لا شك في أن كربلاء أبي عبد الله الحسين عليه السلام مليئة بالدروس والعبر، ففي كل موقف وفي كل حركة منذ إعلان رفض البيعة للطاغية يزيد وحتى رجوع الإمام زين العابدين عليه السلام وبنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة من رحلة السبي الطويلة درس للثوار وعبرة للأحرار.
إنّها بحق مدرسة إلهية واقعية جسّدت الإسلام النابض بالحياة والعزّة والعزم والإرادة والسمو وكلّ معاني الإباء.
لقد علمتنا كربلاء أنّ إرادة التغيير عند الإنسان إذا كانت خالصة لله عزّ وجل فلا يقف أمامها شيء ولو لم يكن الإنسان يملك شيئاً من أدوات التغيير ومتطلباته.
لقد قام الحسين عليه السلام مع ثلة من أهل بيته وأصحابه ليحفظ دين جده وأبيه، وها نحن بعد أربعة عشر قرناً نشهد تحقّق إرادة كربلاء.
وها هي الجمهورية الإسلامية المباركة في إيران تشهد بأن "كل ما عندنا من عاشوراء"...
وهذي المقاومة الإسلامية في لبنان لم يكن لها باعث سوى صرخات الحسين وزينب عليهما السلام...
عزيزي القارئ:
لا تحسبن أن إحياء الليالي العاشورائية وحسب هو تمام المرام من أمر مولانا الصادق عليه السلام: أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا، فإنّ هذا وإن كان له فضله، ولكنك تعلم أن من الطواغيت والظلمة من يقيم مجالس عزاء حسينية، فالإحياء لأمرهم حقيقة إحياء الإسلام، وإحياء حاكمية الشرع الإسلامي من رفض الظلم وبسط العدل ومقاومة العد وإقامة الفرائض والحدود وتعظيم الشعائر الإلهية.
(ومن يعظّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب).
وإلى اللقاء