نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة


تقرير: كوثر حيدر


مع الربيع، ترتفع نسبة الإصابات بالحساسيّة الصدريّة والربو، اللذين قد يترافقان مع عوارض شديدة وصعبة أحياناً. توجّهنا إلى الدّكتور المتخصّص في الأمراض الصّدريّة قاسم بنّوت، لنعلم منه أكثر حول أسباب هذا النوع من الأمراض وطرق الوقاية منه.

* ما هي الحساسيّة؟ 
يقول الدّكتور بنّوت إنّ الحساسيّة هي ردّة فعل جهاز المناعة تجاه مادة محفّزة لها هي في الأساس غير مضرّة، وقد تكون موجودة في الجوّ أو تحدث نتيجة تناول طعام معيّن. عندها، يحدث هذا التحسّس نتيجة خلل ما في نموّ جهاز المناعة، إذ يقوم بردّة فعل مبالغ فيها، فتفرز كريات الدّم البيضاء مادة تنتج عنها العوارض المعروفة مثل التعطيس، والسّعال، وانسداد بالشعب الهوائيّة، وتوسّع في الأوعية الدمويّة، وهي الأخطر، وهذه الحالة تحدث مع المرضى الذين يعانون من حساسيّة مفرطة. من أسباب الحساسيّة:

1. التعرّض للغبار واستنشاقه، كما هو الحال عند كنس الأرض أو نفض الوسادات والأغطية.

2. التعرّض للسعة دبّور أو نحلة.

3. التعرّض لنبتة الباريتانيا.

4. العواصف الرمليّة.

5. الطباشير والمواد المشابهة.

* ما هو الرّبو؟ 
الرّبو هو مرض مزمن ينتج عن التهاب وضيق في المّرّات التنفسيّة، ممّا يمنع تدفّق الهواء إلى الشعب الهوائيّة، ويؤدّي إلى نوبات متكرّرة من ضيق في التنفّس مع أزيز (صفير) في الصدر، مصحوباً بالكحّة والبلغم. تحدث نوبات الرّبو بعد استنشاق المواد التي تثير ردود فعل حساسيّة أو حصول تهيّج للجهاز التنفّسيّ. وهذه النوبات تختلف في شدّتها وتكرارها من شخص إلى آخر. ويلفت الدكتور بنّوت إلى أنّ الرّبو على سبع درجات، لكلّ درجة منها طرق علاج خاصّة، ومن مهام الطبيب أن يوصل المريض إلى درجة الصفر التي هي العلاج. ويشدّد على أنّ تشخيص المرض في عمر مبكر مهمّ جدّاً لإنقاذ المريض. 

* أسباب الرّبو 
أسباب الرّبو عديدة، نذكر منها:

1. العوامل البيئية: تتمثّل العوامل البيئيّة بتلوّث الهواء، وحبوب اللقاح، والتعرّض لغاز ثاني أكسيد الكبريت، وأكسيد النيتروجين، والأوزون، ودرجات الحرارة الباردة، والرطوبة العالية، والتغيّرات في الطقس. وقد تؤدي هذه العوامل إلى زيادة خطر الإصابة بالرّبو، أو تحفيز نوبة الرّبو لدى الأشخاص المصابين.

2. الالتهابات الفيروسيّة: التي تؤثر غالباً على التنفس، وترتبط بالرئة كفيروس الانفلونزا.

3. عوامل جينيّة في تاريخ العائلة: مثل إصابة أحد الوالدين بالرّبو، خاصّة الأم. 

4. الحساسية الصدريّة: يعد الرّبو نوعاً من الحساسية الصدريّة، وغالباً يعاني الأشخاص المصابون بأنواع أخرى من الحساسية (مثل الطعام أو حبوب اللقاح) من الرّبو، إذ يمكن أن تتطّور الحساسيّة ليصابوا بالرّبو أيضاً.

5. حساسيّة الغذاء: تُساهم الإصابة ببعض أنواع حساسيّة الطعام في تحفيز تطوّر أعراض الحساسية والربو؛ منها: البيض، والحليب البقري، والفول السوداني، والقمح، والسمك، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض المواد الحافظة الغذائيّة قد تكون مسؤولةً عن تتطوّر هذا المرض أيضاً.

6. السمنة: يمكن أن تزيد السمنة من فرص الإصابة بالرّبو أو تُفاقم أعراضه. 

7. نوع الجنس: يصاب الأطفال الذكور بالرّبو أكثر من البنات، بينما يُعدّ الرّبو أكثر شيوعاً بين النساء في سنّ المراهقة والرشد.

