الشاعر يوسف سرور
|
دعْ عنكَ نذلاً شِمرُهُ ربَّاهُ |
ويزيدَ قومٍ جرمُهُ لبَّاهُ |
|
واذكُر شهيداً صاح في عليائِهِ: |
أقسمتُ أبذلُ مهجتي ربَّاهُ |
|
لأَهلَّ معْ قَمر النبيِّ محمَّدٍ |
وأحلَّ من موسى مقامَ فتاهُ |
|
وأسلَّ سيفيَ معْ عليٍّ ضِدَّ مَنْ |
حجبوا الضياء عن العيون، فتاهوا |
|
وأردَّ مع حسنٍ لجعدةَ سُمَّهَا |
وأرى معاويةً تُشلُّ يداهُ |
|
قد خانه مكراً عُبيدُ اللَّه(1) إِذْ |
غرَّتهُ أموالُ الهوى، والجاهُ |
|
وحسينُ قد نهشتهُ في رَمْضِ الفلا |
ذئبانُ غابٍ فاختلى بِدماهُ |
|
ومضى ينادي بالملا في كربلا: |
يا قومُ هل من ناصرٍ مولاهُ |
|
أتُحوقِلُونَ(2)، وتقتلون إمامكم! |
من كان يحفظ دينكم لولاهُ |
|
وتُحملِقون، وتشتمون نبيَّكُمْ! |
من ركَّز الدين الحنيف سواهُ |
|
وتحدّقون، وتذبحونَ خِياركم! |
وتحافظون على يزيدَ كمَا هُو |
|
أوَمَا علمتم أنَّ مع درب الفِدا |
فُرسانَ رب العالمين تَمَاهُوا |
|
سِفْرُ(3) الشهادة والتفاني خَطَّهُ |
ربُّ الخلائقِ، والحسينُ تلاهُ(4) |
|
أَكْرِمْ بحزب اللَّه أنبلَ فِتيةٍ |
أبقتْ لبنيان الإِبا يُمنَاهُ |
|
أخيارُ حزب اللَّه هم شُهداؤُهُ |
طوبى لحزبٍ رمزُهُ شُهداهُ |
|
فانزل بساحتهم وحَيٍّ نضالهم |
وزُرِ الشهيد وصلِّ فوق ثراهُ |
|
واهْدِ السلام لأحمدٍ(5) ولراغبٍ |
واقصدْ ذُرى عبَّاسَ في علياهُ |
|
وانقل لعبدِ اللَّهِ(6) خالصَ حبِّنا |
وانظرْ لإبراهيمَ(7) وابغِ رِضَاهُ |
|
بلِّغْ أبا ذرٍّ بأنَّ رجالهُ |
قد حرَّرُوا الأرض التي تهواهُ |
|
وابعث تحايانا لأورعِ هيثمٍ(8) |
وادعُ الملاكَ(9) محلّقاً بِسَمَاهُ |
|
وارفع تهانينا لأصدق أسعدٍ(10) |
ولأشمرٍ(11) إمَّا لمحتَ ضياهُ |
|
وارمُقْ صفيَّ الدين(12)، واغبطْ كلَّ مَنْ |
رفعَ الإلهُ لهُ أساسَ بِنَاهُ |
|
عهداً لصيحات الحسين بكربلا |
عهداً لحامل سيفه ولوَاهُ |
|
عهداً لمن في الغَاضِرِيَّةِ قد سَمَا |
ولمن بحزب اللَّه نالَ مُنَاهُ |
|
سنسير في درب الشهادة والفدا |
لنُعيدَ للمجدِ الأَثِيلِ سَنَاهُ |
|
سنجاهدُ الكفار في سوح الوغى |
نفدِي بأنفُسنَا... ليرضى اللَّهُ |