّهِ" نَصْراً |
وَرَفَّ الأُفْقُ مِنْ خَفْقِ اللِّواءِ |
|
وأَهْدَى الطَّيْرُ في "نَوَّارَ" لَحْناً |
أَلا طُوبَى لِشَلاَّلِ الدِّماءِ |
|
سَلاماً يا غَديراً مِنْ بَيانٍ |
يِرَوِّي العالَمينَ بِعَذْبِ ماءِ |
|
وَفَدْتُ إِلَيْكَ أَرتَشِفُ المَعانِي |
وَاَرصُفُها بِأَوراقِي الظِّماءِ |
|
وأُشْعِلُ مِنْ جَبِينِكَ أَلْفَ حَرْفٍ |
يُناغِي نُورُهُ سِحْرَ الضِّياءِ |
|
فَأَشْمَخُ في مَيادِينِ القَوافِي |
كَجِذْعِ النَّخْلِ مَوْفُورَ الرِّواءِ |
|
سلاماً يَحْمِلُ الأَشْعارَ شَوقاً |
مَعَ الأَنسامِ في غَسَقِ المَساءِ |
|
أَجُولُ حِيالَ ذِكْرِكَ بِابْتِهاجٍ |
أَبُثُّكَ سَيِّدي طِيبَ الثَّناءِ |