8. المخاطر المهنيّة: يمكن أن يزيد استنشاق المواد الكيميائية أو الغبار الصناعي في مكان العمل من خطر الإصابة بالرّبو.

* درجة الخطورة 
ثمّة فرق بين الرّبو والحساسيّة الصّدريّة، وإن كانا يشتركان في العوارض. وقد يترافق الرّبو مع حساسيّة وهو الرّبو التحسّسيّ، ويمكن تشخيصه عندما يُصاب المريض «بكريزة حساسيّة» مع انسداد في القصبة الهوائيّة، فتبدأ عندها ظهور عوارض الرّبو.

والجدير ذكره أنّ مرضى هذا النوع من الرّبو بالتحديد يعانون أكثر من غيرهم من حدّة العوارض وقساوتها، لكنّهم يتحسّنون أسرع من غيرهم فور تلقّي العلاج. تكمن خطورة الحساسيّة في درجة تحسّس المريض وردّة فعل جسمه، من حيث انسداد القصبة الهوائيّة أو توسّع الأوعية الدمويّة، وقد يؤدّي ذلك إلى هبوط في الضغط ومشاكل في القلب لاحقاً. ولحسن الحظّ؛ تعاني فئة قليلة من المرضى من هذه الآثار الخطيرة. لكن ما يجب التنبّه إليه جيّداً وإدراك خطورته هو كيفية التعامل عند حدوث صدمة الحساسيّة (Anaphylactic shock)؛ أي الصدمة الناتجة عن توسّع الأوعية الدمويّة تشنّج القصبة الهوائيّة (Bronchospasm)‏، بمعنى أنّ انقباضاً يحصل ويسبب قصوراً في التنفس.

* علامات خطرة 
بعض العوارض تشكّل علامات لحالة خطرة يتعرض إليها المريض، وهي:

1. يعجز المريض عن التحدّث بجملة كاملة متصلة، فيخرج الكلام متقطّعاً.

2. يجلس المريض مائلاً إلى الأمام أو واضعاً يديه على صدره.

3. تنتاب المريض نوبة عصبيّة؛ نتيجة نقص الأكسجين في الدم وفي الدماغ لاحقاً.

4. يزيد معدل التنفس بشكل ملحوظ (عن 30 دورة تنفسيّة في الدقيقة).

5. تزيد سرعة ضربات القلب (120 نبضة في الدقيقة).

6. تلاحظ بعض الزرقة في الجسم خاصّة على اللسان والأغشية المخاطية في الفم.

* طرق الوقاية 
أمّا التخفيف من وطأة ردّات الفعل التحسّسيّة، فيمكن من خلال:

1. عدم التعرّض للمادة المسبّبة للحساسيّة. 

2. استخدام قماش الساتان لأنّ الغبار لا يلتصق فيه. 

3. تلقي اللقاحات الخاصّة بالمرض.

4. استخدام قلم الإنسولين في حالة الحساسيّة ذات الدرجة العالية. من هنا، يوصي الدكتور بنّوت بأهميّة «أن يبقى هذا القلم بحوزة الشّخص المريض، لأنّه قد ينقذ حياته، خصوصاً إذا كان يعاني من حساسيّة مفرطة». ويضيف: «توفّي ذات يوم مريض نتيجة لسعة نحلة لأنّه كان يعاني من حساسيّة عالية، ونتيجة تأخّر تلقّيه الإسعافات اللازمة. في هذه الحالة وغيرها، إنّ وجود القلم بحوزة المريض أمر في غاية الأهميّة لأنّه يجنّبه تفاقم الأمور إلى ما لا تُحمد عُقباها». 

5. استخدام الكورتيزون البخّاخ في حالات الإصابة بالرّبو. ويؤكّد الدكتور بنّوت ضرورة استخدامه بشكلٍ صحيح، لأنّه في كثير من الأحيان تتفاقم المشكلة بسبب سوء استعماله.

6. استخدام نوع محدّد من حبوب الأدوية للرّبو والحساسيّة في حالات معيّنة. 

7. استخدام موسّع القصبات في المراحل المتقدّمة من المرض.

إنّ الحساسيّة الصدريّة والرّبو بأنواعه من الأمراض التي باتت شائعة كثيراً بين الناس، والتي تعيقهم عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعيّ، لذا، يجدر بالمرضى التعامل مع هذا الأمر بجدّيّة لناحية استشارة الطبيب المختصّ وتلقّي العلاج المناسب للتخفيف من الأعراض المزعجة والخطيرة أحياناً، وصولاً إلى الشفاء بإذن الله. 

عافانا الله وإيّاكم من كلّ مرض وسوء.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع