مع الإمام الخامنئي | كلّنا مَدينون للنبيّ الأعظم* نور روح الله| هكذا كانت حياة الرسول* مع إمام زماننا | حين تزفّ السماء نبأ الظهور (2): في مكّة السيّد محسن شهيداً على طريق القدس مقاومتُنا بعينِ الله صُنعت حاجّ محسن! إلى اللقاء عند كلّ انتصار* أبو طالب: قائدٌ في الميدان والأخلاق المقاومة الإسلاميّة: ثقافتنا عين قوّتنا الشهيد على طريق القدس بلال عبد الله أيّوب تسابيح جراح | جراحاتي لا تثنيني عن العمل

آخر الكلام: شأنُها سماويٌّ

نهى عبد الله

 

بانت بشائر ذاك النهار، حين طاف الخبر في أرجاء المدينة، وتسابق الأطفال أيّهم ينقل البشرى أوّلاً.

عليٌّ في المسجد، يُتابع هموم المسلمين حتّى يصل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سفر إلى خارج المدينة. وصله الخبر: "بُشراك بُشراك، رُزقت بالـحَسنَة"؛ هكذا كانوا يُبشّرون من يُرزق بفتاة. خرج عليٌّ مسرعاً، يحمله الشوق، وتزفّه البهجة. يصادفه أهل المدينة في طريقه، وهم ينثرون عليه رياحين التباريك والدعوات.

وصل الدار، دخلها وعيناه تبحثان عن فاطمة، التي أطلّت مشرقةً بالبشرى والحبور، حاملةً على ذراعها أوّل مولودة لهما، كأنّما حملت نور الصباح مُقمّطاً. احتضنها برفق، شمّها وقبّلها، أشارت فاطمة عليه بأن يختار لها اسماً، فاعتذر قائلاً: "ما كنت لأسبق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".

مرّت بضعة أيّام، ولم يصل الجدُّ بعد! وأخذ المدنيّون يتساءلون عن المولودة التي تأخّر اسمها، فلو كانت ذكراً لكانت سيّداً لشباب الجنّة أيضاً، لكنّها فتاة، أَسَترِثُ من أمّها سيادة النساء؟! فما سيكون شأنها يا ترى؟

ما إن وصل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتّى توجّه إلى دار فاطمة، أمسك حلقة الباب وطرقها مُنادياً: "السلام عليكم يا أهل بيت رسول الله"، ابتهجت فاطمة لرؤيته واستكانت روحها، فيما قدّم عليٌّ إليه مولودته ملتمساً منه اسماً لها، فاعتذر صلى الله عليه وآله وسلم  قائلاً: "ما كنت لأسبق ربّي سبحانه"، فشأن الفتاة سماويّ، احتضنها الجدّ، قبّلها، وضع خدّه على خدّها الغضّ، وأعلن اسمها وحياً من الجليل: "زينب"، فيما ترقرقت في عينيه دموعٌ، تملك جواباً لأهل المدينة.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع