مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

هل نحن في آخر الزمان؟!

تحقيق: نانسي عمر

ماذا سيحدث في آخر الزمان؟

هو سؤال يشغل حيّزاً كبيراً من تفكيرنا. ولأنّه أحد علامات الاستفهام الكبيرة في زمننا، بات مادّة غنيّة للمتديّنين لفهم تكيّفهم في زمن "فتن آخر الزمان"، ومادة استثمار واستغلال الدجّالين والمتوقّعين.

فكيف نتعامل مع قضية غامضة تحتاج بصيرةً ووعياً؟ وهل يتأثّر بها سلوكنا؟

يُسجّل التاريخ أحداثاً يوميّة نهتمّ ببعضها ونغفل عن أهميّة بعضها الآخر. فمن الأحداث ما يجعل الإنسان يخاف من المستقبل الآتي، ويحسب له ألف حساب، حتّى صرنا نسمع عبارة تُردَّد على كلّ لسان: لقد أصبحنا في آخر الزمان.. ويُقصد منها تلك الفترة التي يتحقّق فيها عدد كبير من العلامات التي يذكرها المؤرِّخون نقلاً عن روايات وأحاديث منسوبة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، ومع تحقّق هذه العلامات يحين وقت ظهور إمام الزمان المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف.

*ما هو آخر الزمان؟

يقول عليّ (20 عاماً): "أعرف عن آخر الزمان أنّ فيه سيظهر الأعور الدجّال وستحدث حرب عالميّة كبيرة يموت فيها الملايين من البشر، وسيتمّ أيضاً في آخر الزمان تحرير القدس". ويكمل: "لست ممّن يخاف من آخر الزمان، بل أنتظره وأستعدّ له عبر القيام بواجباتي الدينيّة وبعض المستحبّات".

وتعتبر غدير (أمّ لولدين) أنّ من علامات آخر الزمان تشبُّه النساء بالرجال والعكس، وهو ما نراه واضحاً اليوم في تصرّفات ولباس وسلوك الكثير من النساء والرجال.

وتعتبر خديجة (27 عاماً) أنَّ هناك علامات تحصل قبل ظهور الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف بفترات طويلة، وأخرى مرتبطة بالظهور ولا يتمّ الظهور إلّا بتحقّقها، كخسف البيداء والصيحة في السماء.

ويرى محمد (15عاماً) أنَّ: "فكرة آخر الزمان مخيفة لأنّ فيه علامات مثل شروق الشمس من المغرب وغروبها من المشرق وفيه يعمّ الفساد في الدنيا".

أمّا زهراء (25 عاماً) فتقول: "إنّ الله تعالى وحده هو من يعرف ويحدّد متى تقوم الساعة وتنتهي الحياة البشريّة". وهذا ما تستفيده زهراء من التوجيه الدينيّ. فيما يعتبر إيهاب (35 عاماً - صاحب محل لبيع الأفلام) أنَّ انجذاب الناس لمعرفة أحداث آخر الزمان، دفعهم لتصديق الأفلام الغربية التي تتحدّث عن ذلك: "أذكر أنَّ شخصاً شاهد أحد الأفلام التي تتحدّث عن زوال العالم والأرض آخر الزمان، فلم يجرؤ على لفظ اسم الفيلم لشدّة خوفه". وهذا يوضّح أنَّ الناس تهتم بالمعرفة، لكنها قد تخطئ الطريق.

فما هي مصادر المعرفة الصحيحة لقضيّة آخر الزمان؟

*آخر الزمان والإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف

تشغل فكرة آخر الزمان فكر الكثيرين، وتحظى باهتمامهم، ولكنّ تأثيرها يختلف بين المتديّنين وغير المتديّنين، بحسب الأخصائيّة التربويّة سوزان الخليل، فإنها تبثّ في نفوس المتديّنين وقلوبهم الراحة والاطمئنان، ففيه يقترب ظهور الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، ولذلك يعملون بطريقة إيجابيّة للتمهيد لظهوره، بطريقة مدروسة تربويّاً، ودينيّاً ونفسيّاً. لذلك من المهم استسقاء المعرفة من مصادرها: القرآن الكريم والأحاديث وما يحقّقه العلماء.

وتؤكّد الخليل على أهميّة أن نوضح للناشئة والأطفال من أبنائنا فكرة آخر الزمان من أساسها، وهي تبدأ بتعريفهم بشكل جيّد إلى إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وسيرته الكاملة، وأسباب غيبته ونتائج ظهوره. وأن نعلّمهم كيف يمكن أن نمهّد لظهوره بطريقة إيجابيّة، وأن على يديه وبظهوره سيتحقّق العدل. وطبعاً، لا ننسى دور المؤسسات التربويّة والاجتماعيّة، ومنها كشّافة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف التي توضح للأطفال من هو الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، ولماذا سيظهر في آخر الزمان، بطريقة سلسة وشيّقة فتستنير به عقولهم وتأنس به قلوبهم بشكل سهْل ومبسَّط.

ومن المهمّ العمل أُسريّاً على بناء علاقة مع الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف، وتربية الأبناء على إنشاء العلاقة اليومية معه عجل الله تعالى فرجه الشريف من خلال الدعاء له والتوسّل إليه والاستغاثة به والتصدّق لحفظه...

وبحسب الخليل، فإنّه يجب على الإعلام، أيضاً، أن يلعب دوراً فعالاً في توجيه الناس نحو الطرق التربويّة والنفسيّة السليمة للتمهيد للظهور والاستعداد لآخر الزمان، ولكي يكون الانتظار عن وَعي وإدراك.

*ليس للجدل والتسلية

من خلال التعاطي مع الناس يلحظ رجال الدين خلط الناس بين الأمور الشرعيّة من جهة والثقافات المقتبسة من ثقافات أخرى، من جهة أخرى. يعتبر السيّد سامي خضرا أنّ بعض الناس يميلون إلى تصديق ما يريدون، فيلجأون إلى تركيب الصور والمبالغة وتضخيم بعض الأمور دون وجود الدقّة الشرعيّة، وأحياناً هذا التضخيم يكون متعمّداً وغير بريء. وبرز بعض التصرّفات لأشخاص يدَّعون الاطّلاع على الغيب، وتبعاً لذلك يتحدّثون بفوقيّة ويلقون الأوامر والتكاليف على الآخرين. لذلك يجب الوعي في التعامل مع هذه المظاهر، والتأكيد على أنّ لا أحد يحمل هذه الصلاحية.

وعن اهتمام الناس بمسألة علامات آخر الزمان يرى السيّد خضرا أنّ قسماً كبيراً من الناس يبالغون في الاهتمام بهذه المسألة، بعضهم عن نفس طيّبة وميل إلى الإيمان، وبعضهم الآخر لا يعطي أهميّة لهذه المسألة، وقد يكون السبب في ذلك البعد عن الدين والتديّن، ولكن في كلتا الحالتين هناك قفزات غير محسوبة من الإفراط أو التفريط.

*حافز الإيمان

من جهة أخرى يشدّد السيّد خضرا على ضرورة أن لا تكون مسألة علامات آخر الزمان مجرّد موضوع للجدل أو التسلية، وأن لا نخلط بين علامات آخر الزمان وبين المنجّمين، بل يجب أن يُشكّل هذا الموضوع حافزاً لتقوية الإيمان، كي نتجنّب المعاصي والمحرَّمات، لهذا يجب -بحسب السيّد خضرا- أن نهيئ أنفسنا وأولادنا لنكون دوماً في طاعة الله؛ "فالبعض يظنّ أنّ الزمن كفيل بتقوية إيمانه، ولكن من أهمل دينه كان الزمن كفيلاً بإطاحة إيمانه".

وعن علاقة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف بآخر الزمان يشير خضرا إلى ضرورة عدم الخلط بين المسألتين، فالناس يربطون ظهور الإمام عليه السلام بشياع الفساد، فالإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف سيأتي ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ويحقّق حلم الأنبياء وحاكميّة الإسلام على الأرض. فقد ورد في الروايات أنّه "يدخل في هذا الأمر ما لم نكن نتصوَّر، ويخرج منه ما لم نكن نتوقَّع".

ختاماً، يوصي السيّد سامي خضرا بضرورة توثيق العلاقة مع إمام زماننا، من خلال معرفته ومن خلال تهيئة أنفسنا لظهوره الشريف، التي تكون بالحفاظ على ديننا، وأخلاقنا، وصلاحنا وتقوانا. وبذلك نكون من الممهّدين لظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف.

أضيف في: | عدد المشاهدات: