أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

"على أبواب موسم الحج" الخطاب الإسلامي في مواجهة التحديات(1/2)

موسى حسين صفوان


مع تعاظم الأخطار والتحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية، في هذه الأيام، ومع تهالك القوى الكبرى وعلى رأسها أميركا، وزجّها بكل ما تمتلكه من وسائل وقوى الدمار، بحجة الدفاع عن الديمقراطية والليبرالية، في معركتها، التي تريد لها أن تكون الأخيرة والحاسمة. مع كل ذلك، يأتي موسم الحج الأكبر، ليجدد عهد هذه الأمة مع حضارتها وتاريخها. في هذه الأجواء المباركة المفعمة بنسائم الإيمان، حبَّذا لو نحاول أن نتأمل في طبيعة تلك التحديات عسى أن نتلمس الطريق، للخروج من قمامة البؤس والشقاء، إلى قمة الفضائل والقيم، ومكارم الأخلاق.

طبيعة التحديات المعاصرة
لا بد لنا ونحن نسلِّط الضوء على طبيعة التحديات تلك، أن تذكر سنن اللَّه في خلقه، وخاصة السنن الاجتماعية، حيث أن اللَّه سبحانه كما ذكر في كتابه، لم يكن مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فما أصاب هذه الأمة، لا يمكن بحال عزوه إلى القوى الخارجية المتسلطة، بقدر ما يجب علينا النظر إلى حال الأمة وسبب استحقاقها لهذا البلاء... فقد كانت هذه الأمة، وعلى مدى تاريخها، مصداقاً لهذه السنن التاريخية الإلهية، وهكذا بقية أمم الأرض. وفي عرض موجز، نجد أن أهم التحديات والأخطار المحدقة بهذه الأمة تنحصر في:

1 تحديات الوجود:
فقد بات الوجود الحضاري، والإيماني، وحتى الوجود السياسي للأمة شعوباً، ودولاً موضوعاً في خانة التهديد الإستكباري، تحت ذرائع الإرهاب!!!... فقد تمادت القوى البراغماتية المتسلطة وعلى رأسها أميركا والدول الغربية في عدوانها، غير مستجيبة لأية دعوات فيما يختص بحقوق الإنسان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وحق الأمم بمقدراتها وأمنها وحدودها... لقد أصبح كل شيء منتهكاً ومباحاً بسلطان القوة والهيمنة والسلاح النووي وقد بات ممنوعاً على الشعوب المستضعفة أن تمتلك أي سبب من أسباب القوة، مهما كان بسيطاً، مما قد يزعج السيد الأميركي أو يحول بينه وبين مصالحه التي لا تنتهي... إن المنطقة في ظل هذا الشره الأميركي، والبطر المستحكم في خطابها السياسي، مرشحة لعواصف وزوابع من الحروب والأزمات والمشاكل مما قد تخلط الأوراق بصورة يصعب معها التنبُّؤ بمستقبل القرن القادم. وذنب هذه الأمة إنها تمتلك من المقدرات والخيرات الطبيعية الشيء الكثير. في حين لا تمتلك ما يؤهلها للبقاء من تكنولوجيا، وآلة عسكرية، ومناهج علمية حسب المقاييس المادية.

2 تحديات الحداثة والمعاصرة...
من هنا تنشأ الحاجة لإعادة النظر في المنظومات الفكرية وأنماط التفكير والتدبير السياسي والإداري، التي ينبغي للأمة أن تسلكها... أن الأنماط الماكدونالية أو الغربية الإستهلاكية، كما هي الأساليب البراغماتية، الميكيافيلية المعتمدة الآن في العالم والتي جرب العالم أمثالها على مدى قرون طويلة، ليست هي الكفيلة بإعادة تنشيط وتفعيل طاقات الأمة وقدراتها، كما أن الأساليب الإسقاطية.والأنماط المتحجرة إذا جاز التعبير في فهم الموروث الثقافي الإسلامي والتعاطي معه دون أخذ الإعتبار للتطورات الفكرية والثقافية الحاصلة في العالم، ودون محاولة تفسير المفاهيم القدسية بلغة مفهومة عالمياً، وقابلة للوصول إلى الأنماط العقلية السائدة الآن، وقادرة أيضاً على محاكمة الباطل المادي الملحد وإن ادّعى الإيمان بمفاهيم تلامس أحاسيس وتساؤلات وحاجات الإنسان المتشوق بالطبيعة لتلك القيم القدسية الرفيعة والمحتاج لها حاجة ماسة لا يجدي نفعاً في حلبة الصراع الحضاري بين الحضارات المادية الزائفة، وبين الحضارة الإسلامية الإنسانية. فالحضارة الإنسانية الإسلامية، في عمق روحها ومفاهيمها تستطيع أن تنتصر على غريمتها الزائفة فيما لو استطاع أهلها وحاملوها إيصالها كما هي ودون أن تمس روحها لوثات التاريخ أو دون أن تشوه صورتها ممارسات الأفراد، وسوء تصرفهم وتدبيرهم، إضافة لعامل أكيد ومهم جداً، وهو إيمان أصحابها بها، ليس فقط من منطلق الانتماء والكينونة والعصبية الجغرافية والتاريخية بل وأساساً من منطلق رسالي وإيمان راسخ بأنها هي تلك الرسالة التي صدع بها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله منذ خمسة عشر قرناً لتكون كافة للعالمين، وسبباً لخلاص الإنسان في الدارين.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع