أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أدب ولغة: كشكول الأدب


إعداد: إبراهيم منصور


* من أمثال العرب
- "ما وراءَكَ يا عصام"؟

مثلٌ يُضرَبُ في الاستخبار من القادم عمَّا خلَّفَ وراءه من نبأ. وعصام كما جاء في المنجد كان حاجباً للنعمان (1) بن المنذر، وقد مَنَعَ النابغةَ الذبياني (2) من الدخول على الملك وهو مريض، وقد جاء الشاعر لعيادته، فقال في قصيدة:

- فإنّي لا ألومُكَ في دخولٍ
ولكنْ، ما وراءَكَ، يا عصامُ؟

يقول: لستُ ألومُكَ على منعِكَ إيّايَ من الدخول على النعمان، ولكنْ أَعلمني حقيقةَ خبره، أهو بخير؟ فذهب الشطر الثاني من البيت، مثلاً. ويُروَى هذا المثَلُ أيضاً بكسرِ الكاف، أي: "ما وراءَكِ، يا عصام؟" وأصله أنّ امرأةً من كِنْدَة (3) اسمُها عصام، أرسلها الحارث بن عمرو، ملك كِنْدَة، إلى عَوْف الشّيباني في تزويج ابنته، (أي: لتخطِبَ للملك ابنةَ عوْف) لِمَا بلَغَه من جمالها وكمال عقلها. فلمّا رجعت، وهي مُقبِلةٌ عليه، قال: "ما وراءَكِ، يا عصام؟" فذهبَ القولُ مثَلاً.

* من أجمل الشعر
كان الشاعر أبو فراس الحمداني (4) أسيراً في بلاد الروم، فبلغَه، من أخبار الديار، أنَّ ابنته لا تنفكُّ تبكي وتنتحبُ وتطلبه إلى جانبها. فتألّم أشدَّ الألم، وأرسلَ إليها بضعة أبيات من الشعر تُعْتَبَرُ هي ومثيلاتُها من قصائده الرّوميّات (5) من عيون الشعر العربي، إذ أعادت الشعرَ إلى منبعه الأصيل، وهو الشعور والوِجدان، ومن هنا "الشعر الوِجداني". قال:
 

أَبُنيَّتي، لا تَجزعي كلُّ الأنام إلى ذهابِ

قولي إذا ناديتني وعَييتُ عن ردِّ الجوابِ

زينُ الشبابِ أبو فراسٍ لم يُمَتَّعْ بالشبابِ


* عامِّيّ أصلُه فصيح
"هَوَّشَ": يُقال في العامّية: "هَوَّشَ الكلب"، إذا نبحَ، وهو مأخوذٌ من التهويش، أي: الفتنة والاضطراب. ومنه "مَهَاوِش"، فقد ورد في حديث عن أبي عبد الله عليه السلام "من جمع مالاً من مهاوش أذهبه الله في نهابرَ" (6). والنَّهابرُ هي المهالِك، وهي جهنّم. وعلى هذا يكون معنى الحديث الشريف: كلُّ مالٍ تجمعُه من غيرِ حِلِّه يَهْلَكُ، وتَهَلكُ معه!

* من أبلغ الكلام
من أبلغ ما قيل في وضعيَّة صلاةِ النساء خاصَّة كلام سيّد البُلغاء الإمام عليّ عليه السلام: "إذا صلَّتِ المرأةُ فلتحتفِزْ، أيّ تتضامَّ، إذا جلسَتْ وإذا سجَدتْ، ولا تُخوِّي كما يُخَوِّي الرجل" (7)، إذ يُبعد بطنه عن الأرض في سجوده. يُقال: خوَّى الطائر: أي أرسلَ جناحَيْه في الطيران.

* قالت لي المرآة
قالت: كثيراً ما أراك عندما تقرأ القرآن تنظرُ إلى البعيد. فيمَ يسرحُ خيالُكَ؟!.
أنا أفكّر في معانيه، وأنظرُ إلى ملكوته، سبحانه!
وما الّذي استرعى سَرَحانَك، الآن؟
إنّه معنىً عجيب، لستُ أَزعمُ أنّني فهمتُه، تماماً!
ما هو هذا المعنى الّذي استغلَقَ عليك؟

هو قولُ الله تعالى: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (النحل: الآية 88). فكيف يمكن للجبال أن تَمُرَّ مرَّ السحاب، ونحن ننظر إليها ونراها ساكنة؟ هذا ما لا أفهمُه!
ـ اسمَعْ، يا أخي، ليس غريباً أن تتحرَّك الجبال بسرعة وتَمُرَّ مَرَّ السحاب، فقد أثبتتِ الحقائقُ العلميّة أنّ الجبال منذ تكوَّنت الأرض تمرُّ، فعلاً، مرَّ السحاب، ونحن نحسبُها جامدة! وهي تفعلُ ذلك الآن، وإلى ما شاءَ الله!
ـ كيف هذا؟ لقد أربكْتِني.
ـ لا تَنْس أنّ الأرض تدورُ حول نفسِها بسرعة 465 متراً، في الثانية، فيتشكَّلُ الليلُ والنهار. معنى هذا أنّ كلّ شيء، على سطح الأرض حتّى الجبال يمُرُّ في الفضاء بهذه السرعة. ونحن نحسبُ الجبالَ جامدةً لأنّنا ننعطفُ معها بالسرعةِ نفسِها، إذ نحن جميعاً في حافلةٍ واحدة، أو سفينة واحدة، اسمُها الأرض. فهل غريب، بعدُ، على الله الّذي أتقنَ صنعَ كلِّ شيء كما قال سبحانه لكلِّ شيء: كنْ فكان أن يقولَ له يومئذٍ (8) زُلْ فيزول.

* من الأضداد
- "الشَّفيف": ج شِفاف: الريح الباردة (شدَّة البرد) وشدّة الحرّ. والثوبُ الشَّفُّ أو الشِّفُّ: هو الثوب الرقيق. وشّفَّ الشيءُ، أيّ: زادَ أو نقص.
- "الشَّوَهُ": القُبْحُ والحُسْن، فالمرأة الشوهاء: هي المرأة القبيحة أو الجميلة! والعُنُق الشوْهاء: هي الطويلة أو القصيرة.
- "الجَوْن": هو الأسود، وهو الأبيض، والجمع "جُون". فالجَوْن هو النهار، والجَوْناءُ هي الشمس. والجَوْن، من الإبل، هو الشديد السواد. والجَوْنُ، من النبات، هو الشديد الخضرة، الضارب لونُه إلى السواد. ومن هنا سُمِّيتْ أرياف العراق خصوصاً الواقعة بين نهري دجلة والفرات بأرض السواد.

* من الثنائيّات
"السيّدان" هما، كما يقول العلّامة الفضلي:

1ـ أبو القاسم عليّ بن الحسين الموسوي المتوفّى سنة 436 هـ، الملقب بعَلَم الهُدى، ويُلقّب بالشريف المرتضى، و"ذو الثمانين" والثمانيني؛ لأنّه مات وعمره ثمانون عاماً، ومكتبته تحتوي على ثمانين ألف كتاب! وألَّف كتاباً بعنوان " الثمانين"، وكان يملك ثمانين قرية.
2ـ وأخوه أبو الحسن محمّد بن الحسين الموسوي البغدادي المتوفّى سنة 406 هـ الملقّب بالشريف الرضي. فإذا أُطلقت كلمة "السيّد" فيُراد بها السيّد المرتضى؛ لأنّه اشتهر بالفقه، مع أنّه أديب. والشريف الرضي اشتُهر بالأدب، مع أنّه فقيه، والشريف الرضي هو جامع كلام الإمام علي عليه السلام في كتاب سماه نهج البلاغة.


(1) هو النعمان أبو قابوس، آخر ملوك بني لَخْم في الحِيرة (العراق)، من (580 602 م).
(2) من فحول شعراء الجاهلية وأصحاب المعلَّقات (535 604 م). كان شاعر النعمان خاصّةً.
(3) كندة: قبيلة قطنت في جنوبي الجزيرة العربية في الجاهلية. نبغ من رجالاتها الفيلسوف الكندي، وأبو العلاء المعري.
(4) شاعر بني حمدان وفارسها (923 967 م). ابن عمّ سيف الدولة صاحب حلب. أسره الروم سبع سنين.
(5) الروميّات: هي القصائد التي قالها أبو فراس الحمداني في بلاد الروم، خلال أسره.
(6) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 100، ص 8.
(7) وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج 4، ص 953.
(8) يوم القيامة، أو يوم الدينونة، عند النصارى.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع