د. علي ضاهر جعفر
* عامي أصله فصيح
وزّه: أي أغراه بالشّيء، هي كلمة عامّيّة مستخدمة في البيئتين الشّاميّة والمصريّة، وأصلها فصيح مأخوذ من الفعل «أزّه» الّذي يحمل المعنى نفسه.
* أمثال سائرة
- «إنَّما هو كبرقِ الخُلَّب»: يُقالُ: برقٌ خُلَّبٌ، وبرقُ خُلَّبٍ بالإضافة، وهما البرق الّذي لا غيثَ معهُ كأنَّه خادع. والخُلَّبُ أيضاً: السَّحابُ الّذي لا مطرَ فيه، فإذا قيل: برقُ الخُلَّب، فمعناه برقُ السَّحاب الخُلَّب.
يُضربُ لِمَنْ يَعِدُ ثمَّ يُخلِفُ ولا يُنجِز(1).
* أغلاط شائعة
أُحْجِيّة: يُقال: ابتدع فلانٌ أُحْجِية (بتخفيف الياء) وهذا خطأ، والصّواب أن يُقال: ابتدع أُحجيّة (بتضعيف الياء)، والأُحْجِية: الكَلام المغلق كاللّغز يتحاجى النّاس فيه(2).
* من فقه اللغة
يطلق العرب أسماء مختلفة في تفصيل الصِّغار، منها:
الحصى: صغار الحجارة.
الفسيل: صغار الشجر.
الأشاء: صغار النَّخل.
الفَرْش: صغار الإبل وقد نطق به القرآن.
النَّقَد: صغار الغنم.
الحَفَّان: صغار النَّعام (عن الأصمعيّ).
الحبَلَّق: صغار المعز (عن اللّيث).
البَهْم: صغار أولاد الضّأن والمعز.
الدَّرْدَق: صغار النّاس والإبل (عن اللّيث عن الخليل).
الحشرات: صغار دوابِّ الأرض.
الدُّخَّل: صغار الطّير.
الغوغاء: صغار الجراد.
الذَّرُّ: صغار النّمل.
الزَّغَب: صغار ريش الطّير.
القِطْقِط: صغار المطر (عن الأصمعيّ).
الوَقَش والوَقَض: صغار الحطب الّتي تُشيَّع بها النّار (عن أبي ترابٍ).
اللَّمَم: صغار الذّنوب وقد نطق به القرآن.
بنات الأرض: الأنهار الصّغار (عن ثعلبٍ عن ابن الأعرابيّ)(3).
* هل تعلم؟
- هل تعلم أنَّ الشّاعر أبا فراس الحمدانيّ كان شيعيّاً موالياً لأهل البيت عليهم السلام؟
- هل تعلم أنّ امرأ القيس يلقَّب بالملك الضّلّيل؟
* من الوصف
من وصف جبران خليل جبران قصيدة ابن سينا الشّهيرة في النَّفْس، ومطلعُها:
هبطَتْ إليكَ منَ المحلِّ الأرفَعِ
وَرْقاءُ ذاتُ تَعزُّزٍ وتَمَنُّعِ
محجوبةٌ عن كلِّ مُقلةِ عارفٍ
وهي الّتي سفرَتْ ولم تتبرقَعِ
تبكي إذا ذكرت دياراً بالحِمى
بمدامعٍ تهمي ولم تتقَطَّعِ
وتظلُّ ساجِعةً على الدِّمَنِ الّتي
درَسَتْ بتكرارِ الرّياحِ الأربعِ
إذ عاقَها الشَّركُ الكثيفُ وصَدَّها
قفصٌ عن الأوجِ الفسيحِ الأربعِ
حتّى إذا قَرُبَ المسيرُ إلى الحِمى
ودَنا الرَّحيلُ إلى الفَضاءِ الأوسعِ
سجعَتْ وقد كُشِفَ الغِطاءُ فأبصرت
ما ليسَ يُدرَكُ بالعيونِ الهُجَّعِ(4)
قال جبران: «ليس بينَ ما نظّمه الأقدمون قصيدة أدنى إلى معتقدي وأقرب إلى ميولي النّفسيّة من قصيدة ابن سينا في النّفس.
في هذه القصيدة النّبيلة، قد وضع الشّيخ الرّئيس أبعد ما يراود فكرة الإنسان وأعمق ما يلازم خياله من الأماني الّتي تولّدها المعرفة، والسّؤالات الّتي يثمرها الرّجاء، والنّظريّات الّتي لا تصدر إلّا عن التّفكّر المستمرّ والتّأمّلات الطويلة... فجاءت قصيدته هذه برهاناً نيِّراً على أنّ العلم هو حياة العقل يتدرّج بصاحبه من الاختبارات العمليّة إلى النّظريّات العقليّة، إلى الشّعور الرّوحيّ، إلى الله»(5).
* قرآنيات
﴿وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا﴾ (المائدة:41): اختلف المفسّرون في المراد من الفتنة؛ قال الأشاعرة: المراد من الفتنة الكفر، ويكون المعنى أنَّ أيَّ عبد جعله الله كافراً وضالّاً فلن يقدر أحد أن يدفع عنه الكفر والضّلال. وإنّما ذهب الأشاعرة إلى هذا التّفسير، وفي مقدّمتهم الرّازي لأنّهم يُجيزونَ على الله أن يريد الكفر من عبده، وأن يفعله به، ثم يعذّب عليه.
وقال الشّيعة والمعتزلة: المراد من الفتنة في هذه الآية العذاب، ويكون المعنى أنَّ من يرد اللهُ عذابه فلن يقدر أحد أن يدفع العذاب عنه. وإنّما قالوا ذلك لأنّهم لا يُجيزون على الله أن يفعل الشّيء ثمَّ يُعاقبُ غيره عليه(6).
* من أجمل ما قيل
من أجمل ما قيل في الغِيبة قولُ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام : «الغيبةُ جُهدُ العاجِز»)7(.
* مصطلحات
الأغراض الشّعريّة: يُقصَدُ بها الموضوعات الّتي اشتهرت عند العرب في قصائدهم التّقليديّة في العصر الجاهليّ وما تلاه، ومنها: النّسيب، التّشبيب، الفخر، المدح، الهجاء، الرّثاء، الوصف.
* من أعلام الأدب واللغة
الصّاحب بن عبّاد: هو كافي الكفاة إسماعيل بن عبّاد الطّالقانيّ. لُقِّب بالكافي لأنّه كفى السّلطان فخر الدّولة مهمّات ملكه إذ كان وزيره، ولأجله ألّف الشّيخ حسن بن محمّد القمّي كتاب «تاريخ قم» وذكر في أوَّله نُبَذًا من فضائله، وألّف أيضاً شيخنا الصّدوق قدس سره كتاب «عيون الأخبار» لأجله، وصدَّر الكتاب بذكر قصيدتين له في إهداء السّلام إلى مولانا الإمام الرّضا عليه السلام . وكان في التّشيّع وحبّ أهل البيتِ أَوْحَدِيَّ الزَّمان، حتّى أنَّ أهل أصفهان كانوا ينسبون مذهب التّشيّع إليه، فيقولون: فلان على دين ابن عبّاد. له مصَّنفات كثيرة منها كتاب «المحيط» في اللّغة، ومن شعره: «أبا حَسَنٍ لو كان حُبُّكَ مُدخِلي…إلخ». لقّب بالصّاحب بن عبّاد لمصاحبته للأستاذ ابن العميد(8).
(1) مجمع الأمثال، الميدانيّ، ج 1، ص 60.
(2) مُعجم الأخطاء النّحويّة واللّغويّة والصّرفيّة، خضر أبو العينين، ص 36.
(3) أفقه اللّغة وأسرار العربيّة، الثّعالبي، ص 69.
(4) النّصوص الأربعة ومبدعوها، زيدان، ص41-42.
(5) المجموعة الكاملة، جبران خليل جبران، ص 523 – 524.
(6) إسرائيليّات القرآن، مغنيّة، ص 168-169.
(7) نهج البلاغة، الشّريف الرّضيّ، ص 595.
منتهى الآمال في تواريخ النّبيّ والآل، القمّي، ج3، ص 432-433.