محمود علي كريّم
إلى الإمام الخميني المقدَّس في ذكرى رحيله المفجع:
|
للحُزْنِ قامتْ والعزَاءْ |
تبكيه سابحةُ الفضاءْ |
|
ومشت إلى حيث الهوى |
بالبرق يُعلم لا النداءْ |
|
أرضٌ حَوَتْ ما أمّلتْ |
أممُ الكرامة والإباءْ |
|
حضنته جثماناً له |
روحٌ تعودت الفناءْ |
|
فبكت له أسفاً وقد |
نصبَ المليكُ له العزاءْ |
|
وهفت إلى جثمانه |
كالسيل أفئدة الولاءْ |
|
وتعفرت بمقامه |
عين تغض من الحياءْ |
|
وقد احتوته عقولنا |
نهجاً وفكراً وانتماءْ |
|
فلكلِّ يومٍ طفُّه |
وبكل أرض كربلاءْ |
|
روح الإله قصيدة |
نظمت بنهج أبي الإباءْ |
|
سمّيتُ قرن زمانه |
قرن الرسالة والضياءْ |
|
أحيا الديانة حيث لا |
ترجى الحياة ولا الشفاءْ |
|
وأعاد ذكر محمدٍ |
في الخافقين على الملاءْ |
|
وأزال كل براقع الـ |
أعداء وانكشف الغطاءْ |
|
وسبى طواغيت الفساد |
ومن تسربل بالوفاءْ |
|
وأذلّ إسرائيل لم |
يخفِ الحِصَارَ ولا الجَفاءْ |
|
وأطلَّ هدياً في صحا |
رى العجز فابتذر العطاءْ |
|
وغدت ربوع ولاته |
بالحق رافعة اللواءْ |
|
فعزاؤنا ثمر الجنى |
أممٌ تحلِّقُ للسماءْ |
|
وبإسمِ حيدرَ حين يهـ |
ـتف باسمه دون اتقاءْ |
|
وبأمة للنصر سارت |
لم تهب أمم البغاءْ |
|
وتكلمت بفم الدماء |
العارجات إلى اللقاءْ |
|
ومقاومٌ ما بين عينيه |
ارتسَمْتَ كما الولاءْ |
|
فإذا تقحّم بالعدى |
دَفَنَ التنعم والرخَاءْ |
|
وأطلَّ مِنْ خلفِ التلالِ |
وفيكَ قد رخَصَ الدِماءْ |
|
يكفي الزمانَ كرامةً |
ولمن يؤرخ للبقاءْ |
|
أن الخمينيَّ العظيمَ |
به انطوى وبه استضاءْ |