الشاعر محمد قدسي العاملي
|
وَشَعْشَعَ الفَجْرُ لونُ الحبِّ قد بانا |
فَسَمَّرَ الرّوحَ وَلْهى تنتشي شانا |
|
والوَصْلُ أَثْلَجَ صَدْرَ العِشْقُ مُغْتَبِطاً |
بالهمسِ بالآهِ بالإضواعِ تِحنانا |
|
ما عادت العينُ ثكلى والجفونُ قَذَىً |
والصّوتُ يُقْهَرُ والإرهابُ أعيانا |
|
ما عادَتِ الرُّوحُ والسَّجَّانُ يجْلِدُهَا |
كلاّ ولا القلبُ مَكسوراً وحَيرانا |
|
والبسْمةُ الصّفوُ عادَتْ والثّغورُ تَلَتْ |
وُدّاً، تهانٍ وتقديساً وُقرآنا |
|
تلكَ البيادِرُ أضنى خيرها ضَرَرٌ |
قد فَتَّحَتْ راحَها للحُبِّ بُسْتانا |
|
تَنَفسَّتْ فالأيادي السُّودُ قَدْ قُطِعَتْ |
والشَّرُّ أعْمَتْهُ رِيحُ الخيرِ ثكلانا |
|
فالأرضُ عَادَت صَدَى التّحرير يُطْرِبُها |
والأرضُ جَذلى تُبَاهي البدْرَ وَسْنانا |
|
فليهْنَئِ الترُّبُ والأبطالُ تُنْقِذُهُ |
مِنَ الظّلامِ إلى الأنوارِ لهفانا |
|
يا أَرْضَ عامِلةَ الشّمّاءِ جئناكِ |
كي نَلْثُمَ الفيضَ تُرْبَ الأرضِ وَلهانا |
|
كيما نراكِ على الأزمانِ شَامخةً |
تَفدِينَ مِنْ حَنَقِ اللظى مَيدانا |
|
كيما نَراكِ على العدوانِ عَاصيةً |
تأتينَ مَوْسِمَ نارٍ ذَلَّ طُغيانا |
|
رجالُك الغُرُّ قدْ جادوا وما بخلوا |
بالرْوحِ بالدَمِّ بالأجسادِ إيمانا |
|
أَعطوكِ مِنْ وَجَعِ الأكبادُ مُنْطَلَقَاً |
مِنَ الفؤادِ جُسوراً هَدَّ أَحزانا |
|
أعطوكِ ما فتئوا حُبّاً بأضْلُعِهِمْ |
وَردَاً وغاراً وقندولاً وريحانا |
|
كانوا لهيباً على الأعداءِ مُضْطَرِماً |
رُعباً وطيفَ لظى يَفْري بأَعْدانا |
|
كانوا دَماراً على الأنذالِ يَسْحَقُهُمْ |
ووجهَ موتٍ على الغازينَ غَضْبانا |
|
كانوا حتوفاً سقى الأوغادَ شُرْبَتَهُ |
عاراً يُكَحِّلُ للمُحْتَلِّ أَجفانا |
|
كانوا اشتعالاً تذيبُ الصّخرَ غُرّتُهُ |
كانوا عذاباً على صهيونَ مطعانا |
|
سلي الدّماءَ سلي الجراحات عاملةً |
كَمْ مرَّةٍ أثْبَتُوا للحقّ إعلانا |
|
تلك القلاعُ تهاوتْ عند غَضْبَتِهِمْ |
سُجْدٌ عَرَمْتَى، سلي إنْ شِئْتِ رَيحانا |
|
بِسْري وَدَبْشَةُ والرّادارُ يُنْبِئُهُمْ |
وبيتُ ياحونَ والسّوداءُ خْسْرانا |
|
كُلُّ المواقِع قدْ داستها أَرْجُلُهُمْ |
كُلُّ الرّؤوسِ هَوَتْ بَتْلاً وإذعانا |
|
إنَّ المقاومَةَ العَصْمَاءَ مُعْجِزَةٌ |
إسلامُها خِنْجَرٌ قد حَزّ أضعانا |
|
فَغَرّدَ النّصْرُ مَزْهوّاً بقامَتِهِمْ |
يُسْدي التّحايا إلى الأبطالِ عِرْفانا |
|
قدْ قادَ موكِبَهُ الفوّاحَ رُكْنُ هُدَىً |
واستلَّ وهْجَهُ إصْراراً وإتقانا |
|
إنْ تَسْأَلِ اليومَ مَنْ صُنَّاعُ عِزَّتِنا |
تجُيبُكَ الأرضُ والأحرارُ وُجْدانا |
|
قَدْ حَرَّرَ الأَرْضَ حزبُ اللَّهِ مُنْتَصراً |
فليسْجُدِ الكونُ حزبُ اللَّهِ أعلانا |