أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أول الكلام: شوقٌ إلى الحسين عليه السلام


الشيخ بسّام محمّد حسين


عن عطيّة العوفي أنّه قال: "خرجتُ مع جابر بن عبد الله الأنصاريّ  رحمه الله زائرَين قبر الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام، فلمّا وردنا كربلا، دنا جابر من شاطئ الفرات، فاغتسل، ثمّ اتّزر بإزار، وارتدى بآخر، ثمّ فتح صرّة فيها سُعد (نوع من العطر)، فنثرها على بدنه، ثمّ لم يخطُ خطوةً إلّا ذكر الله تعالى، حتّى إذا دنا من القبر قال: أَلمسنيه، فألمسته، فخرّ على القبر مغشيّاً عليه، فرششتُ عليه شيئاً من الماء، فلمّا أفاق قال: (يا حسين) ثلاثاً، ثمّ قال: (حبيبٌ لا يُجيب حبيبه)"(1).

بهذه الكلمات بدأ جابر بن عبد الله الأنصاريّ مخاطبة سيّد الشهداء عليه السلام في زيارة له إلى قبره الشريف، بعد وقعة الطفّ الأليمة، والتي باتت تُعرف بزيارة الأربعين. وهي كلمات تنمّ عن حجم المحبّة والشوق اللذين يختزنان قلب جابر لإمامه الحسين عليه السلام. وقد عبّر عن ذلك في زيارة أخرى له قائلاً: "أشهد أنّك تسمع الكلام وتردّ الجواب، وأنّك حبيب الله، وخليله، ونجيبه، وصفيّه وابن صفيّه، زرتُك مشتاقاً، فكن لي شفيعاً إلى الله"(2).

وهذه المحبّة وهذا الشوق لا يفهمهما مَن لم يذق طعم الولاء والمحبّة والمودّة لآل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وخاصّة سيّد الشهداء عليه السلام، الذي جاء عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال فيه: "إنّ للحسين في بواطن المؤمنين معرفةً مكتومة"(3).

لقد رزق الله هؤلاء الزائرين نعمةً من أعظم النعم، وأراد بهم خيراً، كما جاء عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: "من أراد الله به الخير قذف في قلبه حبّ الحسين عليه السلام وحبّ زيارته"(4).

وقد روي عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: "لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين عليه السلام من الفضل لماتوا شوقاً، وتقطّعت أنفسهم عليه حسرات"(5).

يكفي في ذلك ما جاء عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "من أتى قبر الحسين عليه السلام تشوّقاً إليه، كتبه الله من الآمنين يوم القيامة وأُعطي كتابه بيمينه، وكان تحت لواء الحسين عليه السلام حتّى يدخل الجنّة فيسكنه في درجته، إنّ الله عزيز حكيم"(6).

ومن هنا، ترى العالم يقف مدهوشاً متعجّباً، من سيل الزائرين الذي يتدفّق كلّ عام كموج البحر من كلّ حدب وصوب إلى قبر الحسين عليه السلام، في مشهد لم ترَ البشريّة له نظيراً في التاريخ.

نعم، إنّ سرّ ذلك هو الحبّ الذي رُزقوه، ولغة الحبّ لا يفهمها إلّا عاشقٌ ولهان، ذاب كما ذاب قلب جابر، وأصابته الغشية عندما تناثرت الحروف عن أداء واجب المحبوب في حضرته.

اللّهم ارزقنا...


1. بشارة المصطفى، الطبري، ص 125.
2.بحار الأنوار، المجلسي، ج 98، ص 330.
3.(م. ن.)، ج 43، ص 272.
4.كامل الزيارات، ابن قولويه، ص 269.
5.(م. ن.)، ص 270.
6.(م. ن.).

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع