الشمسُ مشرقةٌ أمِ الزهراءُ

من ذكرها قد شعّتِ الأضواءُ

ذِكراكِ يا بنتَ النبيّ منارةٌ

فيها تلاقى النورُ والإيحاءُ

فالكونُ مؤتلقُ الجبينِ كأنما

فيهِ تبسّمَ وجهُكِ الوضّاءُ

زهراءُ أنتِ لدى المجرَّةِ هالةٌ

لولا سناها أرضُنا ظلماءُ

بلْ أنتِ معجزةُ السّماء لدى الورى

لولاكِ ما بلغ الرقيَّ نساءُ

ذكراكِ زفّتْها ملائكةُ السما

فتعطّرت بأريجكِ الأجواءُ

زهراءُ يا بنتَ الرسالة والهدى

كلُّ الأنام اليومَ همْ سُعَدَاءُ

أعطاكِ ربُّكِ بالشهادةِ مرتبةً

لا الدّهر يبلغها ولا العظماءُ

يكفيكِ أنك في التقى من خمسَةٍ

قد ضمّهم تحت الكساءِ ولاءُ

هذا الكساءُ الهاشميُّ بنورهِ

ما مِثلهُ في العالمين كساءُ

ماذا أقولُ بيومِ ذكراكِ التي

فيها الأئمةُ كلّهم شهداءُ

أنا لا أصدِّق أنّ مثلك في النِّسا

قد أنجبتْ في أرضنا حوّاءُ

أبناؤكِ الحسنُ والحسينُ وزينبٌ

وعليُّ بعلك والسماءُ رجاءُ

باللهِ يا بنتَ المكارِم مَن لها

هذا العليُّ وهكذا أبناءُ

يا خيرَ مدرسةٍ ببيتِ محمدٍ

حَلمتْ بخمس عطائها الجَوْزاءُ

ماذا يقولُ الشعرُ في ذكراكِ يا

إشعاعَ وحيٍ زيَّنته دماءُ

ما زال ضلعُكِ وهو مكسورُ الحشا

تبكي عليهِ الآيةُ السمحاءُ

سيظلُّ هذا الضّلعُ في كبد السما

شمساً بها تتفاخرُ العلياءُ

مهما تسامى الشعرُ فيكِ تألُّقاً

فأمام مجدكِ ينحني الشعراءُ

زهراءُ يا بنتَ الحبيبِ المصطفى

من نورِ اسمك تُشرق الأسماءُ

ذكراكِ ذكرى الافتخارِ بأمةٍ

شهدتْ لها الآفاقُ والأرجاءُ

ذكراكِ شَلّالُ الكرامةِ والهدى

وقلوبُنا عطشى وكفّك ماءُ

لولاكِ لم تُخلَقْ لنا الدنيا ولم

تنعَمْ بطلّةِ شمسِها البَطحاءُ

زهراءُ للإسلامِ أنت فخَارُهُ

ورصيدهُ أبناؤك الشرفاءُ

فلأنتِ نورُ الله بعد المصطفى

بلْ أنتِ والنّبَأُ العظيم سواءُ

لو لم تكوني للهدايةِ شمسَها

ما فضّلتكِ على النساءِ سماءُ

ذكراكِ للمستضَعفينَ مواسمُ

تزهو بها الآياتُ والآلاءُ

رُدّي على المستضعفينَ فها هُمُ

وفَدوا إليكِ كأنهم أُمراءُ

وفَدَ الذين توحَّدوا بكتابهم

وقلوبُهم لدم الحسينِ فداءُ

وفدَ الكرامُ إلى رحابكِ إخوةً

فزها بهم في مُقلتيكِ لقاءُ

الشعبُ في ذكراكِ يهتف قائلاً

ومردّداً لبيّك يا زهراءُ

لبيكِ يا بنتَ النبيِّ المصطفى

منكِ القرارُ وكلُّنا أُمناءُ

زهراءُ يا خيرَ النساء على المدى

يا مَن بذكركِ يأنس الضُّعفاءُ

ما أنتِ للأجيال إلا ثورةٌ

بصمودها يتحررُ الفقراءُ