مع الخامنئي| السيّد رئيسي الخادم المخلص* نور روح الله | قوموا للّه تُفلحوا الكوفـــة عاصمة الدولة المهدويّة أخلاقنا | الكبر الرداء المحرّم (1) فقه الولي | من أحكام عدّة الوفاة أولو البأس | المعركة الأسطوريّة في الخيام الشهادة ميراثٌ عظيم بالهمّة يسمو العمل نهوضٌ من تحت الرّماد بالأمل والإبداع نتجاوز الأزمات

مشكاة الوحي: إزالة الحجب عند الإمام

 


العجُب والغرور من أكبر الحجب وهما نتيجتان لغاية الجهل بحقارة النفس وعظمة الخالق، إذا فكر (الإنسان) قليلاً في عظمة الخلقة بالمقدار الذي وصل إليه البشر، وهو رغم هذا التقدم العلمي شيء يسير جداً، يدرك حقارة وضآلة نفسه وكلِّ المنظومات الشمسية والمجرات. ويفهم شيئاً من عظمة خالقها ويخجل من عُجبه وأنانيته وغروره ويشعر بالجهل.

في قصة حضرة سليمان نبي الله (عليه السلام) نقرأ عندما يمر بوادي النمل: "قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون".
النملة تصف سليمان النبي مع مرافقيه بعنوان "لا يشعرون" والهدهد يقول له: "أحطتُ بما لم تحط به" وعميُ القلوب لا يستطيعون تحمل نطق النملة والطير فضلاً عن نطق ذرات الوجود وما في السموات والأرض التي يقول خالقها: "إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم".
الإنسان الذي يرى نفسه محور الوجود ـ رغم أن الإنسان الكامل كذلك ـ غير معلوم أنه كذلك في نظر سائر الموجودات، والبشر الذين لم يبلغوا الرشد ليسوا كذلك "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار" هذا مرتبط بالرشد العلمي بدون التهذيب وقد جاء في وصفه "كالأنعام بل هم أضل".
بعث الأنبياء ليعطوا البشر الرشد المعنوي ويخلصوهم من الحجب... وللأسف أقسم الشيطان وبواسطة أذنابه أن لا يدع أهدافهم تتحقق "فبعزتك لأغوينهم أجمعين".
نحن جميعاً نيام ومبتلون بالحجب "الناس نيام وإذا ماتوا انتبهوا".
كان جهنم محيطة بنا، وخدر الطبيعة مانعٌ من الشهود والإحساس "وإنَّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين" وللكفر مراتب كثيرة، رؤية النفس ورؤية العالم والنظر إلى غير الله من مراتب ذلك.
أول سورة من القرآن.. إذا تدبرنا ونظرنا إليها بعين غير هذه العين الحيوانية ووصلنا إليها بعيداً عن الحجب الظلمانية والنورانية فإن ينابيع المعارف تتدفق إلى القلب، ولكن للأسف إننا غافلون حتى عن الفاتحة (ومن اطلع وخرج من الغفلة لم يصلنا خبره).
تدبَّر القرآن الكريم هذا المنبع للفيض الإلهي ورغم أن صرف قراءته باعتباره رسالة المحبوب إلى السامع المحجوب له آثار محببة، لكن التدبّر فيه يهدي الإنسان إلى المقامات الأعلى والأسمى "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" وما لم تُفتح هذه الأقفال والأغلال وتتحطم لا يحصل من التدبر ما هو نتيجة... يقول الله تعالى بعد قسم عظيم: وطليعة أولئك هم الذين نزلت فيهم آية التطهير. لا تيأس لأن اليأس من الأقفال الكبرى، إسع قدر الميسور في رفع الحجب وكسر الأقفال للوصول إلى الماء الزلال ومنبع النور.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع