اخرج إلى الضوء | عندما يكون القائد والداً للمجاهدين مهارات | المساندة النفـسيّة في الأزمات والحروب الملف | كيف نواجه إشاعات الحرب؟ الملف | بصبركنّ... ننتصر الملف | دعاء أهل الثغور: مدد المجاهدين الملف | الشهداء المستبشرون معالم المجتمع الصالح في نهج البلاغة الملف | قيم المقاومة آخر الكلام | تحت الركام.. الافتتاحية | الصبر حليف النصر

افتتاحية العدد: كربلاء والخميني



"يجب أن تبقى مجالس العزاء ويجب على أصحاب المنير أن يحافظوا على إحياء شهادة الإمام الحسين عليه السلام ويجب على الأمة وبكل قوة أن تحافظ على هذا الشعار الإسلامي خصوصاً أنه وبالمحافظة على أحيائه يحيا الإسلام".
..."لينتبه العرب والعجم وكل المسلمين إلى أن القضية ليست قضية عربية وعجمية بل هي قضية الله والإسلام".
... "نحن اليوم وأكثر من السابق محتاجون إلى مجالس العزاء... يقولون أمة البكاء!! نحن أمة البكاء السياسي، نحن أمة تشكل بدموعها جريان السيل الذي يحطم السدود التي تقف في وجه الإسلام".
 

إنها كلمات خالدات للإمام الخميني الراحل قدس سره قالها دائماً وهو يعبىء الأمة ويشحذ همتها همة فتياتها وشبابها ونسائها وكهولها.
هذا الشهر هو شهر محرم الحرام، شهر الهجرة إلى الله وعروج أولياء الله. شهر العشق والذوبان في المحبوب الأوحد حتى الفناء فيه والحياة معه، وشهر كسر أطواق التعاسة ورفع نير المذلة: مذلة الحكام الجابرة، ومذلة اللحم والعظم والدم والانصياع والتثاقل لحطام الدنيا وقناعها الزائل.
 

هذا الشهر هو شهر شهادة الحسين عليه السلام ورحيل الإمام الخميني قدس سره. الذي كان دائماً على موعد مع محرم والهجرة والحسين وكان أيضاً على موعد مع الشهادة. فكل كلمة قالها كانت يرعف بها قلبه المحترق. لقد قدم كل حياته في سبيل الله من دون منة حتى بالإشارة ومن دون أن يطلب في المقابل مالاً أو جاهاً أو يحصل على شيء منهما، كان دائماً في ميدان الخدمة.
فالخميني شمخ إليه المقام بقدر زهده فيه، وهكذا فقد أعطته الأمة كل ما تملك من حب وطاعة وجهاد بقدر ما أعطاها هو من علمه وجهاده ووجوده.
 

لقد علَّمنا كيف يكون العالم القدوة والمثال الصالح حتى لقب بالعبد الصالح، الذي كان للأمة القائد والجندي والفقيه العالم والمرجع، وكان العابد السالك العارف والمعلم والمربي.
لقد أعاد كربلاء حتى عادت ماثلة حين نحياها كل يوم، إذ به أصبح الحسينيون اليوم كثراً. ومن نوع قل نظيره حيث يتسابقون على نصرة الحسين وخط الحسين عليه السلام برغم الفترة الزمنية التي تفصلهم عن كربلاء، والتي بلغت أكثر من 1350 عاماً.
 

نعم، لقد كان هذا الرجل الموسوي الكربلائي معلماً كبيراً في مدرسة كربلاء تتذكره في ذكرى رحيله اليوم وهو يرشّف أجيال أمتنا حقيقة الشهادة قائلاً: "من المحتمل في المستقبل أن يطرح بعض الأفراد بين الناس عن علم أو عن جهل سؤالاً من قبيل، ما كان ثمن الدماء والشهادات والتضحيات؟ أن هؤلاء يجهلون دون شك عوالم الغيب وفلسفة الشهادة ولا يعملون أن من يذهب إلى الجهاد من أجل رضا الله وحده، مقدماً حياته على طبق الإخلاص والعبودية، لا تؤثر حوادث الزمان على خلوده وبقائه ورفيع مكانته، وأن علينا أن نطوي مراحل طويلة لندرك قيمة شهدائنا وطرقهم بصورة كاملة، وأن نبحث عنها في عمر الزمان وفي تاريخ الثورات وفي الأجيال القادمة".
 

فنشعر عندما يتكلم وكان واحداً من رجالات كربلاء يتلو بين يدي الإمام الحسين عليه السلام عهد الوفاء وكلمات الآباء إذ يقول:
فلو فصلوا عظامنا مفصلاً مفصلاً ولو رفعوا رؤوسنا فوق أعواد المشانق، ولو أحرقونا أحياء في شعل النيران، ولو سَبَوا وسلبوا نساءنا وأبناءنا ووجودنا أمام أعيننا، لن نوقع أبداً وثيقة الأمان والتسليم للكفر والشرك.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع