كنتِ...
كغفوةٍ صغيرةٍ بين الحُلم واليقظة
ورحلتِ.. كطيف ملاك
لم نتخيّل يوماً أنّ الرّحيل سيكون قاسياً هكذا
أنكِ سترحلين فجأة عنّا
هَناء... تشتاقكِ الرّوح...
وما زال الرّحيل في أوّل أيامه
كيف وإنْ طال أياماً وأياماً
هنا أولادك يفتقدون الصوت الحنون
وشوق اللقاء يسأل الرّحيل:
"أمّي... لِمَ باكراً؟.. لِمَ حرقتِ قلبي؟
وأنا أمسح في الأكتاف دموعي
إنْ ضمّني لصدورهم أقربائي
أمّي... كيف غداً إن بقيتُ وحيدةً
من ذا أضمّ ليواسيَ أحزاني
انتظرت وصولك ...
فكان مختلفاً عن كلّ لقاء
هو اللقاء الأخير...
دعوني للمرة الأخيرة
أودّعها... أُقَـبّل يديها
لا تأخذوها من بين يديّ
لم أرتوِ بَعد من عِطرها
رفعوها بعد الصّلاة ظهراً
وأظلمت دنياي عمراً ودهراً
يا من تحت قدميكِ الجنّة
سلامي إليكِ يا حنونة...
فاطمة يوسف قانصوه