نور روح الله | بالدموع الحسينيّة قضينا على الاستكبار* بمَ ينتصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ (2)* فقه الولي | من أحكام النزوح تحقيق | قصائدُ خلف السواتر مناسبات العدد ياطر: إرثٌ في التاريخ والمقاومة (2) محميّة وادي الحجير: كنزُ الجنوب الصامد (1) قصة | وزن الفيل والقصب شعر | يا ضاحية الافتتاحية | لحظة صدقٍ مع اللّه

مهارات | كيف تكون قائداً مؤثّراً؟

داليا فنيش*


أوّل ما يتبادر إلى ذهنك عند الحديث عن الشخصية القياديّة، سماحة السيّد الشهيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، إذ جمع سمات القيادة بشخصيّته وأدائه ووعيه وسلوكه، من خلال التواصل، والتحفيز، والالتزام، والتواضع، والتعاطف، ووضوح الرؤية، وغيرها من الصفات. إذا رغبتَ أن تصبح شخصيّة قياديّة يوماً ما، فعليك قراءة هذا المقال.

* معنى الشخصيّة القياديّة
هي مجموع الصفات والمهارات التي يتمتّع بها الشخص ليكون قائداً فعّالاً وقادراً على التأثير في الآخرين وتوجيههم. وهي تعدّ أحد أهمّ العوامل التي تؤثّر في قدرة القائد على النجاح في تحقيق الأهداف، والتغيير في المجموعة التي يقودها والتأثير فيها، وضبطها، وتنظيمها.

القائد هو الزعيم الشعبيّ الأقدر على حلّ مشاكل الناس، وإخراجهم إلى المكان الذي لا يستطيعون الوصول إليه بمفردهم. هذه الشخصيّة هي حصيلة عمليّة عقلانيّة وثوريّة وعلميّة في سياق إنجاز مجتمع متطوّر.

* صفات الشخصيّة القياديّة
للشخصية القياديّة صفات عدّة، نذكر منها:

1. الثقة: هي من أبرز صفات القائد الناجح. تبرز أهميّتها وقت الأزمات، بحيث لا ينبغي للقائد أن يستسلم، أو يشعر بالضعف أو الذعر، وعليه أن ينشر هذه الروح لجميع من حوله.

2. الإيجابيّة: على القائد أن يسعى دوماً لخلق بيئة عمل مريحة، ويهتمّ بتحفيز فريق العمل ورفع معنويّاته، خصوصاً في المواقف الصعبة، ويتمثّل ذلك في تناول وجبات الطعام مع أعضاء الفريق، وتقدير عملهم، وغيرهما من المحفّزات.

3. احتضان الفشل وتقبّله: إنّ ما يميّز القائد قدرته على احتضان الفشل وتقبّله والتعامل معه لمحاولة تجاوزه، وأخذ الدروس والعبر والتعلّم من الأخطاء لتجنّب تكرارها مستقبلاً.

4. النزاهة: القائد الحقيقيّ لا يتخلّى عن مبادئه أو يساوم عليها، وهو يتعامل مع الآخرين انطلاقاً من المبادئ الأخلاقيّة، مثل الالتزام بالوعود، والصدق، والأمانة.

5. الإبداع والابتكار: لا يُشترط أن يكون القائد عبقريّاً ومبدعاً، بل يكفي أن يكون داعماً للإبداع والتطوير، ومنفتحاً على مختلف الأفكار.

6. التواضع: التواضع لا يُعدّ ضعفاً أو قلّة ثقة، إنّما هو صفة تجعل القائد أقرب إلى أفراد فريقه.

7. الاهتمام بالآخرين: القائد الناجح هو الذي يأخذ بعين الاعتبار أنّ صحّة الآخرين وراحتهم النفسية تؤثّران بشكل مباشر في العمل وتحقيق النجاح، لذلك، يحرص على بثّ الثقة والمشاعر الإيجابيّة في أعضاء فريقه.

8. التواصل الفعّال: يجب أن يملك القائد الناجح القدرة على الإقناع والتواصل الفعّال من خلال إنشاء قناة حوار فعّال مع فريقه يسمح لهم بطرح الأسئلة والتعبير عن مشاعرهم بهدف البحث عن الحلول وتقليل الأخطاء.

9. الغضب الصحّيّ: إن صفة الغضب تمتلك سُلْطة كبيرة في خلق رؤية ما، وخاصّة الغضب الصحّيّ الذي يعدّ ضروريّاً أحياناً للكشف عن العمل غير الصائب في الوقت الحاليّ.

10. القدرة على اتّخاذ القرارات: وتقدير الظروف بشكل صحيح واتّخاذ القرارات المناسبة والمستنيرة.

11. التخطيط والتنظيم: وضع خطط واضحة ومنهجيّة لتحقيق الأهداف وتنظيم الموارد والوقت بشكل فعّال.

12. التحفيز على العمل الجماعيّ: من خلال بناء علاقات جيّدة مع أعضاء الفريق وتشجيع التعاون والعمل المشترك.

13. التحمّل والصبر: التعامل مع التحدّيات والضغوط والصعاب بصبر وتحمّل.

14. التفكير الاستراتيجيّ: القدرة على التفكير بشكلٍ استراتيجيّ، وتطوير رؤية واضحة للمستقبل، وتحقيق الأهداف الطويلة الأجل.

15. التحليل والتقييم: تحليل الظرف الراهن، وتقييم النتائج، واتّخاذ التدابير اللازمة للتحسين.

16. القدرة على إدارة الوقت: وتحقيق التوازن بين الأعمال المختلفة.

* مقوّمات الشخصيّة القياديّة
إنّ مقوّمات الشخصيّة القياديّة هي التي تحدّد صفاتها وأسلوب عملها، فهي:
1. متفائلة وتبسّط الأمور.

2. واقعيّة وتدرك إمكاناتها وقدراتها.

3. مثقّفة وتقرأ باستمرار.

4. تتّصف بسرعة الإنجاز والتنفيذ، وتحذّر من التأجيل.

5. لديها قدرة على استيعاب الآخرين وتقبّلهم كما هم، وتتعامل مع قدراتهم بانفتاح.

6. لديها خطّة وأولويّات وحدود لا يمكن تجاوزها.

7. مبتكرة تؤمن أنّ لا شيء مستحيل.

8. تقيّم نفسها باستمرار لتدفع نفسها نحو التطوّر.

* سمات الشخصيّة القياديّة
1. قيادة كاريزماتيّة: تعتمد على الحضور القويّ وبناء علاقات وديّة مع من حولها، وتدير فريقها من خلال كسب الثقة والتواصل الإيجابيّ.

2. قيادة تشاركيّة: تيسّر العمل، وتهتمّ بمشاركة المعرفة مع الآخرين، وتدير فريقها من خلال آليّات العمل الجماعيّ في القرار والتنفيذ.

3. قيادة عمليّة: تعتمد على ضبط نطاق السيطرة، وتهتمّ بتقديم الحوافز واستخدام أسلوبَي الثواب والعقاب، وتدير فريقها من خلال توزيع المهام وربط تقييمها بمستوى الإنجاز.

4. قيادة تطويريّة: تهتمّ بعمليّات التحفيز لتحقيق النتائج، وتولي أهميّة للقيم ورفع المعنويّات، وتدير فريقها من خلال استثمار نقاط القوّة.

5. قيادة مرنة: تستطيع التعامل مع مختلف المواقف واتّخاذ القرار وفقاً للتغيّرات وإدارة فريقها بالاعتماد على المرونة.

6. قيادة صامتة: تعتمد على القدوة العمليّة بدلاً من إصدار الأوامر، وتهتمّ بتحقيق الإنجاز بطريقة صحيحة، وتدير فريقها من خلال التشجيع على تبنّي فكرها ونهجها.

* حتّى لا يضعف تأثير القائد
على الرغم من أهميّة الشخصيّة القياديّة ودورها المؤثّر، إلّا أنّه يجب عليها تجنّب بعض السلوكات التي قد تضعف تأثيرها، مثل:

1. الابتعاد عن الانتقاد اللاذع الذي يثبط من عزيمة الفريق ويعوق التقدّم.

2. الحفاظ على النزاهة وعدم التحيّز لأيّ فرد دون مبرّر واضح؛ لأنّ ذلك يؤثّر سلباً في روح العمل الجماعيّ.

3. تجنّب الانفصال عن الفريق بسبب كثرة الانشغال أو الميل إلى العمل الفرديّ؛ فالتواصل المستمرّ ضروريّ.

4. الامتناع عن الإفراط في إعطاء الملاحظات والأوامر دون مراعاة للسياق؛ فهذا قد يربك الفريق.

5. اتّخاذ القرارات بحكمة دون تسرّع لتجنّب المشاكل الناتجة عن قرارات غير مدروسة. وأخيراً، التحلّي بروح المساءلة والشجاعة في مواجهة الأخطاء، وتقييم القرارات بشكلٍ نقديّ، ومعارضة الاتّجاه الخاطئ حتّى لو كان رأي الأغلبيّة.


*معالجة نفسيّة.

أضيف في: | عدد المشاهدات: