أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أصدقاء تحت الاختبار

تحقيق: منال ضاهر

 



"إنه من أعز أصدقائي" أو "صديقي من الروح إلى الروح". هكذا قد يصف لك شخص قصة الصداقة التي تربطه بآخر في أوج زهوها وتألقها، لكن قد يحصل في بعض الأحيان أن تنقلب حال الصداقة هذه إلى الفرقة والعداوة والبغضاء. هنا قصص تمثل بعض العينات التي قطفناها من ذاكرة أصحابها الذين عايشوا أشخاصاً ظنوا أنهم لهم أصدقاء، ليفاجأوا بعد حين بخيانتهم وخداعهم المتواري تحت مسمى الصداقة، التي أفرغوها من أجمل المعاني التي تكتنفها في طياتها كالصدق والأمانة والوفاء. وبعد عرض هذه القصص ستكون هناك وقفة مع الرأي الديني والتربوي للتطرق إلى مفهوم الصداقة الحقيقية وتسليط الضوء على ركائز الصداقة ومستلزماتها.

* طعنة الصديق تدمي القلب‏
"طعنة الصديق تدمي القلب"، كلمات ترددها هدى (28 عاماً) ببسمة حزينة تعلو شفتيها: "دفعت ثمن اختيار صديقة سوء مشيت معها وكنت جنباً إلى جنب معها في السراء والضراء..." لقد: "اتُهمت بسرقة محفظة إحدى زميلاتي في العمل، واكتشفت لاحقاً أن صديقتي سهيلة (29 عاماً) كانت من أخذ المحفظة واتهمتني بسرقتها...، فخسرت عملي بسبب اتهامها الكاذب وغدرها اللامحدود...".

* صديقة تخطف الأمانة
أما فاطمة (38 عاماً) فتروي قصتها بحسرة؛ تعود بذاكرتها إلى الوراء لعشر سنين مضت... فاختطاف صديقتها سلمى (35 عاماً) لابنتها سارة (3 سنوات) من بين أحضانها "قَلَب موازين حياتها"، بحسب تعبيرها. تتنهد فاطمة وتقول: "كانت لي صديقة اسمها سلمى قايضت على بيع ابنتي لعائلة قبرصية"... تجهش بالبكاء وتتنفس بصعوبة: "لم تراعِ سلمى حق الصداقة والأخوة التي ربطتني بها... خذلتني وضربت عرض الحائط بقيم ومبادئ الأمانة والصدق والوفاء...

* الصداقة والمال‏
يلعن أحمد (45 عاماً) الساعة التي تعرف فيها على فؤاد (37 عاماً) ويقول: "سافرت إلى كندا وعملت من الفجر إلى الليل... مدة طويلة قاربت 12 عاماً... وذات يوم تلقيت اتصالاً من فؤاد يخبرني فيه أن المؤسسة التي يعمل فيها قد أفلست... وراح يقنعني أن أرسل له مبلغاً من المال يؤسس لي فيه مؤسسة تعنى بإنتاج الأعلاف الحيوانية...". ويضحك أحمد: "طاوعته وأرسلت له مبلغاً ضخماً والنتيجة أن المال الذي أرسلته طار به فؤاد إلى سويسرا...". ويحدق أحمد ملياً ويقول: "إن خيانة الصديق أشد إيلاماً على النفس من خيانة العدو...". أما أسعد (45 عاماً) فيرى في جميل نموذجاً للخيانة وسوء الأمانة ويحكي قصته بشي‏ء من الاستهزاء والسخرية ويقول: "بعث جميل (40 عاماً) إليَّ بخبر مفاده أن في القرية أرضاً زراعية خصبة اضطر أصحابها لبيعها وبسعر مغرٍ جداً..." ويبتسم أسعد: "من سذاجتي أرسلت المال لجميل بعد 3 أيام لشراء الأرض "الخضراء ذات الصفات المميزة..." فاكتشفت بعد عام من عملية الشراء أي بعد وفاة جميل أن الأرض مسجلة باسم ابنه..." وما يضحكني أن أهل قريتي يمازحونني بالقول: "جميل ورّث إبنه من جيب أسعد...".

* خطب حبيبة صديقه‏
إختار كمال (35 عاماً) سوسن وأحبها ولما ذهب ليخطبها وجد سميراً (32 عاماً) أحد أصدقائه قد سبقه لخطبتها من والديها، يبتسم كمال قائلاً: "الطعنة كانت في الصميم فلا سوسن (27 عاماً) بقيت على حبها لي ولا سمير كان مثالاً يحتذى في الحفاظ على من أحببتها وأردتها زوجة لي...". يرى كمال أن سميراً تخطى "كل الأعراف والتقاليد وتجرأ على قلب الحقائق وأقنع سوسن وأهلها أن سلوكي لا يناسب البيوت الكريمة... وكأن ما قام به يناسب صفات رجل يعوَّل عليه في الشدائد والمصائب... لا يسعني إلا القول: حسبي اللَّه ونعم الوكيل، وأنا عليّ أن أتعلم اختيار الصديق الصدوق...".

* تلاعب بوصية أبي‏
"غيَّر عمار صديق أبي (60 عاماً) وصية أبي وخان أمانته" تقول نجود (25 عاماً) "وتلاعب بالاتفاق مع محامي والدي في مضمون الوصية مقابل أخذه مبلغاً اتفقا عليه؛ فالوصية تغيرت وبُدلت" وتكمل نجود "تفاجأ الجميع بمضمون الوصية، والتي نصت على أن كل ما يملك أبي تنازل عنه لصالح عمار بسبب ديَن قديم لم يُرد أبي البوح به حتى لا نشعر بالانزعاج وتتغير حياتنا إلى أسوء...".

* خيانة الوصية
"كان وصياً على أولادي فسرقنا..." تقول خديجة (49 عاماً) "دخل سليم بيتنا وخرب كل شي‏ء، وراح يفرض أموراً غريبة، ولما وقفت بوجهه سارع ليقول: زوجك وضعني وصياً عليك وعلى أطفالك... وكان شرطه الوحيد أن أبقى وصيه حتى يبلغوا السن القانونية كما وأوصاني بالزواج منك، فرفضت. وهنا وقعت الكارثة: فرفضي الزواج منه عجل بسرقة كل ما تبقى من جنى عمر زوجي... وبموجب توكيل عام تنازل بنفسه لنفسه عن أراضٍ وأملاكٍ وعقارات...".

* خان العشرة
"دخل بيت صديقه فخانه" هكذا ينقل عماد (40 عاماً) قصته:"اتصلت بي زوجتي وطلبت حضوري على الفور إلى المنزل لأن صديقي عصاماً (43 عاماً) حاول الاعتداء على ابنتي (15 عاماً)"... ويكمل عماد: "ائتمنته على بيتي ووثقت به واعتبرته أباً لابنتي كما اعتبر ابنته ابنتي، لكنه لم يحفظني وخان "العشرة" بفعلته... تخطى حدود اللَّه وحدود العرف وأساء حفظ الأمانة...".

* الصديق من صدقك‏
أما نجاة (26 عاماً) فتتحدث بألم عن خسارة متجرها وتقول: "جئت بصديقتي إلى المتجر حتى تساعدني وكان المال ينقص باستمرار، فلم أسأل أحداً حتى لا تنزعج سلام (23 عاماً) من الشك فيها أو من أن أضعها موضع الاتهام..." وراقبتْها واكتشفتْ "أنها من تقوم بسرقة الجزء الأكبر من الغلة كل ليلة...". وتقول نجاة: "تلقنت درساً سيبقى معي حتى آخر لحظة في عمري، وهو أن الصديق من صدقك لا من خانك وفضّل طمعه عليك".

* سري... عند صديقتي‏
"أفشت سري وهي تبتسم" تقول لَمَا (23 عاماً) "تزوجتُ سراً من إنسان أحببته دون علم أحد وأخبرت سعاداً (25 عاماً) بأن أحمد (30 عاماً) زوجي وعندما "يحين الوقت سيعلم الجميع بذلك"... تجحظ عينا لما وتميل برأسها: "ما إن وصلتُ إلى المنزل حتى كانت عائلتي بانتظاري، لأن سعاداً أخبرت الجميع أني تزوجت وباحت بسرٍّ عمره سنة ونصف بأقل من ساعة. ما يؤلمني أن عائلتي تخلت عني؛ وكانت سعاد سبباً مباشراً في ذلك... فهي لم تخبر الحقيقة لوالديّ وإنما اختلقت رواية أن زواجي جرى بعد أن حصل ما حصل مع أحمد فاضطر إلى الزواج بي...".

* باعني للمخدرات‏
"باعني للمخدرات" يقول بسام (25 عاماً) "فسالم كان صديقي في الجامعة وكنت على وشك التخرج... إلا أن تخرجي من الجامعة تأجل بسبب سالم (22 عاماً) الذي كنت أدرس معه في منزلنا، والذي حاول أن يدس لي المخدر دون علمي وأراد أن يغرقني في المستنقع الذي كان هو قد أغرق نفسه فيه".وتساءل بسام عن حق الصديق معتبراً أن أول حقوقه: "الحفاظ على صديقه، وعدم الإساءة إليه، وحفظه في حضوره وغيبته، وإبعاده عن الأذية لا أن يرميه في البلية".

 الكل يجمع على أن الخيانة علة اجتماعية مطلوب نبذها، والكل يدرك مخاطرها المادية والمعنوية على المجتمع باختلاف شرائحه، ولكن يبقى التأكيد على ضرورة أن يرتكز بناء الصداقة على الأسس اللازمة حتى لا تقع في مستنقع الخيانة والغدر والاستغلال.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع