رئيس التحرير
في خضمّ حمّى إدعاءات الحرب ضد الإرهاب واشتداد أوارها، وضجيجها وتوزيع الاتهامات بالإرهاب وبدعم الإرهاب على كل من يخرج أو يحاول أن يخرج من دائرة الخضوع للإرادة الأميركية، فيتم إرهابه بشتى أنواع التهديدات العسكرية والعقوبات الاقتصادية...، في خضم هذه المعركة يبرز أحد جوانبها الهامة، بل أهم محاورها وجبهاتها وهي الحرب ضد الدين وبالأخص الدين الإسلامي، باسم الحرب ضد الإرهاب.
لم تُبقِ هذه الحرب ناحية إلا وجهت إليها حممها ونيرانها، ولم تتوقف عند المقدسات كالنبي محمد ا، أو القران الكريم، أو مفاهيم القران الكريم وقوانينه، بل تعدتها حتى وصلت إلى جزئيات الدين والشعائر الدينية، حتى صار اللباس وبالأخص لباس المرأة شعاراً للحرب ضد الإرهاب في بعض البلدان الأوروبية بل حتى الإسلامية، وصار لباس المرأة الإسلامي المسمّى بالحجاب عنواناً للإرهاب، ولا يخفى أن الغاية من ذلك ضرب الإسلام وإسقاطه وإخراجه من المعركة والسيطرة على العالم وفرض سلطة القطب الواحد عليه.
الإسلام لا يوجب على المسلم لباساً معيناً، ولكنه يلزمه بالحشمة والستر لما يسبب السفور من مفاسد خلقية واجتماعية، وعلى هذا الأساس أوجب الحجاب على المرأة. هذه الحملة ضد الحجاب تعطي لستر المرأة (الحجاب) معنىً يجعله سلاحاً ويدخله في صميم المواجهة، ويوجب على الأخوات المؤمنات التمسك بسترهن وحجابهن، ليشاركن في الجهاد لحفظ الإسلام، لأن الحجاب من المسلَّمات الإسلامية التي لا يقبل اللَّه التخلي عنها ؟