لستُ شيعيّاً وأحبُّ السيّد مرقد السيّد: ملاذُ القلوب في لبنان إحسان عطايا: السيّد في وجدان فلسطين سيّد شهداء الأمّة: طالبُ علم من النجف حتّى الشهادة الشيخ جابر: شهيدنا الأســمى كـان سيّد القوم وخادمهم السيّد الحيدريّ: ارتباطي بالسيّد نصر الله ولائيّ وفقهيّ مع الإمام الخامنئي | أوّل دروس النبيّ : بنــاء الأمّــة* نور روح الله | تمسّكـوا بالوحدة الإسلاميّة* أخلاقنا | سوء الظنّ باللّه جحود* فقه الولي | من أحكام مهنة الطبّ

شباب: "قد يحدث معك!"


ديما جمعة فوّاز


لم تكن تكتكات ساعة الحائط في غرفة الجلوس كافية ليشعر محمود بمرور الوقت. كما لم يكن صوت والدته التي تدعوه إلى النوم كفيلاً بتحريكه عن الأريكة. حتّى انقطاع الكهرباء الساعة الثانية عشر ليلاً، لم يُخرجه من عالمه الافتراضيّ. كان مستغرقاً في نقاش مع شاب أوروبيّ من أصل لبنانيّ في مثل عمره، اسمه "حسن"، وهو من قرية قريبة من مسقط رأس "محمود". أتى "حسن" في زيارة إلى لبنان وأحبّ أجواء التديّن التي يفتقدها في بلاده، وقرّر أن يلتزم بالصلاة ويواظب على الأذكار بعد سفره ولكنّه يواجه مشاكل عدّة وقد وجد في "محمود" مصدر ثقة وأحبّ أن يخصّه دون سواه بمشاركته مجمل همومه المحليّة والعالميّة!


و"محمود"، بطبعه، يعشق مساعدة الرفاق، فكيف يبخل على صديق فايسبوكيّ التزم حديثاً بنصائح ومعلومات؟!

من مجمل ما يعانيه "حسن" صعوبة التنقّل في المدينة، وبالتحديد بعد تشديد الإجراءات الأمنيّة مؤخّراً، كما يعاني من قلّة الأصدقاء الأوفياء ولا يعرف أين يمكن أن يجد شباباً مؤمنين ويؤيّدون الخط الجهاديّ ليتعرّف إليهم، وحين أشاد بعمق معلومات محمود الدينيّة، صارحه الأخير أنّها ثمرة الدروس التي يتلقّاها من قائده الكشفيّ، الأخ باقر.

و"محمود"، الكريم والمحبّ بطبعه، ساعد صديقه بإعطائه معلومات عن طرق ومفارق تسهّل تحرّكه في ضواحي المدينة وتوفّر عليه التوقّف لساعات عند الحواجز الأمنيّة، كما أسرّ له عن بعض الأماكن التي يجتمع فيها الرفاق الطيّبون، وتكرّم على الشاب الملتزم حديثاً برقم هاتف الحاج "باقر" ووعده أن يسأل في اليوم التالي عن عنوان سكنه في حال أراد زيارته قبل سفره.

تسلّل "محمود" إلى سريره تلك الليلة مع ساعات الفجر الأولى وهو وَجل لكثرة ما مدَحه رفيقه الافتراضيّ ولشدّة ما شكره على مشاركته خبرته في الحياة والدين والمنطقة.

مهلاً..

لم يعرف "محمود" أنّ "حسن" كان يتحدّث في تلك الليلة مع 5 شبان آخرين، جميعهم يملكون الاندفاع غير المدروس. لم يدرك "محمود" أنّ "حسن" رجلٌ في الخامسة والأربعين من عمره، اسمه الحقيقيّ "مسعود"، وهو عميل إسرائيليّ، مدرّب على كيفيّة استنطاق الشباب وأخذ المعلومات منهم.

صلّى "محمود" الفجر، ورمق صورة خاله الذي استشهد قبل أعوام في حرب تموز، وارتمى تحت لحافه الدافئ بعد أن كشف، بقلّة إدراكه لمخاطر ذاك العالم الافتراضيّ، العديد من الأسرار مهما كانت بسيطة بالنسبة إليه ولكنّها كنز للعدوّ.. فاحذروا!
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع