نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

شباب: مشكلتي: أنني أحبّ المثاليّة

ديما جمعة فوّاز


السلام عليكم، اسمي فدى، عمري 18 عاماً. أنا الصغيرة في عائلة مؤلّفة من ثلاثة إخوة شباب. مشكلتي أنّني أحبّ المثاليّة وأبحث عنها في هذا المجتمع ولا أجدها!

أتمنى لو أنّ والديّ أكثر هدوءاً وحكمةً في مقاربة مشاكلِ حياتنا. أطلب من إخوتي الشباب أن يكونوا أكثر حناناً في تعاملهم معي، وفي معالجتهم لمشاكلهم. ليس سعيي للعثور على المثاليّة مقتصراً على المنزل، بل في المدرسة أيضاً ومع صديقاتي، ولكن عبثاً، لا أراها!

يعتبر الأقارب أنّني طيّبة القلب، أتأذّى بسرعة من الكلام. أنا أعتبر أنّ حلمي في العثور على المثاليّة يتحطّم دوماً مع كلّ تجربة جديدة، وفي جميع علاقاتي الاجتماعية. فالناس تبرع في اختيار مختلف أنواع الأقنعة، لتخفي حقيقة مكنونات نفسها. ولعلّني ساهمت في زيادة هذه المشكلة، حين بدأت أقرأ الكثير من الأشعار والكتب الفلسفيّة، التي تتحدّث عن المجتمع الفاضل. وكم نحن بعيدون عنه!

هل تعتقدون فعلاً أنّ السعي نحو المثاليّة سيزيدني حزناً، أو أنني سأتمكّن من تغيير المجتمع، وأن أوقد شمعةً بدلاً من أن ألعن الظلام؟!

الصديقة فدى، شكراً لثقتك بنا، ونتمنّى أن نتمكّن من مساعدتك بعد اطِّلاعك على النقاط التالية:
1- من الجميل أن تكوني فتاة تسعى نحو المثاليّة في علاقتها بالآخرين وفي تعاطيها مع الناس.. ولكن يا عزيزتي، هل حاولتِ يوماً أن تعرفي ما هي المثاليّة التي تطمحين إليها؟ هل هي الخير المطلق من الآخرين؟ أو التضحية دون مقابل؟ أو الصدق والأمانة والتعاون؟ "المثاليّة" مصطلحٌ فضفاضٌ وشفّافٌ، يحتمل الكثير من المعاني المختلفة والجميلة.. وعليك أن تحدّدي المطلوب.

2- أما السؤال الثاني، فهل حاولتِ أن تتحلّي أنت بهذه المثالية التي تسعَيْنَ لها؟ هل تتمتّعين بالهدوء أو الحِكمة كما تطلبين من والدَيك؟ هل تغدقين حناناً عل إخوتك وتسامحينهم على أخطائهم؟

3- نحن دوماً نمضي حياتنا في البحث عن المعاني الجميلة في عيون مَن حولنا، وننسى أننا انعكاسٌ لتلك الأحاسيس في حال تمتّعنا بها. فلتفيضي أنتِ الخير، ولا تتوقّعي من الآخرين، سوى ما يستطيعون أن يقدّموا لك.

4- تأكّدي أنّ مَن حولك يفهم الحياة بطريقة مختلفة. ولكن جميعهم يتمنّى الخير بنسب مختلفة، ويتوق لتلك المثاليّة بطريقته الخاصّة.

5- لذلك يشجّعنا الدين الإسلامي على التزيّن بالأخلاق الحسنة، وستشبعين نهمك للمثاليّة إذا طالعتِ السيرة النبويّة الشريفة، لتجدي أنّ الكمال تحقّق بشخص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وذريّته عليهم السلام.

6- وأخيراً تذكري، إنّ ذاك المجتمع الفاضل الذي تتمنّين أن تعيشي فيه لن يتحقّق سوى في دولة صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف فلتكوني من جنوده الذين يهيّئون له مقدّمات الظهور.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع