إبراهيم منصور
|
الله أكبرُ! هذا الجُرحُ يلتئمُ |
في مولدِ النورِ لا شكوى ولا أَلَمُ |
|
تهفو القلوبُ إلى إشراقِ طلعتهِ |
فيبزُغُ الفجرُ والظلماءُ تنهزِمُ |
|
حتّى الجزيرةُ في رَمْضائها لَطَفٌ |
في يومِ أحمدَ لا حَرٌّ ولا حُمَمُ |
|
بُشْراكِ آمِنَ، هذا الطفلُ مرحمةٌ |
للعالمين، وحربُ الكفرِ تحتدِمُ |
|
طافوا بكعبتهم والجهلُ سيِّدُهم |
شأْنَ الفراشِ بوَهْج النارِ يَعتصمُ |
|
تجّارُهم عَلَقٌ، أخلاقُهم نَزَقٌ |
حروبُهم صَعَقٌ أنهارهنَّ دمُ |
|
ساقوا الرعيَّةَ بالسَّوْطِ اللَّئيمِ كما |
سِيقَ العبيدُ، فبئسَ الذئبُ والغَنَمُ |
|
سَلوا الوئيدةَ في أحلامِ صَبْوَتِها |
ماذا جنَتْ يدُها؟ ما الذَّنبُ؟ ما الجُرُمُ؟ |
|
حتَّى تُغيَّبَ في أعماقِ مُظْلِمَةٍ |
والعينُ شاخصةٌ، والدمعُ منسجمُ |
|
فَدَيْتُها إذ حداها في الصِّبا أملٌ |
وارتَعْتُ إذ لَفَّها في قبرِها نَدَمُ ` |
|
طَهَ، أَتَيْتَ إلى الدنيا لمعجزةٍ |
ماجَتْ لها الأرضُ حتَّى زُلْزِلَ الهَرَمُ |
|
سَفَّ البيانُ لدى أُمِّيَّةٍ كَسَفَتْ |
شَمْسَ البيانِ، لأنتَ السيفُ والقلمُ |
|
أَمَا أَتَيْتَ بقرآنٍ أزَلْتَ بهِ |
كُفْراً، فآمنتِ العُرْبانُ والعَجَمُ؟ |
|
خلَّفْتَ في الناسِ أطْهاراً أشاوسةً |
أهلَ الرسالةِ، هل في الخَلْقِ مثلُهمُ؟ |
|
وذا الفَقار عليَّاً في مهابَتِهِ |
نهجُ البلاغةِ فيه النَّفْخُ والشَّمَمُ |
|
لاذوا بسُنَّتِهِمْ والحقُّ رائدُهُمْ |
كالشُّهْبِ أفلاكُها بالعَرْشِ تعتصِمُ |
|
قادوا السفينةَ في اليمِّ الرهيبِ فما |
خافوا من الظُّلْم أو راعَتْهُمُ الظُّلَمُ |
|
حتّى المنائرُ من أنوارهم قبسَتْ |
نورَ الهدايةِ، أينَ الآلُ؟ أين هُمُ؟ |
|
أرضُ الجنوبِ رَوَتْها أدمعٌ طَهُرَتْ |
فأزهرَ الدَّمْعُ أشبالاً وما فَطِمُوا |
|
فكم "قصيرٍ" على الأعداءِ صاعقةٌ |
تكوي الجلودَ، وفي أكبادِهمْ ضَرَمُ! |
|
وكم "عماد" يُباهي أَلْفَ كوكبةٍ |
من فَيْلَقِ العُرْبِ، لا نَجْعٌ ولا قَتَمُ! |
|
فأسقطوا كِذْبةً ألكونُ ردَّدها |
"لا يُقْهَرُ الجيشُ"، ها قد داسَهُ القدَمُ |
|
صَدَقْتَ قولاً، أبا الأطيابِ، من زمنٍ |
"لا تَحْسَبِ الشَّحْمَ فيمن شَحْمُهُ ورمُ" |
|
فالحمدُ للهِ إذ عادت حَميَّتُنا |
لولا الجهادُ لَمَا انهلَّتْ لنا دِيَمُ |
|
اللهُ أكبرُ! هذا الجرحُ يَلْتَئمُ |
في مولدِ النورِ لا جُرْحٌ ولا أَلَمُ! |