| ها هو العباس الفرات قد وصل | شاحب الوجه يبدو حزينا |
| يريد من النهر شربة | ليطفئ ظلال الحر لهيبا |
| فلمّا وافاه إليه ودّه | وهو يتمتم قولاً بليغا |
| واعتلى الريح يسابق الزمان مسرعاً | وقد أرخى للجواد جموحا |
| لعله يلقى في البيداء سيداً | غريباً يكفكف له دموعه |
| لكن أهل الغدر قد كمنوا له | وألقوه على الساكنات صريعا |
| قد أراقوا له الماء ودمه | والعين تربٌ والرأس فجيعه |
| نادى أخي فأتاه أخوه ملبياً | بقلب مجرح يحنو ظهيرا |
| يبكي عليه يريد حمله | بأنات قد كسرت له ضلوعه |
| لكن العباس أبى الرجوع واستقر | فقد أعطى للأولاد وعودا |
| ثم ارتحل الفارس البطل وفي عينه | صورٌ للحسين وأطفالٌ عطاشى |
| ستبقى يا عباس أبداً مخلداً | لا لا ولن ننساك |
| اذكرنا ففي المهدي لك رجعة | وفي الآخرة كن لنا يا حبيبي شفيعا |
طالب منصور